مشكلات اقتصادية سلبية قد تكون سبباً في تفكك الأسرة
إن الانسجام الكامل في حياة الأسرة لا يتحقق إلا إذا كانت مواردها كافية للانفاق اليومي كالطعام والسكن واللباس والصحة في حدود مقبولة لأن عدم كفاية الموارد أو عدم الاقتناع بكفايتها يؤدي إلى التذمر والقلق واليأس وقد يكون باعثا على التمرد وربما تعرضت الأسرة نتيجة ذلك العوز المادي إلى الانهيار بسبب قلة الدخل وعدم كفايته بسبب كثرة الأولاد أو سوء تصرف الأب بدخل الأسرة فينفقها في أمور ترضي غروره أو في سوء تصرف الزوجة التي قد تسرف في الطلبات بما لا يتناسب مع دخل الزوج أو انها تنفق دخل الأسرة على أمور كمالية لا تتناسب مع واقع أسرتها المادي بسبب دخلها المحدود.
إن هذه المشكلة الاقتصادية هي سبب كثير من المشكلات التي تعاني منها أسر كثيرة ويدب فيها عوامل التفكك والخلاف.
وقد ينحرف الرجل فيلجأ إلى طرق ملتوية وغير مشروعة للحصول على موارد أخرى للرزق وهذا بالتالي يؤدي إلى انحراف الأبناء نتيجة الجو السائد في الأسرة وعدم الوفاق الذي يعيشونه وربما يقود ذلك إلى تشرد عدد منهم ومغادرتهم المنزل فيكونون من أبناء الشوارع.
من هنا كان لابد من ان تساهم المرأة في رفد الأسرة بدخل مقبول وان تحسن التصرف وترشد الاستهلاك ولكننا مع ذلك نلاحظ أحيانا انه عندما دخلت المرأة ميدان العمل خارج المنزل وبدأت تكسب أجرا شهريا ولم تكن على قدر كاف من الوعي والادراك لدورها وتميل للاحتفاظ بأجرها أو بقسم منه نقدا أو تحويله إلى عقار يسجل باسمها أو مساعدة ذويها بجزء من راتبها وفي نفس الوقت وبحكم بعض التقاليد التي لاتزال موجودة في مجتمعاتنا فإن الرجل يعتبر نفسه المسؤول الأول والوحيد ماليا عن الأسرة وان أجر الزوجة يجب ان يكون مساعدا لأجره في خدمة الأسرة ويكون هو المتصرف به دون مشاركة.
من هنا تنشأ بعض المشكلات وان بعض الرجال يميلون إلى الاشتراط على المرأة ترك عملها في حال الزواج كما يجهد بعض الرجال لكي يجعل المرأة تترك العمل الذي تمارسه بعد مجيء الأولاد ومنهم من يشترط تسلم أجر زوجته بكامله على أساس ان انفراده في الانفاق يعزز سلطته المنزلية ونفوذه الشخصي وذلك نتيجة لعادات وتقاليد لرواسب ومفاهيم قديمة وسلبية كونت عنده اعتقادا بأنه رب الأسرة لذلك هو الآمر الناهي فيها.. صحيح ان هذه النماذج من الأزواج آخذة في الاندثار ولكن هذه النماذج لازالت موجودة في كثير من الأقطار العربية. والواجب ان تكون العلاقة الزوجية ليست علاقة سيد ومسود ولا آمر ومأمور بل هي علاقة تضامن وتعاون وتكامل وتشاور وانفاق مشترك للتغلب على صعوبات الحياة وتأمين مستوى أفضل من المعيشة للزوجين والأولاد.
*حنان عبد الرزاق
07/04/2015