في الأول من أيار ..
طبقتنا العاملة دور نضالي حافل وكفاح في سبيل رفعة الوطن وازدهاره
تحتفل طبقتنا العاملة وتنظيمها النقابي في سورية بالأول من أيار عيد العمال العالمي مؤكدة تضامنها وتلاحمها مع عمال العالم الذين يناضلون ضد كل أشكال الاستغلال والاحتكار ومن أجل العدالة الاجتماعية.. ففي الأول من أيار من كل عام يحتفل عمال العالم بعيد العمال العالمي الذي تكرس بنضالات الطبقة العاملة ضد مستغليها من الرأسماليين.
وفي هذه المناسبة التاريخية نستعرض نضالات الطبقة العاملة السورية منذ عام /1938/ وما قدمته من تضحيات في سبيل المساواة والعدالة الاجتماعية ودورها الكفاحي ضد الاستعمار والاحتلال ومن أجل الاستقلال الوطني. مرحلة شاقة وصعبة 77 عاماً مضت على تأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية حيث انعقد المؤتمر الأول للاتحاد العام في /18/ آذار عام /1938/ وبحث قضايا الطبقة العاملة ومطالبها الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وأهدافها السياسية الوطنية وكرس هذا المؤتمر قيام الاتحاد العام لنقابات العمال وكان ذلك في دمشق في بيت متواضع لأحد الأخوة النقابيين.. وكانت المرحلة الأولى هي تكوين ونشوء الطبقة العاملة وتميزت هذه الفترة الطويلة نسبياً بنضالات واضرابات وحركات قامت بها الطبقة العاملة في سبيل تحسين شروط حياتها المعيشية وضد القوانين الجائرة الاستعمارية بعد الاحتلال الأجنبي..... والمرحلة الثانية تميزت بانتقال العمال إلى تأسيس نقاباتهم وكانت مرحلة شاقة وصعبة لعدم وجود الصناعة العصرية ولتبعثر العمال في مئات من الورشات والمشاغل الصغيرة وكانت الأمية متفشية بين صفوفهم. إن الوثائق التي اكتشفت حتى الآن تؤكد أن أول نقابة لعمال نسيج التريكو في دمشق قد تأسست عام 1924 ومعها في الفترة نفسها تأسست نقابة عمال الطباعة في دمشق أيضاً وكانت المرحلة من عام 1924 حتى العام 1938 مرحلة تكوين النقابات العمالية وتأسيسها وهي التي بدأت في دمشق ثم امتدت إلى حلب وباقي المدن السورية... ولقد حققت طبقتنا العاملة في ظل ثورة آذار المجيدة ولاسيما بعد قيام الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد حجماً متميزاً وواسعاً من المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي تتزايد باستمرار في ظل قائد مسيرة الحزب والشعب السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وساهمت في التطور الصناعي والزراعي وفي خطط التنمية الاقتصادية من أجل بناء سورية الحديثة. مضامين الأول من أيار. يبقى للأول من أيار مضامينه الثورية فالطبقة العاملة العالمية إذ تحتفل بهذا العيد إنما تخلد شهداءها الذين مهدوا لها طريق تقدمها وتطورها وتحقيق أهدافها وتعبر عن وحدتها النضالية ووحدة قوى الحرية والسلام والتقدم في العالم وتؤكد ثقتها بنفسها وإيمانها بحتمية انتصارها على قوى الاستعمار والاستغلال منذ نشوئها بل كانت معاني وأهداف الأول من أيار محور نضالها وهذا ما يمكن أن نلمسه من خلال الاستذكار التاريخي في ذاكرة القادة النقابيين القدامى الذين أكدوا مراراً بأن المشاركة باحتفالات الأول من أيار بدأت منذ بداية العشرينيات وبشكل سري حيث كانت تقام في البيوت والأقبية والبساتين.
ومنذ فجر ثورة الثامن من آذار عام /1963/اعتبر الأول من أيار عيداً رسمياً مدفوع الأجر وسمحت للعمال بإقامة الاحتفالات بالشكل الذي يرغبون به وذلك بتنظيم من الاتحاد العام لنقابات العمال حتى أصبح وفي ظل الحركة التصحيحية أكثر تنظيماً وأكثر طموحاً وأعمق وعياً لدور ومهام التنظيم النقابي للطبقة العاملة في زيادة الإنتاج وتحسينه ورفع وتيرة العمل والإنتاجية والاعتماد على الذات وطبقتنا العاملة التي تعي دورها في مسيرة اعادة الاعمار تؤكد في الوقت نفسه على دورها النقابي ومهامها الكبيرة ومسؤولياتها المتعددة على صعيدي البناء والمواجهة في الحرب على الارهاب .
بشير فرزان