كل من تابع حجم التهديدات الأمريكية والإسرائيلية خصوصاً بعد العدوان الثلاثي الذي فشل في تحقيق أياً من أهدافه كان يدرك تماماً أن عدواناً غاشماً جديداً يحضر على سورية، إلا أن هؤلاء المجرمين لم يدركوا أن الأرض السورية ليست وحدها عصية على المعتدين فقط، بل والسماء أيضاً محرمة عليهم، فهواء سورية لن يعكر نقاءه صاروخ إسرائيلي أو أميركي أو أي عدو آخر.
ومن يريد التأكد فليسأل بني صهيون وآل سعود أتباع ترامب من خلال تجاربهم الفاشلة في اختراق سيادة أهل العز والصمود، أهل المروءة والكرامة، فهاهم أبطال الدفاع الجوي يفجرون صواريخ الغدر الصهيونية في السماء ويدكون قواعد العدو ويخلخلون منظومة القبة الحديدية التي طالما تغنى بها القتلة الصهاينة.
إن صد العدوان الإسرائيلي الأخير ودحره على أعقابه، فرض معادلات سياسية وميدانية جديدة في المنطقة، ستجعل من كيان الاحتلال يحسب ألف حساب قبل الإقدام على أي عدوان جديد أو عمل متهور لأنه سيدفع ثمنه غالياً، فكل محاولاته لإنقاذ وكلائه الإرهابيين الذين يتلقون ضربات قاصمة على أيدي بواسل الجيش العربي السوري ستبوء بالفشل الذريع، ولن تتمكن أي قوة مهما بلغ جبروتها وحجم جرائمها أن تنقذ شذاذ الآفاق والخونة، فسورية تسير بخطى ثابتة نحو نصر تاريخي تحقق بفعل صمود أسطوري، كتبه أبناؤها الشهداء بدمائهم الطاهرة التي روت أرض الوطن.
شعب سورية الأبي راقب أبطاله الميامين وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والشموخ في هذا العصر من خلال التصدي للعدوان الصهيوني، وتابع يومه بالأفراح والتبريكات على هذا النصر، بينما الرعاع المستوطنون في الأراضي المحتلة قضوا يومهم في الأقبية والملاجئ والهلع يدبّ في نفوسهم.
لا غريب في الأمر، فـ «إسرائيل» عدو ونحن في حرب معها منذ زرعها ككيان غاصب في فلسطين واحتلالها الجولان السوري، ولكن الغريب والأغرب مباركة بعض العربان لاعتداءاتها على سورية، فقد أميط اللثام عن الوجوه وبانت قباحتها فما كان يدار من خلف الستار أصبح جلياً للعيان.
إن مثل هذه الاعتداءات السافرة على الأراضي السورية لن تؤدي إلا إلى تحقيق مزيد من الإنجازات في مكافحة الإرهاب ومزيد من الإصرار على استمرار قواتنا المسلحة الباسلة بالقيام بواجبها المقدس في الدفاع عن الوطن وسيادته وقراره المستقل وأمن مواطنيه، والعمل بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة حتى تطهير أرضنا من رجس الإرهاب وداعميه.
وبما أن القدر وضعنا وجهاً لوجه في محاربة الإرهاب الأسود فلن نتهاون في ردع من صنع هذا الإرهاب لكي نقلعه من جذوره ونخلص العالم كله من براثنه وآفاته وشروره، وسيكتب التاريخ ويدون أن الجندي السوري البطل له الفضل على كل الأمم لأنه سيجعلها تعيش بسلام وأمن بعد أن يقضي على جميع التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها.
اليوم نفتح فصلاً جديداً في المواجهة مع العدو الصهيوني، مغتصب الأرض، فصلاً جديداً يعيد أمجادنا وانتصاراتنا على هذا السرطان الذي زُرع في قلب الوطن العربي، فانتصارات تشرين ما زالت ماثلة للعيان.. هذه الانتصارات التي تتوالى يوماً بعد يوم، حتى تحرير الجولان السوري المحتل، وكل بقعة من أرضنا الغالية دنسها إرهابي أو محتل.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي