الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

شهداء السادس من أيار ملحمة خالدة وتضحية ومنارات ساطعة في سبيل الوطن والأمة

2018-05-12 17:02:28

على مر العصور كان الشهداء المشاعل التي أنارت دروب الأمم والشعوب، أضاءت لها الطريق لنيل استقلالها وحريتها وفي السادس من أيار عام 1916 عيد شهداء الوطن بات تكريمهم والاحتفال بذكراهم امتداد للماضي وإحياء للتراث والتاريخ لأن الشهداء يكرسون بأفعالهم القيم الإنسانية النبيلة ويجسدون المعاني البطولية في سبيل الوطن والأمة.
لقد أدرك شعبنا الأبي في سورية قيمة الشهادة والشهداء وان ما حققه من انتصارات عبر تاريخه النضالي والكفاحي الطويل يعود الفضل فيه إلى شهدائنا الأبرار الذين استعذبوا الموت فكتبت لهم الحياة والخلود وبقيت ذكراهم في ضمير الأمة.
ولا ريب أن أجيال النضال والكفاح والمقاومة العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان مازالت تتمثل دروس وعبر معارك السادس من أيار والجلاء وثورات الشعب العربي في سورية ضد قوات الاحتلال الأجنبي وبقيت حية رغم مرور عشرات السنين.
وقد قال الشهيد البطل يوسف العظمة وهو يواجه المحتلين الغزاة في معركة ميسلون 24 -25 تموز 1920 وتحديه للمستعمرين: "لن ننسحب ولو متنا عن آخرنا ومروا على أجسادنا فنحن لا نحب أن نراهم يدوسون تراب الوطن".
ومن سورية انطلق عيد الشهداء ومنها انطلق وبدأ عصر الشهادة العربية بملحمة السادس من أيار ومن سورية انطلق صوت القائد المؤسس حافظ الأسد مدوياً في العالم معتبراً الشهادة أعلى مراتب الإنسانية فأعطاها حقها وكرمها حق تكريم وهو القائل: "لنكرس الاستشهاد كقيمة عليا في المجتمع.. الاستشهاد هو الضرورة الأساسية لكل كفاح وطني ضد الغزاة والمستعمرين وهو القاعدة الأساسية والتي لا غنى عنها ولا بديل لها في حماية الوطن وتحرير الأرض.. فلنمجد الشهادة ولتكبر فينا جميعاً ولتكن طريقنا عندما ينادي الوطن".
لقد أذاق نضال وكفاح شعبنا الأبي في سورية المستعمرين الهزائم وتضرج تراب الوطن بالدم الطاهر وانتصرت إرادة الشعب على قوى الظلم والاستعمار وقويت الوحدة الوطنية، ولم يرهب قسوة المستعمر الغاشم وبطشه ولا تعذيبه ولا أعواد المشانق في ساحة المرجة بدمشق فكانت إرادة شعبنا هي الأقوى. وفي عيد الشهداء في السادس من أيار نستذكر أولئك المجاهدين الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن.
لقد أعدم السفاح جمال باشا هؤلاء الشهداء الأبرار في السادس من أيار عام 1916 شنقاً في ساحة المرجة بدمشق.. إنها الشهادة من أجل الوطن وتحريره من المستعمر الغاشم.. وقوة الحق المقدس عطاء لا ينضب من الصمود والعزيمة وسلاح خارق في سوح التحديات فالحرية والاستقلال مهرهما دماء الشهداء من أبناء الوطن.
وفي عيد شهداء السادس من أيار الأبطال لابد أن نستذكر شهداء السابع عشر من نيسان عام 1946 الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل استقلال سورية ونقف وقفة الإجلال لبطولاتهم العظيمة فهم مشاعل النور والضوء الساطع الذي يبدد الظلام ويدمر العدوان.. ولن نصون حقوقنا بغير الشهادة.. والشهيد "أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر".
واليوم تحتفل طبقتنا العاملة وجماهير شعبنا العربي السوري في السادس من أيار بأعراس الشهادة والشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة وحملوا شعلة الفداء والتضحية والتسابق على شرف الشهادة دفاعاً عن الوطن والحق والحرية والكرامة وفي هذا اليوم العظيم تنحني الهامات خشوعاً واجلالاً لأرواح شهداء قواتنا المسلحة الأبرار الذين عطروا درب الفداء بدمائهم الزكية فكانوا معالم شامخة على طريق التضحية فكانوا قدوة ومنارات على طريق النصر فجادوا بأرواحهم فداء الوطن والأمة.
وفي المرحلة الراهنة مرحلة "الحرب الكونية على سورية" لا يكاد يمر فيها يوم إلا ويحمل اسم شهيد من قواتنا المسلحة بل شهداء من أبناء الوطن ولابد أن نتوجه بتحية الفخر والاعتزاز إلى جيشنا العربي السوري الذي حمل الراية خفاقة عالية ووقف في وجه أعداء الوطن والتاريخ.
إن الإدراك العميق لمعنى الشهادة والإجلال العظيم للشهداء كانت نتيجة حتمية للرعاية الكريمة من قائد الوطن الرئيس بشار الأسد لأبناء الشهداء وأسرهم فكانت تجسيداً للبطولة والوفاء وإيماناً عميقاً بقدسية الشهادة ودورها في حماية الوطن وصون الكرامة الوطنية.
لقد عشق شعبنا الشهادة وبارك الشهداء وكان وسيبقى الأمين على دربهم التي سلكوها في سبيل عزة الوطن وكرامة الأمة وصون الأمجاد والحقوق فتحية لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا من أجل الوطن.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
أمين حبش
 


مشاركة :
طباعة