الجلاء . . أمثولة الأجيال
 
د . أحمد طه



إذا جاز لنا أن نعد عام 1946 هو نهاية مرحلة من مراحل التاريخ النضالي لشعبنا العربي السوري فعلينا أن نعي أن هذا التاريخ هو أيضا بداية مرحلة نضالية جديدة ، ليس على صعيد الاستقلال السياسي والاقتصادي والبناء الاجتماعي فحسب ، وإنما من خلال تعميق التحولات الاجتماعية والاقتصادية ، وتسريع وتائر النمو بما يتلاءم مع مهام المرحلة الجديدة التي عرفت لونا آخر وشكلا يختلف عن سابقه من الهجمة الإمبريالية والصهيونية التي ما زالت تمثل الخطر الأكبر على حاضر العرب ومستقبلهم ، وهو ما يبرز اليوم من خلال الحروب المستمرة من قبل الكيان الصهيوني على شعوبنا العربية في فلسطين ولبنان ، واستهداف سورية المستمر من خلال المؤامرات والمخططات العدوانية التي تريد من خلالها ، ثني سورية عن ثوابتها ودعمها الشرعي للمقاومة وحركات التحرر العربي ، إلا أنهم وفي كل مرة يفشلون ، وسورية عصية على تلك المؤامرات والاستهدافات ، فنحن نملك إرادة التغيير والتحرير والصمود والتصدي ، فالشعب عندما يكون موحدا بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية يشكل قوة لا مثيل لها ، والوحدة الوطنية أساس رئيسي في تحقيق الأهداف والتطلعات والرؤى المبنية على إرادة الشعب الحرة والمستقلة ، إرادة التحرير ، إرادة سورية الأبية ، والتي ستبقى عنوانا للقضية الوطنية الحرة المستقلة ، ومركزا لأبعاد الوحدة والحرية والحلول القومية التي نبحث عنها في زمن الانكسارات ، وهاهي سورية اليوم أقوى من أي وقت مضى لما تملكه من عقيدة ثورية وأيديولوجية قومية ورؤية مستقبلية بقيادة السيد الرئيس المفدى بشار الأسد الذي يجسد أرقى وأرفع معاني القيم الوطنية والقومية ، ويكرسها واقعا معاشا سيتحقق على مدى الأيام القادمة . بعد تحقيق النصر على أعداء الوطن والأمة ، وعودة الاستقرار إلى بلدنا ، بهمة أبطال جيشنا الباسل وشعبنا الصامد .