الأول من أيار . . التقليد الثوري لأهداف الطبقة العمالية السورية
د . إبراهيم الحسن
لاشك أن طبقتنا العمالية وتنظيمها النقابي وإلى جانب القوى السياسية الأخرى تمارس دورها النضالي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن ، لتستكمل حلقاتها النضالية المشهودة من تاريخ نضال الطبقة العاملة في سورية ، وتعبيرا عن الوحدة الكفاحية لقوى الحرية والتقدم وتأكيدا لثقة هذه القوى بنفسها وقدراتها النضالية وإيمانها بحتمية انتصارها على قوى الاستغلال والإمبريالية ، يأتي هذا النضال كتقليد ثوري ترسخه تضحيات الحركة العمالية وترسم به وجه التاريخ المعاصر لسائر الشعوب والقوى المناضلة من أجل التحرر والتقدم وإقامة مجتمع الحرية والعدالة والاشتراكية ، وقد تميزت الحركة العمالية الوطنية بدور هام وبارز في مختلف مراحل نضال شعبنا ، فكان الهم الوطني والقومي هو محور نشاطها ومرتكز التحالف والكفاح المشترك بين التنظيمات النقابية والقوى السياسية والاجتماعية المتطلعة إلى التحرر والخلاص من الهيمنة وتحطيم كل قيود الظلم والاستغلال .
إن الطبقة العاملة قوة اجتماعية هائلة تلعب دورا مهما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لشعوب العالم ، كما ترمز إلى المواقف التي بدأت البشرية تتخذها من العمل لجهة إدراكها أن الحضارة الإنسانية بجانبها المادي هي نتاج العمل الإنساني الواعي والمنظم والمحقق لأهداف إنسانية تكمل مراحل النضال الأولى على طريق التحرر الأكبر في مواجهة كل أشكال الاستغلال والهيمنة والتحكم والسيطرة من قبل بعض الأطراف التي تريد الضرر لمسيرة الأمة الناهضة ، وقد أثبتت الوقائع والتاريخ أن الإرادة الإنسانية الوطنية هي المنتصرة مهما علا شأن الضغوطات والمتغيرات والخروقات الاستراتيجية الدولية فلن تجدي نفعا إلا إرادة الوطن ووحدته الوطنية الثابتة التي لا تحيد عن المبادئ الإنسانية العامة المتمثلة في التحرر والعدالة الاجتماعية ، والتي هي أهداف الطبقة العمالية على اختلاف مستوياتها ، لتشكل حلقة مفصلية متبلورة في مدرسة الوطن النضالية ، التي أرسى دعائمها القائد الخالد حافظ الأسد بقيامه بالحركة التصحيحية المجيدة وأخذ كل ذي حق حقه ضمانا لكرامة الطبقة العاملة ، القوة الاجتماعية الأساسية المنتجة ، من خلال تحسين الظروف المعيشية وتطوير مختلف الخدمات الاجتماعية للطبقة العاملة ، والعمل الدائم على تعزيز وحدة الطبقة العاملة وحركتها النقابية على الصعيد الداخلي وعلى النطاقين العربي والعالمي .