جاءت قمة سوتشي التي جمعت السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتؤكد من جديد عمق التحالف الاستراتيجي بين سورية وروسيا ووقوفهما في خندق واحد بمواجهة الإرهاب الدولي المدعوم من قوى كبرى تحاول استخدامه لتحقيق أهدافها الجيوسياسية بعيداً عن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التي تؤكد على حل الأزمات عن طريق الحوار وبالوسائل السياسية بعيداً عن العدوان وسفك الدماء وبما يحفظ الأمن والسلم الدوليين.
الرئيس الأسد جدد خلال القمة موقف سورية الثابت باستمرار الحرب على الإرهاب حتى تطهير كل ذرة تراب من أرضنا من رجس الإرهاب وجرائمه، والانفتاح على أي مبادرة سياسية حقيقية تسهم في وقف الحرب الظالمة التي تشن علينا بما يضمن وحدة وسلامة وسيادة الجمهورية العربية السورية وقرارها الوطني المستقل، وعدم التنازل عن أي من حقوقنا الوطنية المشروعة التي تكفلها القوانين الدولية.
أهمية القمة السورية الروسية أنها جاءت بالتزامن مع تطهير جنوب دمشق كاملاً من التنظيمات الإرهابية بعد تلقيها ضربات قاصمة على أيدي بواسل الجيش العربي السوري، لتصبح العاصمة دمشق وريفها آمنة من غدر القتلة والمأجورين والعملاء وقذائف حقدهم وليرتفع مجدداً العلم الوطني في سماء تلك المناطق التي عاث فيها الإرهاب الأسود لسنوات قتلاً وتخريباً وتدميراً للممتلكات العامة والخاصة وتهجيراً وظلماً للأهالي الذين بقوا متمسكين بوطنهم ومؤمنين بحتمية النصر.
الرسائل التي أطلقتها قمة سوتشي أكدت من جديد أن سورية وبدعم من الحليف الروسي لن تتراجع قيد أنملة في قرارها محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه، وتطلعها لعملية إعادة الإعمار بدعم من الأصدقاء والحلفاء الذين كان لهم أيادي بيضاء من خلال وقوفهم إلى جانب الشعب السوري خلال سنوات الحرب العدوانية عليه، إضافة إلى الاستمرار في عملية المصالحات التي أثبتت فعاليتها في عدد من المناطق.
كلام الرئيس بوتين كان واضحا ووصل إلى حيث يجب أن يصل، وترجمته العملية أن سورية دولة ذات سيادة وشعبها هو صاحب الحق الحصري والوحيد في تقرير مستقبل بلاده على جميع الصعد، غامزاً من قناة داعمي الإرهاب بأن عليهم الرضوخ للواقع وإعمال العقل، فهم خسروا في الميدان، وخسروا في السياسة أيضاً لذا عليهم وقف سياساتهم الرعناء التي لم تجلب سوى الفوضى والدمار للمنطقة وأثرت سلباً على أمن العالم أجمع، والانخراط في جهود حل الأزمة في سورية وإيقاف الحرب عليها ورفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على شعبها.
نعلم جميعا أن هناك بعض الدول والحكومات المشاركة في العدوان على سورية لا ترغب بأن ترى الاستقرار والأمن يسود في سورية، إلا أننا مصممون بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة وبفضل حكمة وصلابة قائدنا الذي استطاع أن يقود سورية إلى بر الأمان، وبوجود جيش عقائدي قدم الغالي والنفيس، ستتواصل مسيرة الانتصارات وتحرير المزيد من المناطق التي دنسها الإرهابيون، وستنطلق عملية إعادة الإعمار بوتيرة عالية وبتعاون جميع الشرفاء في الوطن لبناء كل ما طالته يد الإرهاب والعدوان الآثم، لتعود سورية أجمل وأقوى مما كانت.