الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الخبرة من الكفاءة إلى الإتقان

2015-04-28 20:01:10

الخبرة
من الكفاءة إلى الإتقان

قيل ان لا أحد يثق بالخبراء ولكن الجميع يصدقونهم فمن هو الخبير؟ وكيف تكتسب الخبرة؟ تتفق معظم الآراء على ان الخبير امرؤ ذو معارف فنية وخبرة وافية في موضوع معين يستشار فيه ويقال أيضا هو صاحب خبرة يعين للتدقيق في مختلف الأمور التي تتعلق بشتى القضايا وفي رأي آخر نرى انه ذو الخبرة الذي يخبر الشيء بعلمه.
ومن هنا ندرك سر معرفة اسم الخبير في الذات الالهية العالم بما كان وما يكون وهو اللطيف الخبير.
والخبير هو الحكيم ولا حكيم إلا ذو تجربة وكمال العقل طول التجارب والتجارب خير المدارس وهذا هو التطور السامي للمعارف والمعرفة قوة والخبير هو صاحب أكبر معرفة في أصغر موضوع وقيمة المرء ما يعرف لذا ليس غريبا ان نصدق كل خبير في مجال معرفته.
والعمل يحتاج إلى خبرة ومهارة وحذق بممارسته وهذا ما يستدعي استنفار معارف الإنسان التي من سماتها التطور المتضاعف فإن إحداث تغير في المعارف بفعل البحث واستخدام الفن التكنولوجي والتدريب ومستوى المعيشة المرتفع يؤدي إلى تغيير أوسع في هذا المورد ويحدث تغذية مرتدة مرة أخرى في حفز تطور آخر في رأس المال البشري بفعل اضافة قدرات جديدة للبحث وتطور أحدث للفن التكنولوجي وهكذا.. وهذا هو دور العلم والتدريب وانسياب المعرفة والمعلومات وانتشارها لدى العامل ومدى قدرته على التنفيذ في الوقت المناسب من خلال قوة الارادة التي يملكها بفهمه وقناعاته وامتلاكه للرأي الواضح والأفق الواسع والنظرة الشاملة.
الكفاءة:
إن المهارة التي تظهر على سلوك ظاهر أو أداء عملي يدل على مدى الاتقان والموهبة والمبادرة وهذا يعني الكفاءة التي يسعى إليها الإنسان في عمله بما يقدمه من عمل وجهد يرتقي فيه إلى مرتبة الكفاءة أو الحالة التي يتساوى فيها أو يتماثل إلى ما هو أهل له وصالح وجدير والكفء هو القوي القادر على تصريف العمل.
وهذا لا يتأتى إلا عن طريق ايمان الإنسان بالعلم وقناعته بأن العلم هو سبيل التطور واستعداده الدائم للتعلم الذاتي والتعمق في الاختصاص العملي واحترامه لتقاليد العمل وأعرافه لذا يستوجب العناية المستمرة برفع مستوى النقابيين والعالمين عموما سواء بالتدريب المتخصص والمهني أو التعليم والتأهيل أو الملاحظات المباشرة خلال العمل وارشاد العامل إلى ما يجب القيام به ودلالاته على الأسلوب الصحيح للأداء تحقيقا للنجاح والتفوق على أعلى مستوياته.
الإتقان:
تعتبر الثقافة حذق وفطنة لدى العامل كما هي اتقان للأشياء ومن أتقن عمله أحكمه تطبيقا وخير مرآة يرى المرء فيها نفسه.. عمله أو فعله والفعل يحتاج إلى اتقان وصولا للجودة وارضاء للجمهور ومن أتقن عمله أحكم أمره ونال أمره وهذا لا يتجلى إلا في الشعور بالمسؤولية أثناء العمل أياً كان إعلاء لشأن الوطن والمرء بفكره وإرادته ومهارته واتقانه لعمله هو الوسيلة لكل تطور وارتقاء كما ان سعادة الناس ورفاهيتهم وتطور مستوى معيشتهم هو هدف ذلك التطور والارتقاء وهذا يدل على أهمية اتقان الإنسان للعمل الذي يقوم به وحتى يتمكن العامل من اتقان عمله وتطوير مهاراته لابد من تدريبه وإحكام تأهيله بما يتناسب دوماً والتطور الاقتصادي للمجتمع وذلك في مختلف مجالات الحياة المجتمعية (صناعي – زراعي – تجاري – اداري..) والذي يرتبط بالتطور الاجتماعي وبما ينعكس ايجابا على حياة المواطنين ومستواهم. وقد جاء في القول المأثور: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
الخبرة ومواجهة التحديات في العمل والانتاج:
لاشك ان العامل الماهر بمعرفته المتخصصة والمسلكية والسعي لتجديدها يعتمد اعتمادا كبيرا على الممارسة والتجربة والمهارة التي أتقنها مع الزمن فاكتسب بذلك الخبرة التي تؤهله لمواجهة التحديات إذا ما أمعن النظر في مشاكل العمل والحياة وقضايا الانتاج من خلال امتلاكه لشمولية النظرة والقدرة على المعالجة والاستفادة من معارف وخبرات الذين سبقوه وآرائهم وملاحظاتهم.
وليست الممارسة الواعية والقيام بوقفة مع الذات من حين لآخر وتأمله لما يدور حوله من طرائق متطورة وأساليب حديثة إلا ضربا من التعلم وزيادة في التأهيل ومضاعفة للخبرة ونمو في الشخصية المهنية المتسلحة بجميع ما يخص العملية الانتاجية من معارف ومفاهيم تتولد منها خبرات ابداعية وتطويرية مختلفة تحتاج إلى اهتمام ورعاية لتغدو عملا وعطاء وفعلا وانتاجا وجودة ووفرة.
*بسام جميل جبلاوي


 


مشاركة :
طباعة