الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الشركة العامة لصناعة الأخشاب في اللاذقية

2018-06-24 06:32:07

مضى على وجود الشركة العامة لصناعة الأخشاب في محافظة اللاذقية ما يزيد على ستين عاماً، والتي كانت قد أحدثت أواخر فترة الخمسينيات من القرن الماضي بالقرب من مدينة اللاذقية، وكان لها دور كبير في استيراد جذوع الأشجار العملاقة من دول افريقيا وامريكا اللاتينية ومن أفخر الأنواع كالمكنو والزان والكندي... وغيرها من الأشجار  ذات النوعية الممتازة  التي يتم تصنيع جذوعها وتحويلها الى الواح المعاكس بأنواعه واللاتيه وبمواصفات ممتازة كان يتم طرح قسم منه في السوق الداخلية عن طريق مؤسسة عمران وتصدير قسم من الإنتاج المتميز  ذي المواصفات العالمية إلى عدد من الأسواق في الأقطار العربية، ولاسيما لبنان والعراق والجزائر كونه لم يكن يوجد شركة مماثلة لها في المنطقة العربية.
مرحلة ازدهار الشركة
استمرت فترة ازدهار الشركة حتى مرحلة التسعينيات، حيث شهدت الشركة العربية لصناعة الأخشاب فترات ذهبية مرت بها واستمرت حتى نهايات التسعينيات من القرن الماضي حين توقف استيراد الجذوع العملاقة من الدول التي كانت تشتهر بوجود الغابات وبدأت المصاعب تعيق عمل الشركة لعدد من الأسباب منها ارتفاع أسعار الجذوع، وانخفاض حجم المبالغ التي كانت تخصصها وزارة الصناعة لاستيراد الجذوع اللازمة لمواصلة عمل الشركة واهتراء الآلات، وكذلك بسبب وجود حالة اقتصادية صعبة فرضت على الدولة.
فاتجهت الشركة للاعتماد على البدائل المحلية من أشجار الغابات المحروقة في سورية، وكذلك الاعتماد على بعض أشجار الجوز التي كان يتم استقدامها من غوطة دمشق وبدأت الشركة تتحول لتصنيع منتجات خشبية بديلة أقل جودة وغير ذلك من إجراءات تم اعتمادها انعكست على أداء الشركة  سلباً.

واقع الشركة اليوم..
مصاعب بالجملة..!! معاناة متعثرة..!! معوقات مستعصية صعبة الحل..!!
انقضت أعوام عديدة والشركة موضوعة في غرفة العناية المشددة بانتظار إعلان نبأ نعيها..!! إلى أن جاء العام ٢٠٠٤ وتوقفت الشركة عن العمل بشكل كامل فيما عدد عمالها بتناقص مستمر حتى أضحى عددهم اليوم بحدود ٢٠ عاملاً، بالكاد يحصلون على رواتبهم من المؤسسة العامة للصناعات الهندسية التابعة لوزارة الصناعة، دون الأخذ بعين الاعتبار تحويل المبالغ المخصصة للطبابة والتعويضات المختلفة، كتعويض الاختصاص ونهاية الخدمة والطبابة عدا عن أن الشركة عاجزة عن تسديد قيمة استجرار الكهرباء والماء والهاتف والمحروقات والبريد والصيانة وغير ذلك من قضايا.

معمل عصائر وحلم لم ولن  يتحقق
بدأت أصوات ودعوات من هنا وهناك تطالب استثمار موقع الشركة المتميز بقربه من مدينة اللاذقية. وكذلك حجم المساحة الكبير الذي يستوعب إقامة اكثر من منشأة صناعية. وكان من جملة المقترحات اقامة مصنع العصائر. وإقامة مشاريع جديدة على أرضها  وإمكانية إقامة صناعات بديلة.. وكان الحلم المأمول من ذلك أن يتم إقامة مصنع لعصائر الحمضيات على أرض الشركة والذي تم وضع حجر الأساس له من قبل رئيس الحكومة كون أرض الشركة تقع في موقع تحيط به بساتين الحمضيات، وهو لا يبعد عن المدينة سوى بضعة كيلومترات عدا عن توفر مساحات كبيرة بالشركة تستوعب إقامة أكثر من منشأة ولأغراض مختلفة.
ولمعرفة المزيد عن واقع الشركة والظروف الصعبة التي تحيط بها كنا قد التقينا مع رئيس اتحاد عمال المحافظة منعم عثمان رئيس اتحاد عمال محافظة اللاذقية  الذي أشار  إلى أن اتحاد عمال المحافظة كان من المتابعين لواقع الشركة والمنبهين لوضعها الصعب والمطالب بضرورة معالجة معاناة العاملين لديها والعمل على إقامة مشاريع مختلفة في موقعها تقدم منتجات جديدة من جهة وتستوعب أيدي عاملة، وبالتالي تسهم باستيعاب أعداد من العاطلين عن العمل من أبناء المحافظة.
ولفت عثمان إلى أن الاتحاد كان قد تلقى مذكرة تفصيلية من مكتب نقابة عمال البناء والأخشاب التي عرضت لواقع الشركة ومعاناة عمالها والظروف الصعبة التي تحيط بها، وتم رفعها إلى الاتحاد العام لنقابات العمال وتتضمن المطالبة بمعالجة معاناة العاملين ومنحهم الحقوق المستحقة وفق الأنظمة والقوانين.
 وأكد عثمان على ضرورة التفكير جدياً من قبل الجهات الوصائية لاستثمار أرض وموقع الشركة ومراعاة إقامة أكثر من منشأة ومشروع اقتصادي على أرضها بالإضافة لمتابعة  الجهات الوصائية للإقلاع  بمعمل العصائر الذي تم وضع حجر الأساس له في أرض الشركة وهو مشروع رابح حسب الدراسة التي تم إعدادها عن الريعية الاقتصادية للمشروع عدا عن كونه سيساهم بتوفير أعداد كبيرة من فرص العمل بالإضافة لمعالجة مشكلة فائض الحمضيات.
علي المحرز رئيس نقابة البناء والأخشاب في اتحاد عمال اللاذقية أشار إلى  المساعي التي بذلها مكتب ومتابعته لوضع الشركة حيث كان قد اعد عدد من المذكرات التفصيلية عن واقع الشركة  وبين  معاناة العاملين فيها، وقدم مقترحات وما يتوجب اتخاذه من تدابير لمعالجة أوضاع العاملين لدى الشركة.
 وطالب محرز أن يتم العمل على تحقيق آمال العاملين المتبقين في الشركة ومنحهم حقوقهم المستحقة، بفضل تضافر  جهود الجهات الوصائية المعنية بوضع الشركة وأن تتم إقامة صناعات بديلة في الموقع ومنها معمل العصائر الموعود للمنطقة الساحلية على أرض الشركة العامة لصناعة الأخشاب في اللاذقية.
متابعة: يوسف بالوش

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة