معمل حديد حماة من المعامل المنتجة والمهمة رغم توقفه لفترة بسبب الظروف الأمنية المحيطة به وعاد للعمل، لكن هناك مجموعة من الصعوبات والعراقيل التي تؤدي إلى تراجع العملية الإنتاجية والإخلال بكامل ورديات وعمل الشركة وتهدد في كثير من الأوقات بتوقف المعمل بعد فترة من إعادة إقلاعه.
تحدثنا كثيراً عن موضوع حوافز طبيعة العمل لعمال الشركات والمصانع العامة لكن هذه المرة سيكون لعمال شركة حديد حماة نوع من الخصوصية والتوجه بالمطالبة الدائمة والمستمرة من أجل تحصيل أعلى نسبة للحوافز لعمال يعملون بظروف صعبة جداً حيث تصل درجات الحرارة إلى 1700 درجة الأمر الذي يسبب للعمال الكثير من الحروق معظمها من الدرجات العالية بالإضافة إلى الغازات السامة والأبخرة والضجيج والأمراض السرطانية والتسمم بمادة الرصاص من جراء هذه الصناعة.
رئيس نقابة عمال الصناعات الكهربائية والمعدنية في حماة عبد الرزاق الخليل أكد أن هذا الموضوع طرح مرات عديدة خلال المؤتمرات النقابية مبيناً أن رئيس الحكومة المهندس عماد خميس عندما قام بتدشين معمل الصهر وعد في حال امتلاك زمام المبادرة من قبل العمال وتشغيل المعمل بدل الخبراء الهنود سيقوم بمنحهم جميع التعويضات وزيادة حوافزهم لكن حتى الآن لم يطرأ أي جديد بخصوص هذا الوعد.
أحد عمال الشركة الذي التقينا به أكد على ضرورة رفع سقف الحوافز والأجور بسبب التعرض المستمر للإصابات الناجمة عن طبيعة العمل الصعب والمجهد مؤكداً أن العمل مستمر حتى في أيام العطل من أجل الحفاظ على آلات المعمل والحفاظ على إنتاج المعمل وتأمين متطلبات السوق لافتاً إلى أن الراتب الحالي والأجور لا تساوي شيئاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار الجنوني ناهيك عن أجور النقل التي تكلف الكثير بسبب وجود المعمل في منطقة بعيدة عن مراكز الانطلاق.
مدير الشركة المهندس أحمد طنب بين أن صناعة الحديد من الصناعات الثقيلة والخطرة وأن العمال يتعرضون بشكل مستمر للحرارة المرتفعة والأكاسيد المضرة دون أن يتقاضى العمال طبيعة عمل مناسبة لحجم المخاطر التي يتعرضون لها.
على الرغم من امتلاك المعمل لسيارة إسعاف وتخصيصها من أجل القيام بإسعاف العمال الذين يتعرضون للحروق و حاجة المعمل للسيارة بسبب بعده عن المراكز الصحية وتعرض العمال للكثير من الحروق والإصابات بسبب درجات الحرارة العالية نتيجة أعمال صهر الحديد وغيرها من الأعمال الأخرى إلا أنه تم تخصيص سيارة الإسعاف لإحدى الجهات الصحية في محافظة حماة خلال توقف المعمل عن العمل بسبب الظروف الحالية والاتفاق على إعادة السيارة إلى المعمل في حال إقلاعه ولكن حتى الآن وبعد مرور مدة طويلة على إقلاع المعمل لم يتم إعادتها للمعمل،
وقد بين رئيس الاتحاد المهني لعمال الصناعات الكهربائية والمعدنية رفيق علوني أن هناك عدة كتب ومراسلات بين الشركة والجهات المعنية في محافظة حماة من أجل استرداد سيارة الإسعاف لكن حتى الآن لم يحصل أي جديد بسبب تحفظ البعض على عدم تسليم السيارة مؤكداً أن جهود الاتحاد العام لنقابات العمال مستمرة من أجل إعادة هذه السيارة إلى الشركة نظراً لحاجتها الماسة بعد أن بدأ المعمل بالإقلاع والعمل وهذا كان نص الاتفاق الذي يتضمن أن تعاد السيارة إلى المعمل فور إقلاعه ".
طنب بين أن العمل مستمر بالتواصل مع الجهات المعنية من أجل استعادة سيارة الإسعاف التي هي من حق الشركة وعمالها على اعتبار أنهم يتعرضون لكثير من الحروقات والإصابات وبعد المراكز الصحية عن المعمل سبب الكثير من المضاعفات لإصابات عمال الشركة مؤكداً أنه حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى اتفاق على إعادة السيارة للشركة.
محاضر اتفاق عديدة بين اللجنة السورية لخردة الحديد وشركة حديد حماة لتحميل ونقل الخردة إلى الشركة إلا أن اللجنة السورية للخردة لم تورد سوى كميات قليلة بعد أن أقلع المعمل فالكميات التي تسلمها الشركة للمعمل لا تكفي للعمل سوى لأيام قليلة ومن هذا المنطلق طالب الخليل خلال مؤتمر الاتحاد المهني لعمال الصناعات الكهربائية الجهات المعنية بضرورة إلزام الشركة بتسليم كامل الكميات المتفق عليها والبالغة 500 طن يومياً ومن هنا علينا أن نتساءل أين تذهب الخردة وخصوصاً أن هناك الكثير من المصادر والمعلومات تؤكد أنه يتم تسليم الخردة إلى معمل الحديد الصلب في حسياء وبعضها إلى المعامل الموجودة في عدرا إضافة إلى مصادر أخرى تؤكد تهريب الخردة.
مدير الشركة أوضح أن اللجنة السورية للخردة لا تقوم بتسليم كامل الكميات المتفق عليها من الخردة مبيناً أن الشركة على استعداد تام للتعاون مع أي جهة تبدي استعدادها لتسليم الخردة للشركة و أن الشركة ستقوم بتحميل ونقل الخردة بسياراتها أو سيارات خاصة وعلى نفقتها، وأنه لا مانع لديها من استلام الخردة من أي جهة حكومية ترغب بتوريد الخردة عن طريق آلياتها مفضلة أن تكون الخردة بعيدة عن مكبات الأتربة والنفايات لسهولة تحميلها ونقلها وتجنيب الشركة الموردة الحسومات الناتجة عن ذلك.
وأوضح طنب أهمية توفير كميات كافية من الخردة اللازمة لتشغيل معمل الصهر واستمراره بالعمل لتأمين المنتجات من البيليت لمعامل الدرفلة ومن القضبان الحديدية للجهات العامة والخاصة لسد احتياجات عمليات البناء، لافتاً إلى ضرورة تقيد الجهات العامة بالتعليمات الصادرة من الشركة بشأن عملية نقل الخردة من أجل ضمان وصولها بالكميات والنوعية المناسبة وفي الأوقات المحددة.
بعد أن عادت الشركة للعمل لابد من توفير المقومات الضرورية من تأمين المواد الأولية والفنيين المختصين إضافة إلى تأمين الكهرباء اللازمة لعمل الشركة والتي تعتبر العصب الضروري والمهم من أجل استمرارها في العملية الإنتاجية فمعمل حديد حماة يعاني من نقص في عدد ساعات الكهرباء المخصصة للمعمل والتي تبلغ في أوقات ذروتها عشر ساعات مما يؤدي إلى مجموعة من المشاكل التي تؤدي إلى خسارة الكثير من الأموال فنقص الكهرباء يؤدي إلى أعطال في بيوت الفخار التي يتم فيها صهر الحديد في درجات عالية تقارب 1700 درجة فعند توقف الكهرباء يضطر المعمل إلى التوقف لساعات طويلة والعمل بوردية واحدة الأمر الذي يؤدي إلى تخريب هذه البيوت وتكسير الفخار مما يضطر لإبدالها بشكل مستمر وخسارة المليارات.
إضافة إلى مشاكل تأمين الكهرباء والخردة وسيارة الإسعاف للشركة هناك مجموعة من المشاكل الأخرى التي تواجه الشركة مثل وجود الأجسام الغريبة والمتفجرة ضمن الخردة المردة للشركة مما يسبب انفجارات في أفران الصهر علماً أن عمال الشركة يبذلون جهدهم للكشف على الخردة قبل استعمالها ناهيك عن تسرب عمال الشركة بسبب قلة الرواتب والأجور التي لم تعد تكف حياتهم نتيجة الظروف المعيشية الحالية.
المعامل والشركات العامة التي توفر دخلاً كبيراً للدولة من الواجب الحفاظ عليها ودعمها مع العلم أن كثير من المعمل والشركات تحتاج إلى المليارات من أجل إعادة إقلاعها فإعادة الإقلاع بمعمل الحديد في حماة كلف الدولة ما يقارب 40 مليون دولار إضافة إلى المبالغ الهائلة التي دفعها المعمل نتيجة تعاقده مع الخبراء الهنود ولا ننكر دور الخبراء المختصين في توفير ملايين الدولارات بسبب تغيب الخبراء عن المعمل نتيجة الظروف الحالية.
فهل من المعقول أن معملاً مع عماله يوفرون للخزينة العامة للدولة الكثير من الأموال ولا يتم دعمه بالكهرباء وضرورة إلزام الشركات المتعاقدة بتوصيل كافة احتياجات المعمل من المواد الأولية من الخردة وغيرها وان إعادة الإعمار لا تكون فقط بتشغيل المعمل وإنما بدعمه بكل مستلزماته.
محمود العيسى
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي