تعزيز الجهد النقابي السوري في الساحات العربية والدولية
إن الطبقة العاملة والنقابات السورية واتحادها العام عقدت مؤتمراتها الدورية الانتخابية وتتهيأ أيضاً للمساهمة في إعداد المؤتمر العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي يتخذ من دمشق العروبة مقراً له متفاعلاً بايجابية وتعاضد مع سورية عمالاً وشعباً وقيادة كما يستعد الاتحاد العام للمشاركة الفاعلة كما هو عهده على الدوام في ترتيبات انعقاد المؤتمر النقابي العالمي السابع عشر للاتحاد العالمي للنقابات وذلك في الأشهر القادمة من العام الجديد .
ورغم استقلالية كل من الاتحادات الثلاث إلا أن الحركة النقابية السورية تشكل حلقة تواصل وتكامل بين هذه الاتحادات وتلعب دوراً قيادياً وهاماً في داخلها وفي نضالاتها وتلقى قضايانا الوطنية والعمالية دعماً من هذين الاتحادين العربي والعالمي وإسهام قيادتهما في الدفاع عن سورية في كافة المحافل والمنابر واللقاءات الدولية .
إنه حيوي وهام مواصلة ودعم الجهد النقابي السوري في الساحات العمالية والنقابية والشعبية على المستويات العربية والإقليمية والدولية رغم أن العمال والنقابات والقوى السياسية الوطنية مهتمة بقضايا العمل والعمال ومنشغلة بالشأن النقابي وعلاقته العضوية بالاقتصاد والسياسة والمجتمع وحماية الوطن وتتابع باهتمام وقلق تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والاحتياجات المعيشية لأبناء الشعب السوري عامة وجماهيره العمالية والشعبية خاصة .
ويتصاعد هذا الاهتمام في الوسط العمالي والنقابي خلال الفترة الراهنة مع انعقاد المؤتمرات النقابية للاتحادات الثلاثة وأيضاً مع زحمة الأحداث العامة والمواجهات الحدية وتفاقم المعاناة وتنامي التصدي الوطني في سورية وفي عدد من الأقطار العربية والعالم لظاهرة الإرهاب والإرهابيين في الداخل والخارج الأمر الذي استدعى المبادرة السورية والحضور العربي والعالمي في المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني الذي انعقد في دمشق. ومواجهة ما تم استيلاده من أزمات واختناقات وصعوبات ومخاطر تهدد ليس الوطن ودولته ووحدته ونظامه وأمنه فحسب بل وتلحق الأذى والكوارث والضرر بحياة ومصير وأمن الناس أفراداً وجماعات ومجتمعات وتصيب شرورها وتداعياتها ليس البلد المستهدف فحسب بل يمتد تطاير الشرر إلى بلدان الجوار والعالم ويعاني من مراراته العمال والشعوب على المستويات الوطنية والعربية والإقليمية والعالمية الأمر الذي يتطلب التضامن ووحدة المواجهة والتفاعل بين مكونات الحركة النقابية وبين مكونات الشعب الواحد في الوطن الواحد والموحد .
ويتطلب وحدة الموقف بين أبناء الأمة العربية التي سعى السوريون على الدوام أن تكون أمة واحدة متضامنة مع ذاتها لها رسالتها الحضارية وأن تكون متفاعلة ومساهمة في خير البشرية جمعاء وتحقق أمن وسلام كل أمم الأرض التي يجب أن تتضامن بجدية وصدق ضد الإرهاب والعنف والتخلف والفقر والحروب .
إن الحروب والتوترات والاعتداءات الخارجية والمجموعات الإرهابية والاحتلالات وأعمال العنف والفوضى وتدمير البنى التحتية لها الأثر السلبي الكبير على التنمية والتشغيل والهجرة وساهمت في عرقلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وزيادة معدلات البطالة وإعاقة التطور السياسي ونضال قوى التقدم وأدت إلى خلق مناخات استنبات وانتشار الفكر الظلامي الرجعي .
حذرت قيادة سورية بأنه لن تقتصر هذه الآثار والتداعيات على البلدان والشعوب والعمال والمجمعات التي أشعلوا فيها نيران حقدهم وقذفوا إليها وحوشهم " الآدمية" ومخربيهم ودعاتهم التكفيريين .
وها هي امتداداتها تنتشر إلى الجوار وإلى بلدان تصدير الإرهاب ومموليه ورعاته في الإقليم والعالم وتتضرر منه كافة الشعوب الآمنة وفي مقدمتهم الطبقة العاملة والتي لانريد لها ذلك والتي في حقيقة الحال تستفيد من بسالة وتضحيات جنودنا وشعبنا الذين يدافعون نيابة عن الجميع .
وهنا يكمن مصدر قوة وأهمية التحرك النقابي في الساحة الخارجية ومن هنا تتبع ضرورات التعاون النقابي في مواجهة الأزمات والإرهاب وتدهور الاقتصادات وتفاقم حركة الهجرة واللجوء والنزوح الجماعي ومعاناة اللاجئين وبلدان ومجتمعات الاستقبال على حد سواء .
ولن يكون الحل والمعاناة والتخلص من مرارة المعاناة إلا مشتركاً وسلمياً وسياسياً وبمساهمة الداخل الوطني ولن يقوى المتضررون والمناهضون للإرهاب على الانتصار الشامل عليه إلا بجهد دولي صادق ومشاركة كل قوى الخير والتقدم في العالم وبالتعاون مع سورية وقيادتها الحكيمة وقواتها المسلحة الباسلة وكل قوى المقاومة ومناهضة الإرهاب والتضامن النقابي السوري العربي العالمي حلقة هامة في سلسلة التصدي والانتصار واستعادة الأمن والاستقرار ودوران عجلة الإنتاج والانتعاش الاقتصادي .
أديب ميرو