الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

نافذة نقابية ماذا عن ارتفاع مستوى الفقر والبطالة وتقلص فرص العمل وآثارها على المجتمع والاقتصاد الوطني في ظل الحرب الكونية على سورية

2015-04-28 20:31:04

نافذة نقابية
ماذا عن ارتفاع مستوى الفقر والبطالة وتقلص فرص العمل وآثارها على المجتمع والاقتصاد الوطني في ظل الحرب الكونية على سورية

من منا لا يحب الرفاهية والعيش الكريم ويكره الفقر ويلعنه فهو آفة سيئة في حياة الشعوب.. فالعدالة الاجتماعية شعار يحبه الجميع لأنه ينصف الناس ويبعد الاستغلال عنهم.. ومشكلة الفقر في عالمنا عالم حضارة القرن الـ21 تظل التحدي الكبير الذي يواجه الحكومات الوطنية بنفس الدرجة التي يواجهها المجتمع الدولي.
إن عدد الفقراء يزداد في العالم واليوم يعاني واحد من كل خمسة أفراد أبشع حالات الفقر معتمدين على دخل يصل إلى أقل من دولار واحد في اليوم؟!
إذاً هل يمكن ان يكون هناك عالم بلا فقر؟
وهل الفقر قضاء وقدر؟
وما هو التعريف الحقيقي لمعنى كلمة الفقر؟
يرى البعض ان الفقر هو (حريق مشتعل) يحرم الناس من أدنى مستويات الدخل والاحتياجات الأساسية للعيش وللحياة الكريمة يتمثل بذلك في توفير المأكل والملبس والمأوى وصور البعض الآخر الفقر على انه يشبه (بئرا مظلمة) يصعب الخروج منها وترى مجموعة أخرى حسب اعتقادها بأن الفقر هو انتهاك لحرية وكرامة الإنسان ولحقوقه الأساسية.
وان اختلفت الآراء والتفسيرات لظاهرة الفقر في عالم اليوم عالم الاحتكار واستغلال الشعوب والفوضى الخلاقة الأمريكية التي تهدف إلى افقار الدول ونهب ثرواتها باسم العولمة واقتصاد السوق التي بشرت بها لخلق الازدهار والرفاهية الكاذبة.
إننا ينبغي ان ننظر إلى مشكلة الفقر في عالم تتقاذفه عواصف وأمواج الليبرالية والعولمة برؤية متعددة الأبعاد وهي رؤية لا تنحصر فقط في مفهوم زيادة دخل الفقير فقط فهذا المفهوم الذي نطلق عليه الفقر الانساني يقيس الفقر من خمسة أبعاد أساسية وهي الأمية وسوء التغذية والموت المبكر وفقر الرعاية الصحية وانعدام توفير المياه الصالحة للشرب ومن ثم فإنه إذا تم تجميع هذه المقاييس فإنه يمكن قياس درجة الحرمان في أي مجتمع.
وبالفعل تم تحديد وقياس المواصفات التي تنطبق على 78 دولة وتبين ان هناك 25% من هذه الدول تعاني من الفقر الانساني وعليه فإن الأرقام تقترح اننا لو ضاعفنا المبالغ المخصصة للتنمية في الاقتصادات الوطنية وتم صرفها بحكمة وشفافية بعيدا عن الفساد ولو التزمت الدول بتعهداتها فإن المشكلة لابد ان تكون في طريقها إلى الحل.
ونحن نتحدث عن الفقر وآثاره على المجتمع والاقتصاد الوطني والحياة المعيشية ومع دخول الحرب الكونية على سورية السنة الخامسة فقد تفاقمت مشكلة الفقر ولم تعد تقتصر على الطبقة العاملة السورية والعاطلين عن العمل وأصحاب الدخول المحدودة وعلى المتقاعدين على المعاشات بل انضم إليهم شرائح جديدة من الطبقة المتوسطة وكذلك عشرات الآلاف من النازحين والمهجرين عن بيوتهم بفعل الأعمال الارهابية كما ذكر ذلك التقرير الاقتصادي للمؤتمر الـ26 للاتحاد العام لنقابات العمال وقد انتقلت شرائح عريضة من الفقراء من تصنيفات وخانة الفقر العام بحديه الأعلى والأدنى إلى خانة المعانين من الفقر المدقع الذين تبلغ نسبتهم حسب التقرير الاقتصادي اليوم حوالي 45% من السوريين والجدير بالذكر ان نسبة البطالة وصلت مؤخرا إلى 40% من حجم قوة العمل البالغ تعدادها قبل الأزمة 5,481 مليون وأغلب العاطلين هم من العاملين بالصناعة والأنشطة المرتبطة بها.
إن ارتفاع مستوى الفقر والبطالة وتقلص فرص العمل في ظل الحرب الكونية لن يطول فسورية بقيادتها وشعبها وجيشها ستتغلب عاجلا أم آجلا على الأزمة المؤامرة وعلى الارهاب التكفيري وستنتصر على الأعداء.
*أمين حبش


مشاركة :
طباعة