أسس العمل الإنتاجي الوطني . .


يعتبر النشاط الإنتاجي من أهم الدعائم الرئيسية التي تقوم عليها التنمية الاقتصادية في العصر الحاضر ، لأنه وسيلة استغلال الثروة والطريق إلى تحقيق أمل الشعوب في التقدم والرفاهية والمصدر الرئيسي لخلق فرص العمل ، وقد ظهر بشكل واضح وجلي أنه لا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالتوسع في عملية التصنيع والاهتمام بشكل كبير في العملية الإنتاجية والدور الحقيقي والفاعل للإدارات التنفيذية لمختلف المؤسسات والشركات والمعامل المتصلة بعمليات التهيئة الاقتصادية والاجتماعية وتحرير كافة البيانات والدراسات المتعلقة بالعمل الإنتاجي الفاعل .
إن للإدارة دورا هاما ورئيسيا في إدارة العملية الإنتاجية ، فإن كانت التكنولوجيا العصرية هي الساق التي يعتمد عليها ، فإن الإدارة الناجحة هي الساق الأخرى وبهما يكون النجاح المؤكد للعملية الإنتاجية ، وحتى يكون للإدارة الفاعلة دور في العملية الإنتاجية لابد من توفر شروط رئيسية منها : تخصصية الخبرات الإدارية وتهيئتها في المكان المناسب حسب تخصصهم ، إضافة إلى الخبرات العملية التي تدرس الواقع العلمي والعملي لمقومات العملية الإنتاجية وخاصة الرئيسية منها كالآلات ومستلزمات الإنتاج والعمال والتنظيم والتمويل ، وبالتالي تأمين الانتفاع الأقصى من الطاقات المتاحة بعد خلق التوازن الأمثل بين الطاقات المخططة وإمكانية التسويق وكل ذلك ضمن الإطار العام والتوجيهي الصادر عن الجهات المختصة ، كما يجب أن تعتمد تلك الإدارات نظام مؤشرات مؤلف من نظام معلومات إدارية ونظام تقويم لمجمل العملية التنموية ، وأيضا انتقاء جهاز فني مساعد غير تنفيذي يتكون من أفضل العاملين ، وأن يكون هناك نظام حوافز خاص ، إضافة لنظام الحوافز العام المطبق ورسم سياسة العمل المرحلية الملائمة ، ووضع خطة الإنتاج الصحيحة القادرة على إنجاح العملية الإنتاجية والوصول إلى منتجات سليمة وفق المواصفات والمقاييس الصحيحة . 
لابد من الإشارة إلى ضرورة الترابط والتواصل المستمر بين الإدارة والقائمين على الإنتاج الفعلي ، وإذا أردنا عملية إنتاجية صحية وناجحة ومتميزة لابد من الانسجام بين الإدارة والعمال القائمين على الإنتاج ، والمشاركة في وضع سياسة العمل والخطوط العريضة لقواعد وأسس العمل الإنتاجي ، فالإدارة الناجحة هي الإدارة القادرة على الانخراط الكامل ضمن العملية الإنتاجية وبالتالي رسم سياستها من خلال الواقع وتفهم العلاقة المترابطة بين أطراف العملية الإنتاجية من مادة أولية وقائمة على الإنتاج والآلات والإدارة ، فالترابط بين هذه الأطراف يؤدي إلى تطوير العمل وتعزيزه من خلال بذل أقصى جهد لدى كافة الأطراف من أجل بلوغ الهدف الصحيح من الإنتاج ألا وهو تحقيق منتجات سلعية بمواصفات عالية وتحقيق مردود جيد .

د . أحمد غنام