الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الشركة العامة لمصفاة حمص... واقع عمل متميز بجهود وطنية وخبرات محلية

2018-06-24 06:34:23

ما هو واقع العمل والعمال في الشركة العامة لمصفاة حمص مع الوقوف على الأعمال المتميزة التي تمت خلال سنوات الأزمة بجهود وطنية وخبرات محلية من كوادر الشركة، وهذا ليس بجديد على عمال هذه الشركة التي تعد أقدم منشأة اقتصادية لتكرير النفط في سورية والتي تم إنشاؤها في عام 1959 بعد أن بدأت سورية بتطوير بنائها الاقتصادي والاجتماعي بعد الاستقلال، وقد باشرت هذه الشركة عملها بطاقة تكريرية ( 1 مليون طن ) في السنة خام عراقي بهدف تأمين السوق المحلية من المشتقات النفطية وتصدير الفائض للخارج، كما شهدت الشركة خلال الخمسين سنة الماضية عدة توسعات مع استخراج واستثمار النفط وطنيا وتزايد الطلب على المشتقات النفطية، وبدأ التوسع الأول للشركة عام 1969 وارتفعت الطاقة التكريرية إلى 2 مليون طن في السنة وبعدها توالت التوسعات في ظل الحركة التصحيحية المجيدة حتى أصبحت حمولة المصفاة /507/ ملايين طن في السنة من الخام الخفيف والثقيل ويديرها 4200 عامل من مختلف الفئات الوظيفية وأصبحت تنتج المشتقات النفطية التالية وفق المواصفة القياسية السورية وهي: الغاز المنزلي _ البنزين الممتاز_ البنزين العادي_ الكيروسين العادي_ كيروسين الطيران _ مازوت _ مازوت ثقيل _ فيول أويل _ فحم _ كبريت إضافة إلى المذيبات ( وايت سبريت _ نفتا مهدرجة _ تولوين _ اكزيلين ) وذلك من أجل سد حاجة السوق.
وللاطلاع أكثر وبشكل مفصل على واقع عمل هذه الشركة خلال هذه المرحلة التقت جريدة كفاح العمال الاشتراكي المهندس علي طراف مدير عام الشركة حيث قال إن الشركة أثبتت بكامل مفاصلها أنها على مستوى الأزمة، فعلى الصعيد الإداري وصل دوام جميع العاملين بكل فئاتهم دون انقطاع إلى 97% طيلة سنوات الأزمة بالرغم من تقطع الطرقات لمدة عشرة أيام من قبل العصابات الإرهابية المسلحة كون الشركة تقع في منطقة ساخنة وتمكنا خلال العشرة أيام هذه من تأمين الطعام للعمال من القرى المجاورة ومادة الخبز من مصفاة بانياس، وقد وصل عدد الشهداء العمال حتى تاريخه 46 شهيدا.
أما على الصعيد الفني يقول مدير الشركة إنه تم استهداف قطاع النفط بشكل ممنهج من قبل العصابات الإرهابية المسلحة ومشغليها وداعميها ما أدى إلى انقطاع النفط الخام السوري الخفيف نهائيا منذ 2-11-2012 والنفط السوري الثقيل منذ 9-3-2013 ولهذا عمدت وزارة النفط إلى وضع خطة الاعتماد على الذات في ظل ظروف الأزمة والتصدي للاعتداءات والمقاطعة والحظر والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي سبقت الحرب الظالمة على سورية، وأضاف مدير عام الشركة: تضم الشركة أربع وحدات تقطير كل واحدة تعمل على خام مختلف من أصعب أنواع الخام وقد تعرضت الشركة إلى 46 اعتداء إرهابيا أدى إلى تدمير جزء من وحدة التقطير الرئيسية u100 وبفضل جهود كوادر الشركة وخبراتها المحلية تم إعادة تأهيل الوحدة ووضعها بالخدمة بزمن قياسي، كما أصابت هذه الاعتداءات خزانات وقود الأساس وتدميرها حيث تم العمل فورا بوضع البدائل من أجل استمرار العملية الإنتاجية ضمن خطة الحكومة في إعادة الإعمار وتم إنشاء الخزانات البديلة بالتعاون مع فرع الإسكان العسكري ، هذا وكان لعمال الشركة وفنييها ومهندسيها وإدارييها الفضل الأكبر في تنفيذ خطة وزارة النفط بكل روح وطنية صادقة واستطاعوا معا التغلب على حالة انقطاع الخام السوري بنوعيه وعدم توفر المستورد وذلك من خلال تركيب مزيج بمواصفة تقارب الخام السوري بنوعيه باستيعاب كامل مكثفات معامل الغاز التي كانت تشكل عبئا كبيرا لعدم إمكانية تصديرها أو التخلص منها والتي تؤدي في حال بقائها إلى توقيف معامل الغاز وبالتالي محطات الطاقة الكهربائية ، واستطاعت الشركة بفضل خبراتها وكوادرها من تكرير هذا المزيج وإنتاج كافة المشتقات المطلوبة منه وخصوصا الاستراتيجية منها مما مكن استمرار عمل المصفاة وعدم توقفها نهائيا منذ بداية الأزمة إلا لبعض الحالات الطارئة.
وأكد المدير العام أن مصفاة حمص تعمل ضمن خطة منبثقة من خطط وزارة النفط في عملية متكاملة مع مصفاة بانياس حيث يتم وضع الخطط والبرامج الاستثمارية التي تساهم في تطوير عمل المصفاة في كافة الأقسام والوحدات وذلك من خلال لجان فنية مختصة ومراسلة شركات محلية وعالمية متخصصة كما أن هناك لجنة فنية خاصة باستقبال الأفكار الجيدة التي تطور العمل وتساعد في حل المشاكل ضمن هذه الظروف الاستثنائية حيث تتم دراستها فورا ووضعها في حيز التطبيق ومكافئة صاحب الفكرة بمكافأة مجزية جدا إضافة إلى إقامة دورات تدريبية في كافة المجالات لتحسين الأداء الوظيفي.
وحول موضوع إصلاح زيت ( 68- 1507- cp - cpi ) الخاص بالضواغط قال المدير العام: هذا الزيت يستخدم لضواغط خاصة في معامل الغاز وهو أمريكي الصنع وذو أساس عضوي ولا يوجد له معادل في القطر أو إمكانية تصنيعه في معمل مزج الزيوت التابع لمصفاة حمص ، ونظرا لأهمية هذا الموضوع كان لا بد من تصنيعه أو توقف المعمل علما أن تصنيع مثله كان يحتاج إلى أشهر عديدة لذلك وجه وزير النفط الشركة بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة منعا لتوقف العمل وعليه تم دراسة العينات المرسلة من هذا الزيت والمواصفة المطلوبة وتوصيف المشلكة التي ظهرت أنها تتلخص بالفوران ( الرغاء) حيث وصل إلى 300مل لتر/5 دقائق وتبين أن السبب يعود إلى وجود مادة الميتانول مع الزيت حيث تم وضع أربع خيارات لإنجاز المطلوب وبالأخير تم الانتقال واعتماد الخيار الرابع لنجاحه بعد إجراء التجارب المخبرية اللازمة وفق المواصفة المطلوبة ووصول الرغاء ( صفر) وقد وجه وزير النفط بمكافأة الكوادر الفنية التي أنجزت هذا العمل .
وأشار المهندس علي طراف في حديثه إلى أن معمل مزج الزيوت يتبع لشركة مصفاة حمص وطاقته الإنتاجية /60 ألف طن / سنويا ويلبي حاجة السوق المحلية ( محروقات- إدارة الوقود في الجيش والقوات المسلحة...) من مختلف أنواع الزيوت وفق شهادة معهد البترول الفرنسي FIP وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية لجودته العالية .
وبناء على توجيهات وزير النفط تم إنتاج مانع التجمد لأول مرة في معمل مزج الزيوت خلال العام الماضي والحالي وتعكف الكوادر الفنية حاليا على دراسة إمكانية إنتاج زيت الفرامل وكافة أنواع الشحوم.
كما بين طراف الأعمال المتميزة التي تمت بخبرات الكوادر الفنية لأول مرة في الشركة وما حققت هذه الأعمال من وفر بلغ حتى تاريخه /615500000/ دولار وذلك بدءا من استيعاب كافة المشتقات الواردة من معامل الغاز وإنتاج الكيروسين من خلال المزيج المحضر /الخلطة/ وبالاعتماد على النفتا المهدرجة الفائضة عن وحدات إنتاج البنزين وإنتاج البنزين بنوعيه من المزيج المحضر بمواصفة أعلى من المواصفة القياسية السورية إضافة إلى إنتاج عدة أنواع أخرى من الوقود وتعديله بالمزيج المحضر وكذلك إجراء عملية الإرجاع لوسيط الشركة الفرنسية AXEN مع كافة الإجراءات الأخرى إضافة إلى ذلك تنفيذ عقود استثمار الطاقة التكريرية الفائضة وعقود إصلاح الفيول غير المعالج.
وفي الجانب الخدمي أشار المدير العام إلى أن إدارة الشركة عملت على تأمين مكاسب لعمالها وذلك بالوصول لطريق تحفيز العاملين من خلال استثمار الطاقة الفائضة بعد إنزالها بالخطة وفق الأنظمة والقوانين والذي تم العمل به اعتبارا من 1-5 لهذا العام إضافة إلى فتح مدرسة ابتدائية ومركز خدمة المواطن بالتعاون مع مجلس مدينة حمص.
وختم مدير عام الشركة بالقول: لقد أثبتت مصفاة حمص بكوادرها وعمالها أنها رديف حقيقي لجيشنا العربي السوري الباسل في تصديه للإرهاب وقد ترجموا عمالنا بكل وفاء إخلاصهم ومحبتهم للوطن ولقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
رئيس اللجنة النقابية في الشركة حسن الصالح أشار إلى أنه كان لعمال الشركة وفنييها ومهندسيها وإدارييها الدور الكبير في استمرار دوران عجلة الإنتاج خلال الحرب الكونية على سورية والذي ارتقى إلى مستوى التحدي والمثابرة في العطاء بما قدموه من صمود وتضحيات وشهداء وجهود متميزة وفرت مبالغ طائلة من القطع الأجنبي، ومع كل هذا العطاء ما زال عمال الشركة لم يحصلوا على الكثير من حقوقهم حتى الآن كطبيعة العمل وطبيعة المخاطر وفق المادة 98 من القانون الأساسي للعاملين رقم 50 للعام 2004 وكذلك الحوافز الإنتاجية التي لم يحصلوا عليها منذ بداية الأزمة وعدم رفع قيمة الوجبة الغذائية والمكافآت المتواضعة، لذا نأمل من الجهات الوصائية إنصاف عمالنا الأبطال والعمل على إعادة دراسة الملاك العددي بما يتناسب وواقع العمل وتطويره وحاجة الشركة له وكذلك العمل على تحديث أسطول النقل الجماعي وتعيين الفنيين ولا سيما خريجي المعاهد المتوسطة ورفد الشركة بالخبرات اللازمة مع التأكيد على تطور الشركة وفقا للتطور العالمي الحاصل اليوم في الصناعة النفطية.
المهندس سمير ابراهيم رئيس نقابة عمال النفط تحدث عن واقع العمل والعمال في الشركة وفي قطاع النفط بحمص بشكل عام مؤكدا أن عمال هذا القطاع كانوا بحق أبطالا ورمزا للعطاء والوطنية والتضحية وخاصة خلال سنوات الأزمة بالرغم من كل المخاطر التي تعرضوا لها نتيجة استهدافهم من قبل العصابات الإرهابية المسلحة وهم على رأس عملهم يقومون بإعادة إصلاح وتأهيل مواقع العمل المتضررة والمدمرة بفعل الإرهاب دون أي توقف وذلك بزمن قياسي طيلة سنوات الأزمة ، حيث كانت إرادة الصمود والتحدي لديهم أقوى من كل الإرهاب وإجرامه فالحد الأدنى من واجبنا تجاههم هو إعادة النظر بالعديد من الاستحقاقات الممنوحة لهم والعمل على تعديلها بما ينصفهم ويلبي مطالبهم وحاجاتهم كرفع قيمة الوجبة الغذائية والحد الأدنى لتسعيرة وزارة الصحة مشيرا إلى متابعات مكتب النقابة والتواجد المستمر بين صفوف الأخوة العمال والزيارات الميدانية إلى حقول المنطقة الشرقية وإلى التنسيق الدائم مع اتحاد عمال المحافظة والاتحاد المهني لعمال النفط والمواد الكيماوية بكل ما يخص قضايا العمل والعمال في القطاعات النفطية وتكريم العمال المتميزين بالعطاء والأداء، ورأى رئيس النقابة أن عمال النفط لا يمكن أن يتم إنصافهم إلا بإصدار التشريع النفطي أسوة بأغلب دول العالم لما لهذه المهنة من منعكسات سلبية على صحة العمال بسبب تعاملهم مع المواد والغازات المسرطنة.
وفي الختام لنا كلمة نقول بها: نعم هكذا هم عمالنا كانوا وسيظلون بقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال جند الوطن الأوفياء وبناته الحقيقيين وهذا ليس بجديد على من تربى في مدرسة البعث العظيم وعلى نهج القائد المؤسس حافظ الأسد ويتابع المسيرة اليوم بكل فخر واعتزاز خلف قائدنا الحكيم والشجاع القائد المناضل السيد الرئيس بشار الأسد.
رياض سلامة
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة