الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

سورية . . المعاني والمضامين الحقيقية للاستقلال

2015-04-14 20:06:18

سورية . . المعاني والمضامين الحقيقية للاستقلال

د . عمار سليمان

في عيد الوطن ، والملحمة الوطنية الثورية الخالدة ، تأتي ذكرى الجلاء بمعانيها ومضامينها وضروراتها ، تكريسا لنهج سورية الأبية في مواجهة كل التحديات التي حدثت ، منذ فجر الاستقلال وعلى مدى ما يقارب السبعة عقود  ، لتؤكد أن سورية كانت وما تزال قاعدة النضال الوطني والقومي المتأصل بالعقيدة الراسخة في الإيمان بمبادئ الحرية ، وحق الوطن في الحياة الحرة الكريمة ، هذا ما قرره ثوارنا الأحرار وما جسدته قيمهم الراسخة على مبدأ أن الاستقلال يؤخذ ولا يعطى ، فكان لابد من مقارعة المستعمر وإرغامه على الخضوع لمطالب الثوار وإجباره على الجلاء عن أرض الوطن .
وتحقق الجلاء في السابع عشر من نيسان عام 1946 هذا اليوم العظيم الذي توج نضالات المناضلين المكافحين من أجل أن يروا فيه وطنهم الحبيب سورية مستقلا حرا لا تملى عليه إرادة قوة الأجنبي ، ومن يتحسس معاني حدث الجلاء التاريخي ، ويعود لدراسة تفاصيل ما جرى في حكاية الجلاء التي كانت ملحمة شعب بكل المقاييس والمعايير الوطنية والإنسانية ، يدرك أن روح الكفاح الوطني لدى شعبنا البطل كانت متأججة مضيئة رسمت الدرب نحو الاستقلال والسيادة ونحو المستقبل ، فمن بدء الكفاح لجلاء المستعمرين الفرنسيين إلى إعلان الاستقلال ، ومن بدء البناء الوطني السياسي والاقتصادي إلى التطلع نحو المستقبل ، يجد المرء أن جميع المراحل التي قطعها شعبنا كانت في جوهرها تفاعل خلاق بين جماهير شعبنا وفكرة التحرر والاستقلال والجلاء والتطور المستقبلي لبناء سورية الحديثة المتحررة من جميع أشكال العبودية بمعاييرها القديمة والجديدة ، وعلى كافة أشكالها ، لتؤكد على فكرة الخير والعظمة والشموخ في روح هذه الأمة وهذا الشعب الذي رفض الاستكانة للمعتدي الغاصب ، وفضل الشهادة في سبيل الوطن بروح الثوريين الأحرار ليقدموها ثمنا لحرية الوطن ، وإطارا مستقبليا يعمم قومية سورية التاريخية المؤمنة بأهدافها التي هي أهداف الأمة في الوحدة والتحرر وشرعية المبادئ والحقوق .
لقد كان الجلاء حجر القاعدة الذي قام عليه الاستقلال بمعنى السيادة المطلقة على الوطن ومقدراته وهذا ما تحقق فعلا في سورية العروبة وترسخ في العهد الميمون للقائد الخالد حافظ الأسد ، فسورية وحدها هي التي استطاعت أن تحقق فعلا معنى الاستقلال بكل أبعاده وأنواعه وأشكاله ، ذلك الاستقلال الوطني الذي تحقق وكبر مع الوطن وتأصل في كنف البعث والثورة والنضال الوطني والقائد الخالد حافظ الأسد ، فأتت الصورة مشرقة ناصعة ، فكانت القضية – قضية الأمة – هي الوحدة ولا شيء سواها ومن ثم تأتي المبادئ الأخرى مكملة لمسيرة التحرر أو بالأحرى بالوجودية لتصوغ عنوانا كبيرا لكرامة الوطن واستقلاله ، من هذا المنظور الشمولي يأتي معنى الاستقلال الحقيقي والجوهري المبني على الحرية الحقيقية دأبه صون كرامة المواطن وعزة الوطن وشموخه وتطوره ، فالحاضر هو امتداد متأصل بالماضي ، فالوطن تراث وتاريخ يشع من الماضي في الحاضر وصولا إلى المستقبل الذي يكرس وجودية الوطن ومصداقيته وحقه الأعلى الذي لا يعلو فوقه شيء في الحرية والكرامة والاستقلال .






 


مشاركة :
طباعة