الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

مفهوم العمل الجماعي


مفهوم العمل الجماعي

إذا كان أسلوب العمل الجماعي ، سواء عن طريق فرق العمل ، أو عن طريق الاجتماعات شبه اليومية التي تعقد في المؤسسة الإدارية أو في ميدان العمل ، من أنجح الأساليب التي تدار بها الأعمال لكونها تؤدي إلى إنجاز الأعمال في وقت سريع ، ولأنها تعتمد على عنصر المشاركة من سائر المعنيين ، ولأنها تحفز على طرح الآراء والمقترحات ، مما يجعل القرارات التي تتوصل إليها تلك الفرق أو الاجتماعات هي الأقرب للصحة ، باعتبار أن المسؤولين أو المختصين المعنيين يشاركون في صياغة تلك القرارات بحكم خبرتهم أو تأهيلهم ، فإن النهج الذي يسلكه بعض المديرين أو المسؤولين بإنجاز الأعمال عن طريق ما يعرف بالمجموعات الصغيرة يعتبر أسلوبا منبوذا في علم الإدارة العامة .
 ويعنى أسلوب العمل بالمجموعات الصغيرة قيام المسؤول باختيار عدد من الموظفين من سائر القطاعات ، قد يكونون قياديين أو مختصين ، لكي يقوم بإنجاز الأعمال معهم ، واختيار المدير أو المسؤول لهؤلاء ليس لأنهم الأكفأ ، فقد يوجد من هو أكفأ منهم ، ولكن لأن المسؤول يرتاح نفسيا لهم للعديد من الأسباب ذات الطابع الشخصي . وأسلوب العمل عن طريق المجموعات الصغيرة نهج منبوذ في علم الإدارة العامة كما سبق أن أشرنا للأسباب التالية :
  - أنه يتعارض مع التنظيم الموضوع للمؤسسة الإدارية ، فحركة العمل حسب هذا التنظيم ينبغي أن تتم حسب تقسيمات هذا التنظيم من الهرم حتى القاعدة وليس بما يتعارض معه .
 - أن فيه تجاهلا للقياديين والمسؤولين الآخرين الذين لم تشملهم هذه المجموعات الصغيرة ، وبالتالي يؤدي إلى الإحباط لديهم إذا علموا أنه ليس لهم دور في صنع القرارات الرئيسية .
 - أنه يؤدي إلى ضعف القرارات التي تصدر بواسطة هذا الأسلوب ، وذلك لانتفاء العمل الجماعي حولها ، ولعدم إحاطة المجموعة الصغيرة التي يعتمد عليها المسؤول بما يحكم العمل في الجهة الإدارية من أنظمة وتعليمات .
 - أنه يؤدي بالمسؤول إلى قصر المزايا المادية والترقيات على أفراد المجموعات الصغيرة الذين يعملون معه دون سواهم ، وإن كان غيرهم هم الأكفأ والأكثر عملاً ومسؤوليات ، كما يؤدي بأفراد هذه المجموعات إلى استدراج المسؤول لترقية من يرتاحون له من زملائهم في المؤسسة ، وإن كان يوجد من هو أكفأ منهم .
 - أنه يؤدي إلى عزل المسؤول سواء كان المسؤول الأعلى في الجهاز أو غيره عن باقي القطاعات والموظفين ، ولذلك فإن المسؤول الذي يعتمد على هذا الأسلوب في إدارة العمل لا يميل إلى عقد الاجتماعات مع مسؤولي الجهاز لمناقشة قضايا العمل أو تطوير أساليبه ، ولا إلى الزيارات الميدانية للقطاعات والإدارات ، فهو دائما قابع في مكتبه ينتظر ما يرده من أعمال وتقارير سواء من المجموعات الصغيرة أو غيرها .
 - أنه يؤدي إلى إثارة الشحناء والضغائن بين الموظفين ورؤسائهم إذا علم الرؤساء أن بعض مرؤوسيهم هو من يشارك في صنع القرارات وليسوا هم .
ونخلص مما تقدم إلى أن الواجب هو التزام المسؤول بالتنظيم الموضوع لمؤسسته من قبل السلطات العليا ، وأن تتم حركة إنجاز العمل بمقتضاه لأن ذلك يؤدي إلى مشاركة الجميع في صنع القرارات وتحديد المسؤوليات وتحقيق العدالة .

 محمد إسماعيل
 


مشاركة :
طباعة