الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

في رحاب المؤتمر الـ 26 للاتحاد العام لنقابات العمال إضاءات من أدبيات الحركة النقابية السورية

مما لاريب فيه ان سيرورة المؤتمرات العمالية وطبيعتها الذاتية ومدى فعالية الدور الذي تمارسه في رسم سياسة المنظمات النقابية وتوجيه نشاطها وفي النضال لتحقيق أهداف الطبقة العاملة والجماهير الكادحة يحددان دور الحركة النقابية ومكانتها في المجتمع كما يحددان مدى تطورها وتألقها.
شعار المؤتمر العام الـ19:
ما ان اكتملت السنوات الأربع على انعقاد المؤتمر العام السابق التئم ما بين 15 – 19 تشرين الثاني 1978 المؤتمر العام التاسع عشر للاتحاد العام لنقابات العمال وذلك تحت شعار: (نحو مواقع متقدمة للطبقة العاملة في اطار النقابية السياسية، ارتقاء بالمسؤوليات الوطنية والانتاجية لمواجهة التحديين الرئيسيين: تحدي الغزوة الصهيونية وتحدي التنمية).
ونرى في كلمة الرفيق عز الدين ناصر رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال آنذاك التي ألقاها في بدء أعمال المؤتمر شرحا موضوعيا لمضمون هذا الشعار بقوله: ان شعار مؤتمرنا يكرس التزامات عمالنا الوطنية والانتاجية والقومية وهو تعبير عن قدرتنا النضالية للاهتمام بكل قضايا الوطن الرئيسية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والاسهام المتزايد في تحقيق كل ما من شأنه دفع عملية التنمية إلى الأمام وتحقيق الرفاه لجماهير شعبنا وتعزيز صمودنا وهو يلخص الأهداف العامة لمرحلة المستقبل والتزامنا بالنهج النضالي الذي كرسه حزبنا بمسيرة الكفاح الطويلة.
وقد أشار السيد رئيس الجمهورية القائد المؤسس حافظ الأسد إلى هذا الشعور أثناء مخاطبته المؤتمرين في كلمته التي افتتح بها هذا المؤتمر بقوله: (أيها الاخوة أعضاء المؤتمر لقد أصبتم في التركيز على التحديين الرئيسيين: تحدي الغزوة الصهيونية وتحدي التنمية والتلازم بينهما واضح وبمقدار ما ننتصر في مواجهة أحد التحديين نوفر امكانية الانتصار في مواجهة التحدي الآخر.
وإذا أدركنا القوانين الرابطة بين التحديين وعوامل مجابهتهما واستفدنا علميا من هذه القوانين نوفر أفضل الشروط الضرورية للنصر في المعركتين معا بقدر ما تزداد التنمية تزداد قدرتنا على مواجهة العدوان وبقدر ما ننجح في مواجهة العدوان تزداد قدرتنا على التنمية).
لاريب ان ما سبق يعكس الأبعاد الحقيقية لشعار المؤتمر العام الـ19 ويبرز حيوية التنظيم النقابي وحساسيته والتزامه بهموم المواطن والوطن والأمة ووعيه للتحديات والتطلعات من خلال معايشته الفاعلة للواقع وصدق إحساسه بآمال الطبقة العاملة وجماهير الشعب وهمومهما.
المؤتمر العام الـ19 الاستثنائي وشعار المؤتمر:
تلبية لإرادة الطبقة العاملة وتصميما على التصدي الحاسم لأعداء الوطن والشعب انعقد المؤتمر العام الاستثنائي في الأسبوع الأول من آذار 1980 وفيه دوى صوت الطبقة العاملة: (لا حياة في هذا القطر إلا للتقدم والاشتراكية) وصدر عن هذا المؤتمر قرارات هامة هي في حجم التحدي والأخطار التي فجرتها الرجعية العربية في الداخل.
لقد كان المؤتمر التاسع عشر الاستثنائي مجالا هاما لتحريك طاقات الجماهير ومبادرة طيبة من الاتحاد العام شعورا منه بمسؤولياته الوطنية والطبقية ومثالا احتذت به بقية المنظمات فأكسب ذلك الحركة النقابية قدرة ورجحانا في كفة عملها المتعدد الوجوه وهي ماضية لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.
شعار المؤتمر العشرون:
لقد اتخذ المؤتمر العشرون للاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العربية السورية والمنعقد بدمشق من 20-24 تشرين الثاني 1982 ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد وما رددته جماهير الطبقة العاملة في المؤتمر الاستثنائي الـ19 بأنه: (لا حياة في هذا القطر إلا للتقدم والاشتراكية) شعارا له وقد جاء في مقدمة التقرير العام المقدم لهذا المؤتمر من قبل الاتحاد العام: ان انعقاد مؤتمرنا تحت هذا الشعار يؤكد التزام الطبقة العاملة وقيادتها النقابية بأهداف الثورة وتوجهات القائد حافظ الأسد واصرارها على العطاء والمزيد من التضحيات في سبيل تحقيق بناء مجتمع التقدم والاشتراكية لما فيه خير شعبنا وأمتنا مهما غلت هذه التضحيات.
ولعل أروع ما قيل في هذا الشعار ما تحدث به القائد المؤسس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية عند افتتاح أعمال هذا المؤتمر بقوله: (ان وطننا الذي نعلي فيه بناء الاشتراكية هو وطن الشرفاء والمنتجين، الوطن الذي قلنا مرارا وأكدنا ان لا حياة فيه إلا للتقدم والاشتراكية هذا الشعار الذي رفعتموه في مؤتمركم فأحسنتم الاختيار).
ولاشك ان هذا الشعار جاء تلبية طبيعية لمطامح وآمال الحركة النقابية والطبقة العاملة آنذاك كرد موضوعي وسليم على كافة التحديات التي يواجهها أبناء الشعب هذا الشعار الجذري الذي ينسجم مع النضال الوطني والاجتماعي للطبقة العاملة وجماهير الشعب من أجل وطن التقدم والاشتراكية تنتفي فيه كافة أشكال الاستغلال والاستثمار.. ديمقراطي شعبي، معاد للرجعية، والامبريالية والصهيونية.
شعار المؤتمر العام الـ21:
أعلن النقابيون تمسكهم واعتزازهم بمقولة القائد المؤسس: (لا حياة في هذا القطر إلا للتقدم والاشتراكية) فكان أيضا شعارا لمؤتمرهم الحادي والعشرين المنعقد بدمشق من 16-21 تشرين الثاني 1986.
وقد شغل هذا الشعار حيزا واسعا في عقول العمال وقلوبهم كما هو اعتزازهم الكبير بمن صاغ هذا الشعار وحمل لواءه القائد العربي الكبير حافظ الأسد.
وقد جاء في مقدمة التقرير العام المقدم إلى هذا المؤتمر: إن اختيار هذا الشعار ذاته شعارا للمؤتمر الـ21 قد أملته ضرورات الخيار الاشتراكي واستمرارية المشاركة العمالية الطليعية في انجاز التحولات التقدمية وفي البناء الاشتراكي وهو تأكيد جديد من الطبقة العاملة أنها متمسكة بنهج الحركة التصحيحية القائم على النضال ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية وفي سبيل بناء مجتمع التقدم والاشتراكية وانها مصممة على الدفاع عنه وحمايته وترسيخه في مجالات الحياة كافة وتعبير جديد منها على مدى تجاوب هذا الشعار مع تطلعاتها وتطلعات الحركة النقابية والجماهير الشعبية وطموحها إلى بناء المجتمع الاشتراكي.
إن اختيار هذا الشعار للمؤتمر الحادي والعشرين تأكيد جديد من الطبقة العاملة على التزامها المطلق ببناء مجتمع التقدم والاشتراكية وان لا بديل عنه ولا تراجع عن النضال في سبيله.
وقد تحدث القائد المؤسس حافظ الأسد حول الموضوع ذاته في خطابه الذي افتتح به أعمال المؤتمر الـ21 حيث قدم سيادته تحليلا واسعا وعميقا لهذا الشعار بقوله: (أن ينعقد المؤتمر تحت شعار لا حياة في القطر إلا للتقدم والاشتراكية فهو بذلك يتبنى مقولة تمثل إرادة شعبنا وتعبير عن جوهر نضال الجماهير والعمال في طليعتها فالتقدم هو الطموح والغاية لمن يريدون للحياة ان تستمر بالخير والعطاء لئلا يغلب النقيض أي الجمود فالسكون الذي يعني الموت وهو ضد إرادتنا في ان يكون التقدم سنة الحياة في وطننا وان يكون لنا ولغيرنا.
والاشتراكية هي سبيل إلى التقدم وهي صنو العدل والكفاح وفي مناخها يتحقق التطور والرقي وهي عنوان الحياة الشريفة والهنيئة للمجتمع فلابأس ولا استغلال ولا ظلم ولا تسلط بل حقوق وواجبات يتساوى فيها الجميع وعمل وبناء بالجميع وللجميع وخير عميم ينال منه الجميع.
وإذا لم يكن العمال بناة التقدم والاشتراكية وحمايتها فمن يكون..؟ ان دور العمال في بناء مجتمع التقدم والاشتراكية وحمايته دور أساسي رسخوه بتصعيد الكفاح ومضاعفة الجهد وتعميق الوعي والمزيد من التنظيم).
‏15‏/12‏/2014
 


مشاركة :
طباعة