في الاتجاه الصحيح
لم يكن عنواناً فحسب ولا مبادرة طارئة تنتهي مفاعيلها مع نهاية اليوم الذي خصص لهذا العنوان نعم كان يوماً متعباً وطويلاً ولكن كان يوماً مليئاً بالحضور الفكري التفاعلي الذي دعا إليه الاتحاد العام لنقابات العمال ليكون حالة استنهاض لمبادرات ابداعية خلاقة تقدم الأفكار والرؤى الاقتصادية التي يمكن ان تسهم مع باقي الأفكار والمساهمات التي تقدم وتطرح في هذا الزمن الصعب والقاسي الذي يمر به وطننا العربي السوري في تقديم ما هو أفضل للتخفيف من الآثار الكارثية والمدمرة التي خلقتها الحرب الارهابية الظلامية الكونية على سورية التي دخلت عامها الخامس ولم تزل مستعرة بفضل مشغليها في أمريكا والغرب والصهيونية العالمية والعثمانية الأردوغانية ومشيخات الذل والعفن والسقوط الأخلاقي والحضاري لآل سعود وآل ثاني وغيرهم من دول الجوار الذين فجروا كل أحقادهم وبغضهم على سورية الوطن والدولة والشعب والمقاومة والعروبة.
لقد احتضن الاتحاد العام يوم أمس الأول الملتقى الاقتصادي الأول الذي عقد تحت عنوان (الواقع الاقتصادي وتعزيز مقومات الصمود) وخيراً قد فعل حيث حرك المياه الساكنة الراكدة في زمن الأفكار الارتجالية الضيقة التي تطلق بين الفينة والأخرى من هنا وهناك سمعنا منها الكثير وتفاءلنا بها الكثير ولكن لم نر منها الطحين الذي يمكن ان نحوله إلى خبز نأكله فكانت مبادرة الاتحاد العام الخطوة الخلاقة في الاتجاه الصحيح.
وكان الحضور اللافت والتفاعل اللافت والاندفاع اللافت والصادق من الحضور على اختلاف تخصصاتهم ومهامهم في تقديم الأفكار والحوارات بكل محبة وغيرية وطنية التي تسعى إلى استنباط الحلول الأفضل للانطلاق بالوطن واقتصاده إلى الأمام وتجاوز الصعوبات التي جرتها ويلات الحرب وآثارها التدميرية الكارثية على الوطن.
لقد أرادها اتحاد العمال بداية طريق لحوارات فكرية اقتصادية متواصلة تشارك فيها كل الفعاليات الاقتصادية والفكرية الرسمية والخاصة والفردية ومن أسماء كان ولم يزل لها باع طويل في البحث عن حلول لمشكلاتنا الاقتصادية حاولوا أن يدلوا بدلوهم وتقديم الأفكار التي كانت محل احترام وتقدير قيادة الاتحاد العام التي عبر عنها رئيس الاتحاد العام بقوله: نريدها مشاركة فاعلة وصادقة من الجميع لأن الوطن للجميع ويحتاج جهود الجميع مضيفاً اننا لا نريد من هذا الملقى ان نكون فريقين أو ثلاثة بل نريد ان نكون فريقا وطنيا واحدا نبحث لأجل هدف واحد هو الوطن وتعزيز صمود الوطن في هذه الزمن الصعب والكارثي علينا جميعا دون استثناء الذي هو لنا وينتظر منا الخروج بحلول تسهم في تجاوز المحنة والتخفيف قدر المستطاع من آثارها والبحث عن مكامن الطاقات الفردية والجماعية لأبناء الوطن الشرفاء وزجها في معركة الصمود معركة مواجهة هذا العدو الظلامي الفاجر الذي دمر ما بنيناه بسواعدنا وعقولنا وعمدناه بدمائنا على مدى عقود من الزمن وسنعمل مع جيشنا الباسل والقوى الوطنية الشعبية الشريفة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية بقيادة قائدنا المفدى القائد المناضل بشار الأسد للقضاء على هذا العدو والانتصار عليه وان الانتصار قادم وهو حتمي وبائن لا نريد التصادم والاختلاف ولا نريد التشهير والتصيد والتشنج بل نريد صدورا مفتوحة نطلق العنان للمبادرات والأفكار الوطنية الخلاقة والاشارة إلى أماكن الخطأ دون تشهير انطلاقا من قواعد المحبة والاحترام والتقارب التي تجمعنا وليس التباعد وسيكون ملهمنا في هذا المجال خطاب قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد في تمسكنا بالوطن وعزته وكرامته نعلي صروحه ونحافظ على إنجازاته ونعزز مقومات صموده نحارب كل من تسول له نفسه المساس بالمكاسب والانجازات التي تحققت وسنحارب الفساد والمفسدين ونشير إليهم أينما وجدوا دون تهاون أو تقصير في ذلك.. على طريق اعادة بناء سورية بأيدي وطنية وبالتعاون مع الأصدقاء في العالم.. قاسمنا المشترك هو محبة الوطن وقوته ومنعته وازدهاره.. فهذه فرصة للتلاقي وتبادل الآراء والأفكار وبنفس الوقت هي دعوة للمشاركة التفاعلية الدائمة في البحث عن آليات حقيقية وصادقة تشحذ الطاقات لزجها في معركة الصمود.. صمود الوطن الذي نحب.
26/05/2015