الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

سورية لن نبخل عليها بشيء قراءة فكرية في شعار المؤتمر الـ26 للاتحاد العام لنقابات العمال 2/2

سورية لن نبخل عليها بشيء
قراءة فكرية في شعار المؤتمر الـ26 للاتحاد العام لنقابات العمال
2/2

بسام جبلاوي
مدير المعهد النقابي المركزي

وما لا ريب فيه ان الأبجدية الأولى انطلقت من سورية ومن سورية بدأ الاشعاع الحضاري والانساني ومن أرض الشام الطاهرة انتشرت الرسالات السماوية وترابها مجبول بالدم الزكي من اليرموك الى حطين ومن شهداء 6 أيار الى ميسلون ومن الثورة السورية الكبرى الى حرب تشرين التحريرية الى حماية لبنان من التقسيم الى دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية. هؤلاء الذين يتحدث عنهم السيد الرئيس بشار الأسد في قوله: (ونحن نتحدث عن كل ما يخص وطننا وشعبنا داخليا وخارجيا.. علينا ألا ننسى ان هنالك جنودا مجهولين لا يقدمون جهودهم فقط بل أرواحهم وبلا ثمن انهم أبناء قواتنا المسلحة حماة ديارنا ومصدر فخرنا وعرين الشجاعة والبطولة والذين كانوا وسيبقون مستعدين للدفاع عن الوطن ونصرة أشقائنا) وهذه أسمى مراتب الفضيلة.
واذا كانت أول عناوين الفضيلة هي التضحية بالنفس للتربع على مقعد المجد والشرف فإن الشرف الرفيع لا يسلم من الأذى إلا بالدم والدم هو عرق الأبطال وبالدم لا بالكلام يؤكد الأبطال إيمانهم للوصول الى العلياء في مملكة الخلود ومن هنا نفهم لماذا مجد الأمم لا يبنى إلا بأرواح الأبطال ودم الشهداء الذين يقول عنهم السيد الرئيس بشار الأسد: (أما دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن فستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل فعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غدا أكثر أمنا ووحدة وحرية لنا جميعا).
لاشك ان أرواح هؤلاء الأبطال تباركنا وتنعش أرواحنا وتقوينا على بذل الجهد وبالعرق ومثابرة العمل نحن جماهير الطبقة العاملة التي أولاها السيد الرئيس بشار الأسد ثقته لمواءمة لأبطال الجيش العربي السوري بقوله: (إن ثقتي في ذلك تنطلق منكم ومن رجال قواتنا المسلحة رجال الضمائر الحية والعزائم الصلبة الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويحمون قيمه وتطلعاته ويقدمون التضحيات كي ننعم بالأمان).
وسورية اليوم وبفضل رؤية ومواقف السيد الرئيس بشار الأسد وصلابة تلك المواقف اكتسبت وزنا يطمح الجميع لاكتسابه وتلعب في الوقت عينه دورا يعجز عنه الجميع ولا يخفى ان ما تحقق يفوق الطموحات والأحلام في سياق هذه الحرب الكونية الظالمة على بلدنا.
ومن هنا نفهم سر وأبعاد هذه الحرب علينا والتي لم تهدأ للآن تتمطى على آثافي لا تحجب بدءا من ضخ الأموال الى تدفق السلاح وجلب المرتزقة من أصقاع الأرض بيارقها حملات إعلامية مضللة والأخيرة كثيرا ما تكذب ذاتها أو تفضح نفسها في معظم الأحيان وفي قادمات الأيام لن تبقى ورقة تستر عورات تخاذلهم.
إن الأزمة التي أصابت قطرنا بسبب المؤامرات الدنيئة سيحولها العمال المناضلون الى منصة اطلاق للمواهب والابداعات والقوى والطاقات لاعادة اعمار ما تهدم في النفوس والنصوص والبشر والحجر لاستئناف المسيرة ومواصلة الكفاح وليست تضحيات جيشنا الباسل في مواجهة التآمر والعدوان إلا تباشير فجر النصر الوطني على قوى البغي والعدوان.
إن سورية باعتراف البعيد والقريب قاعدة ارتكاز المقاومة وانتفاضتها وستبقى قلعة المقاومة والسد المنيع والعقبة الكأداء أمام مشاريع الهيمنة والبغي والتسلط كافة التي لجأت إليها الامبريالية العالمية وربيبتها اسرائيل وأنظمة الرجعية العربية وأدواتها التكفيرية الظلامية في محاولات مستميتة من أجل تطويق سورية ومحاصرتها والضغط عليها بشتى الوسائل والسبل بغية ثنيها عن هذا النهج ولاريب ان في ايديولوجية هذا النهج ومبدئية الدور القيادي الشجاع للسيد الرئيس بشار الأسد تختصر مسألة الوعي التاريخي للأمة ونضالاتها ودورها الحضاري والانساني.
ومع إيماننا المطلق نحن أبناء الطبقة العاملة وجنودنا البواسل في الجيش العربي السوري ان هدفنا واحد وان تعددت مسارب الوصول إليه ليملؤنا العرفان بالجميل لأبطال جيشنا المقدام لمؤازرتهم بتحقيق هدفنا المشترك الذي هو الدفاع عن الوطن وتعزيز صموده وصون كرامته والمحافظة على سلامته فلولا جيشنا المغوار لما كنا نفخر اليوم في انتصارات بلدنا مما يؤكد الحقيقة المطلقة في أننا نصب في بوتقة واحدة هي هذا الوطن الحر الأبي الذي قال عنه السيد الرئيس بشار الأسد: (وأقول لكم وأنا كما عهدتموني دائما واحد منكم.. عندما لا نستجيب للتحدي لا نستحق اسم سورية وعندما لا نجرؤ أو لا نستطيع ان ندافع عنها ونهزم الأعداء فنحن لا نستحق ان نعيش على ترابها) وهذا يعني ان جنودنا وعمالنا صنوان لا يفترقان.
لقد امتزج حب العمال للوطن بالجهد والعرق والتضحية والفداء وهذا ليس غريبا لأن من يبني المصانع بزنوده ويشيد المعامل بسواعده يستميت في الدفاع عنها مما يشير بوضوح الى ان أبطال الجيش العربي السوري وعمال قطرنا هما جناحي سورية وركني نهضتها وعماد انتصاراتها.
والحركة النقابية التي اتخذت من مقولة قائد مسيرة الحزب والجماهير شعارا لمؤتمرها الـ26 منبعه إيمانها المطلق بقيادته الصلبة مجددين ومؤكدين اننا نحن العمال سنظل الأوفياء للعهد الذي قطعناه على أنفسنا بإرادتنا الحرة نمشي قدماً في معركة العزة والانتصار ونبذل الغالي والنفيس من أجل الموقف المبدئي الصلب والثابت في مقاومة العدوان التآمري ومخططات القذارة متمسكين بخط المقاومة ونهج الممانعة الذي تنتهجه سورية.
ويتجلى بوضوح لا يخامره الشك ان عمال سورية قد آلوا على أنفسهم ان يكونوا في طليعة بناة الوطن لحماية مكتسباتهم ومكتسبات الشعب عامة ومن أجل رفعة الوطن وعزته وازدهاره يعززون قدرته في سائر المجالات ويسهمون في الدفاع عنه.
إن طبقتنا العاملة وحركتها النقابية تتطلع الى المستقبل بثقة مطلقة وايمان عميق بحتمية انتصارات شعبنا وجيشنا الباسل والتغلب على ما يواجهنا من مصاعب وتحديات لأننا شعب لا يعرف العجز ولا يرضى الهوان.
إن الطبقة العاملة تجسد بانعقاد المؤتمر السادس والعشرين الممارسة الديمقراطية ومبادراتها المنتجة والعمل الميداني ومتابعة القضايا الانتاجية والعمالية بروح المسؤولية الوطنية والطبقية لتعزيز القدرات الذاتية لسورية وتوفير متطلبات الصمود والتنمية وحاجات الجماهير ومقومات النضال لإثبات الوجود والدفاع عن الوطن وحماية منجزاته والحفاظ على عزة قطرنا وكرامته.
إن انعقاد المؤتمر الـ26 للاتحاد العام لنقابات العمال في ظل هذه الظروف العصيبة يعبر عن الحالة النضالية والديمقراطية التي تتسم بها الحركة العمالية في قطرنا وهو بالتالي مصلحة لسلسلة من الانجازات التي حققها العمال وتحققت لهم وهو دلالة على المضامين السامية التي تشير الى اتساع الطبقة العاملة ونضج وعيها وتعزيز دورها وقيمها وهي اليوم أكثر قوة وقدرة على تحمل مهامها ومسؤولياتها لتحقيق المزيد والعديد من الخطوات الهامة والمكاسب الكبيرة والتحولات الايجابية الأمر الذي يبشر باستمرار الحافز لتصعيد نضال الطبقة العاملة على الصعد كافة الانتاجية والسياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية تبذل الغالي والنفيس من الجهد والعرق والدم من أجل سورية المتجددة دون ان تبخل بشيء كما لم يبخل أبطالنا بدمائهم وأرواحهم. طوبى لمشعل العمل نارا ونورا معملا وعاملا وعملا وتحية لجيشنا الباسل الصامد يحمي العرين وتحية لشهدائنا الأبرار الذين دفعوا الثمن غاليا كي يستمر الرأس شامخا والهامة مرفوعة.
‏13‏/01‏/2015



 


مشاركة :
طباعة