عيد الاستقلال الوطني
اليوم يصادف الذكرى التاسعة والستين للاستقلال الوطني لسورية التي مرغت أنف فرنسا بالتراب يوم احتلت أرض الوطن في 24 تموز 1920 بقيادة غورو إذ تصدى لحملتها الاستعمارية المناضل يوسف العظمة وزير الدفاع السوري الذي أبى ان يدخل المستعمرون إلى دمشق إلا على أجساد الجنود السوريين الأبطال في معركة ميسلون على الرغم من الفارق في العدة والعدد بين الجيش السوري وجيش الفرنسيين وقد أثبت الجندي العربي السوري ايمانه العميق بوطنه والدفاع عن حياضه بكل إباء ورجولة وإقدام.
وعندما دخل المحتلون إلى دمشق بقيادة غورو الذي دخل إلى الجامع الأموي الكبير حيث مثوى القائد صلاح الدين الأيوبي الذي هزم أجداد غورو في معركة حطين عام 1187م وقال غورو كلمته الجبانة آنذاك (قم يا صلاح ها نحن عدنا) إذ لن ينسى هذا الغورو هزيمة آبائه وأجداده التي حققها وانزلها بهم صلاح الدين منذ 733 عاما.
انه استعمار جديد مغلف بانتداب كما غلف الاستعمار قبله شعار الوصاية والحماية واليوم يتذرع بمحاربة الإرهاب الذي من صناعته إذ تحول الاستعمار المباشر إلى استعمار غير مباشر يصنع أدوات له تقاتل بالنيابة عنه كما يقاتل اليوم الإرهاب نيابة عن فرنسا وبريطانيا وأمريكا والصهاينة في سورية والعراق واليمن نيابة عنهم جميعا وهذا من أحدث أنواع الاستعمار الذي يصنعونه بأيديهم وبأموال عربية وتسليح أجنبي كما صنعوا داعش والنصرة وأخواتهما تحت يافطات وشعارات اسلامية مزيفة.
لقد توج الشعب العربي السوري بنضاله وكفاحه ضد فرنسا الجلاء عن أرض الوطن مدة ربع قرن إذ التقى المناضل ابراهيم هنانو بثورة المجاهد صالح العلي بصانع الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش في سويداء العرب وفوزي القاوقجي والخراط وغيرهم من المجاهدين الذين زلزلوا الأرض تحت الفرنسيين.
فالشعب العربي السوي شعب لا يقبل الذل والهوان منذ فجر التاريخ ولن تلين له قناة لقد هب يدا واحدة في وجه الاستعمار الفرنسي في كل مكان من الأرض السورية وقد ضرب ببطولاته المثل الأعلى في التضحية والفداء وكان ولازال يحمل بين جنبيه المعاناة العربية والدفاع عن الشعب العربي والمشاركة في الهم العربي لهذا جند الاستعمار القديم الحديث كل زناة العالم لقتل هذا الشعب الذي آمن بوطنه وأمته وأهدافه القومية التحررية التي تدعو إلى العدالة والمساواة وهذا ما يرهب أعداء الحياة الذين يخافون على الوجود الصهيوني في فلسطين العربية لذا يحاولون اليوم تفتيت سورية وإضعافها تحت ذرائع واهية من خلال تجنيد عصابات الغدر والخيانة والتعاون مع أعراب الجزيرة العربية والخليج والسلاجقة الأتراك والاستعمار الأوروبي والامبريالية الأمريكية وان سورية ستهزم الاستعمار الجديد كما هزمت الاستعمار القديم بفضل التفاف الشعب العربي السوري حول القائد بشار حافظ الأسد وبفضل اصرار جيشنا العربي الباسل العقائدي الذي تمرس على القتال والذود عن حياض الوطن وبفضل أصدقاء سورية الأوفياء.
وسيبقى السابع عشر من نيسان كل عام منارة لأجيالنا القادمة في رحيل آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن في 17 نيسان عام 1946.
وقد قال الشاعر العربي:
دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نور وحق
*أحمد ذويب الأحمد