الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » أخبار الاقتصاد

الصفحة السابقة »

البيت الأبيض.. وفبركة الأكاذيب

2017-07-03 06:16:08

الكلام ليس لأحد منجمي ومنجمات القنوات عشية رأس السنة.. الكلام صدر عن البيت الأبيض الأمريكي.. ترامب ومجموعته ارتأوا أن الجيش السوري يعد لهجوم كيمياوي.. حتى البنتاغون لم يكن يعلم بهذه النبوءة.. وأعرب عسكريون أمريكيون كبار حسب الصحف الأمريكية عن دهشتهم من هذه النبوءة..
 في الحقيقة ترامب وبيته الأبيض ذكرني بنبوءته الكيمياوية بتحذيرات المقبور زهران علوش.. عندما كان يحذر أهالي دمشق بأن قوات النظام ستقوم غداً بإطلاق القذائف على مدينة دمشق وأحيائها السكنية.. وأنه سيرد بقصف المواقع العسكرية في العاصمة.. وفي اليوم التالي كان تنظيم علوش المسمى جيش الإسلام يلقي بكل حقد واجرام قذائفه على الآمنين في دمشق وضواحيها..
وجه الشبه هو في تماثل درجة التفاهة.. لكن كذب ترامب أشد خطورة بما لا يقاس.. لن ننسى الكذب الأمريكي الغربي حول أسلحة الدمار الشامل.. لقد دمروا العراق.. وقتلوا مئات الآلاف وارتكبوا كل الجرائم.. قبل أن يقولوا لم نجد شيئاً.. طبعاً كانوا يعلمون مسبقاً أنه لا وجود لأسلحة دمار شامل في العراق..
 ومما يدلل على مستوى الخطورة تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يوم من صدور النبوءة عن البيت الترامبي التي حذر فيها من وجود مخطط أمريكي ضد سورية.. كما حذر من اختلاق ذرائع أمريكية لتنفيذ هذا المخطط الخفي.. إذاً وراء الأكمة ما وراءها... ويجب النظر إليه بدقة وتمعن.. ويجب التحضر لكل الاحتمالات.. قيادتنا أثبتت خلال كل سنوات هذه الحرب الكونية أنها الأقدر.. على استيعاب المعطيات الاستراتيجية والتكتيكية.. وأنها مع حلفاء سورية استطاعت الاستمرار في زخم مقاتلة الارهاب وتحقيق الانتصارات على الأرض.. مع إفشال وكشف المؤامرات التي تنسج خيوطها في واشنطن وتل أبيب وتوزع على الأدوات الرخيصة محلياً وإقليمياً..
 ما يثير الريبة قبيل صدور هذه النبوءة الأكذوبة.. إقدام القوات الأميركية تحت اسم التحالف الدولي على اسقاط مقاتلة سورية كانت في طريقها لقصف مواقع داعشية.. واتباع ذلك بإسقاط طائرة من دون طيار كانت في مهمة لمعرفة مواقع الإرهابيين.. كما أن اسرائيل شنت في يومين متتاليين اعتداءات ضد مواقع للجيش السوري في الجنوب لحماية الإرهابيين من جبهة النصرة والتنظيمات الارهابية المماثلة... انهم يدافعون عن الإرهاب والإرهابيين من دون مواربة ولا خجل ..

 منذ نيسان الماضي ومنذ فبركة موضوع خان شيخون دأب الحليف الروسي على التحذير من مغبة السياسة الأمريكية التي تخدم داعش.. والتي تنتهك القوانين الدولية.. هل هناك أشد تفاهة من قول الولايات المتحدة إنها تدافع عن نفسها عندما أسقطت المقاتلة سو٢٢ فوق الارض السورية وفي مهمة قتالية ضد داعش.. طبعاً لا يحتاج الأمر إلى كثير تفسير..
ولم يكتف البيت الترامبي بنبوءته وافتراءاته .. بل أعطى لها زخماً اكبر عندما دفع مندوبته في الأمم المتحدة الى تسعير لهجتها بتهديد سورية وايران وروسيا الاتحادية معاً بالعقاب.. كلام ينضح وقاحة وانتهاكاً للأعراف الديبلوماسية والقوانين الدولية..
ليس غريباً على الولايات المتحدة الكذب والافتراء عندما يتعلق الأمر بسورية.. تاريخها حافل وكل رصاصة أو قذيفة أطلقها الإرهابيون وسفكت الدماء السورية دخلت بعلم الولايات المتحدة وموافقتها .. وإن دفعت السعودية أو قطر أو الإمارات ثمنها.. فهذه دول كرتونية لا قيمة لها إلا من خلال الحماية الأمريكية لعروشها..
روبرت فورد السفير الأمريكي مايسترو الخونة الذين سموا أنفسهم ثورة.. اعترف صراحة عبر صحيفة الشرق الأوسط السعودية فشل المؤامرة.. لقد نعى المؤامرة بأوضح الكلمات.. وبشر الأدوات الأميركية الكردية بخيبة أمل صاعقة.. إذاً ما الذي يجري.. وماذا تعد إدارة ترامب لسورية؟
ليس اختراعاً للبارود أن يقول الإنسان إن تنبؤ البيت الأبيض لا علاقة له بالنجوم والأفلاك.. إنه تنبؤ سياسي وعدواني.. إنه اتهام مباشر للجيش السوري بأنه يمتلك السلاح الكيمياوي وإنه يمكن له أن يستخدمه.. كلام البيت الأبيض تشويه للسمعة ومحاولة للشيطنة.. قد يتبعه قيام إرهابيون هنا أو هناك باستخدام سلاح كيماوي كما جرى في مرات سابقة .. وذلك لإعطاء مصداقية لكلام واشنطن واستخدام ذلك لشن عدوان على سورية لا نعرف حجمه.
روسيا الاتحادية نفت وجود أي معلومات.. والجمهورية الإسلامية الإيرانية حذرت من التصعيد الأمريكي.. أما جيشنا وحلفاؤه في المقاومة فموقفهم واضح ومستمر ..وهو مواصلة سحق الإرهابيين من حلفاء واشنطن.. كثير من المحللين يرون أن سورية وحدها يمكن أن تحفظ ماء وجه ترامب.. ليس أمامه إذا أراد الهروب من خسارة مدوية إلا التعاون مع سورية وحلفائها لضرب الإرهاب.. فتحريض اسرائيل المستمر.. لن يفيد ترامب بل يورطه أكثر فأكثر .. وأموال أتباعها من عربان الخليج قد تنفعه في أي مكان إلا في سورية.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي

غازي الذيب


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك