الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » تحقيقات

الصفحة السابقة »

الشركة العامة للسجاد والصوف

2017-10-04 08:53:27

أسئلة كثيرة تدور حول عمل الكثير من الشركات والمصانع وما يحدث في داخلها من التقصير في أدائها إما من خلال الضعف في العملية الإنتاجية أو من خلال الضعف في العملية التسويقية الذي يؤدي  إلى تكدس البضاعة والمنتجات في مستودعات الشركة دون معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الضعف أو التباطؤ في العملية التسويقية أو تبريره بتقصير المؤسسة السورية للتجارة بتسويق المنتجات ما يؤدي إلى فقدان المواد في الأسواق وتحول الناس إلى شركات أخرى لتلبية رغباتهم.
الشركة العامة للسجاد والصوف والمعامل التابعة لها في كل من دمشق والسويداء وحلب الذي دمرته العصابات الإرهابية المسلحة وقامت بتهريب آلاته إلى الدول المجاورة وخاصة تركيا فهذه الشركة تعتبر من شركات القطاع العام الرائدة في إنتاجها فمعظم منتجاتها ذات جودة عالية ومصنوعة من الصوف والقطن الكامل دون أي خيوط من النايلون أو غيره من الخيوط الغزولية الأخرى لكن منتجاتها قليلة في الأسواق ولا تكفي حاجات الناس .  

المعروض أقل من المطلوب
على الرغم من أن هناك نسب إنتاج مرتفعة في كثير من السنوات إلى أن هناك خللاً في توازن العملية التسويقية بين ما تطرحه الشركة وبين ما يحتاجه الناس خلال عمليتهم التسويقية فهناك الكثير من الأسواق الداخلية تفتقر إلى هذه المواد من السجاد وغيرها المصنع من قبل الشركة  والسبب الأول هو الضعف في العملية التسويقية للشركة وسوء التخطيط لها بما يتوافق مع العملية الإنتاجية الأمكر الذي أدى إلى تكدس هذه المنتجات في مستودعات الشركة وفقدانها في الأسواق.

كميات إنتاج متدنية
إن ظروف الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية  وحصار المجموعات الإرهابية لكثير من المعامل والشركات الصناعية وتدميرها وعدم  قدرة الشركة على شراء آليات جديدة للنهوض وزيادة إنتاجها عمل على خفض الطاقة الإنتاجية للشركة إضافة إلى الصعوبات الكثيرة والمعوقات التي تعيق إنتاج الشركة  فتراوح الإنتاج خلال السنوات الماضية ففي كثير من السنوات كانت نسب الإنتاج مقاربة للخطة الموضوعة  وبعضها تدنت نتيجة الظروف الراهنة فجاءت الأرقام والنتائج ونسب التسويق خلال السنوات الماضية : في عام 2012 كان الإنتاج المخطط من السجاد 405924 مترا مكعبا لكن تم إنتاج 117542متراً مكعباً بينما تراوحت نسبة التسويق بنسبة 60%، وفي عام 2013 انخفضت نسبة الإنتاج كثيراً نتيجة الحصار المستمر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وعدم قدرة العمال على الوصول إلى الشركة فأنتجت الشركة  8 أطنان فقط من الغزول الصوفية من خطة إنتاجية مقررة نحو 616 طناً بينما أنتجت نحو 38039 مترا مكعبا من السجاد من خطة إنتاجية تتجاوز 400000 متر مكعب ، أما في عام 2014 عاودت نسب الإنتاج إلى الارتفاع قليلاً بعد دحر المجموعات الإرهابية من قبل الجيش العربي السوري وعودة العمال إلى الشركة لترتفع نسب الإنتاج إلى 61% لتنتج الشركة 63 طنا من الغزول الصوفية من إجمالي خطة موضوعة تقدر بنحو 103 أطنان بينما أنتجت في العام ذاته 30559مترا مكعبا من السجاد من خطة إنتاجية تقدر بنحو 67487مترا مكعبا.
وفي عام 2015 خرجت شركة سجاد حلب عن الخدمة وقامت المجموعات الإرهابية المسلحة مما أثر على الشركة العامة بنقص المواد الأولية لصناعة السجاد والغزول الصوفية التي كانت تستجرها من شركة سجاد حلب إضافة إلى الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي الذي أثر على عمل الشركة والآلات الإلكترونية اللزمة للإنتاج فعادت نسب الإنتاج إلى الانخفاض فأنتجت الشركة 38 طنا من الغزول الصوفية من خطة إنتاجية إجمالية 308 أطنان لتراوح نسبة الإنتاج 12% فقط وأنتجت 404106 أمتار مكعبة من خطة إنتاجية 133768 مترا مكعبا من السجاد لتتراوح النسبة 33% فقط، هذا ما أثر على العملية التسويقية التي انخفضت إلى 20 % للغزول الصوفية و52% للسجاد.
وفي عام 2016 انخفض الإنتاج قليلاً نتيجة نقص عدد العمال وتسربهم من العمل نتيجة ضعف الرواتب في ظل الظروف الحالية والجهد الكبير الذي يقع على عاتقهم فكان الإنتاج المخطط من الغزول الصوفية 205 أطنان في حين تم إنتاج حوالي 70طنا بنسبة إنتاجية 34% للغزول الصوفية في حين انخفضت قليلاً نسبة إنتاج السجاد لتصل 39791 مترا مكعبا من كامل خطة إنتاجية 133801 متر مكعب لكن بخطة تسويقية تجاوزت 57% للسجاد.

 إنتاج بين ضعيف ومتوسط.. والسبب
تعد هذه  الشركة من الشركات الرائدة في مجال إنتاج الغزول الصوفية والسجاد الصوفي حيث إن هذه الشركة أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم /33/ تاريخ 21/4/2010 القاضي بدمج ثلاث شركات وهي (الشركة العامة للأصواف بحماة_ الشركة العامة لصنع السجاد بمعمليها في دمشق والسويداء _ الشركة العامة للأنسجة الحريرية في السويداء).
برغم من ظروف الحصار الاقتصادي الذي تعاني منه سورية في ظل ظروف الحرب الحالية واستهداف المجموعات الإرهابية المسلحة للمعامل والشركات وكوادرها العمالية لمنعهم من الوصول إلى عملهم إضافة إلى كثير من الصعوبات التي تعترض عمل الشركة دون تقديم أي تسهيلات من الجهات المعنية أو من الحكومة لتطوير عمل الشركة فتراوح إنتاج الشركة بين الضعيف والمتوسط بسبب الكثير من المعوقات التي تعترض عمل الشركة متمثلة بتسرب العمال من الشركة والصعوبة في تأمين المواد الأولية وتأمين المحروقات الذي يعتبر العائق الأول أمام عمل الشركة إضافة إلى تهريب الأغنام بشكل مستمر الذي عمل على خفض كمية الصوف المباعة للشركة.

المازوت.. أبرز تحدٍ لزيادة الإنتاج
تعاني الشركة العامة من مشكلة نقص مادة المازوت وصعوبة تأمينها خاصة مع قدوم فصل الشتاء وتوقيع العديد من العقود مع القطاع الخاص لبيعه الصوف المفرز المغسول والغزول الصوفية /شريط توبس/ نصف المصنع الذي يستخدم في شركات تصنيع الغزول وخاصة الصوفية منها، حيث أشار الصباغ إلى أن حاجة المعمل تقدر بنحو 25 ألف ليتر مازوت لأغراض الغسيل المعتمدة على توليد البخار وهي لا تكفي لتشغيله سوى 15 يوماً ولوردية واحدة فقط مشيراً إلى ضرورة البحث عن الحلول البديلة من خلال الاعتماد على مياه الطاقة الشمسية في عمليات الغسيل في الصيف.
وأكد الصباغ أن تأمين مادة المازوت من الصعوبات الأساسية التي تعترض عمل الشركة بسبب الحاجة الزائدة لاستخدام هذه المادة لغسيل الصوف مؤكداً أن تأمين المستلزمات الأخرى من المواد الكيماوية لغسيل الصوف عن طريق الخط الائتماني الإيراني والعقود المبرمة مع القطاع الخاص.

صعوبة تأمين المواد الأولية
لم تكتف الشركة بما تعرضت له من ظروف الحصار من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة والحصار الاقتصادي المفروض على سورية الذي يمنعها من شراء آلات جديدة وتطوير خطوط الإنتاج لمواكبة حداثة المنتجات ومتطلبات السوق فصعوبة تأمين المواد الأولية اللازمة لعمل الشركة من الصوف من السوق المحلية نتيجة إحجام التجار عن بيع هذه المادة إلى الشركة بسبب صدور قرارات تمنع بيع الصوف لجهة أخرى غير الشركة إضافة إلى إصدار القرارات بالسماح بتصدير الأغنام إلى الدول المجاورة بعيداً عن تهريبها إلى العراق وتركيا من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة فهل من المعقول أن يتم السماح بتصدير الأغنام إلى الدول المجاورة على الرغم من أن هذه الشركة تأمن القطع الأجنبي بسبب شهرة منتجاتها في الأسواق الخارجية ؟!.

تسرب العمال
تعرضت معظم القطاعات الإنتاجية والخدمية في سورية إلى تدمير ممنهج من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي عملت على تدمير خطوط التوتر التي تصل إلى الشركات والمعامل لإيقافها عن عملها فالانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي أثر على عمل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية في الشركة وتراجع الإنتاج في فترات كثيرة إضافة إلى تسرب العمال نتيجة انخفاض الأجور والعمل لساعات طويلة ومجهدة ، حيث أكد رئيس الاتحاد المهني لعمال الغزل والنسيج عمر الحلو أن طبيعة عمل الشركة لساعات طويلة وفي ظروف مجهدة مع الأجور المتدانية أدى إلى تسرب العمال من الشركة الذي أدى إلى تراجع إنتاج الشركة دون وجود أي محفزات أو مكافآت عالية تتناسب مع ما يبذله العمال من مجهود في ظروف عملهم الصعب وأضاف الحلو أن شركات الغزل والنسيج بكل فروعها تعلن المسابقات لتعيين عاملين جدد لكنها لا تستقطب أعداداً مقبولة من العمال بسبب نقص الأجور وساعات العمل الطويلة وتشغيل العامل بأكثر من عمل ضمن الشركة وعدم تعويض الشركة له ثمن هذا المجهود.
وأكد رئيس نقابة عمال الغزل والنسيج في حماة عبير الصليب أن الضعف في الحوافز والمكافآت التشجيعية وإصابة العمال بكثير من الأمراض الخبيثة والمزمنة أدى إلى تسرب العمال ما أثر على ضعف العملية الإنتاجية للشركة وتحمل بقية العمال لكثير من الضغط والعمل لساعات طويلة مؤكداً على المطالبة المستمرة من الاتحاد المهني واتحاد العمال على تعويض النقص الحاصل نتيجة تسرب العمال لتخفيض الضغط عنهم .

العمال.. أمراض كثيرة
على الرغم من تحدي عمال الشركة للظروف الراهنة واستهداف الشركة في وقت سابق بالقذائف كانوا على قدر المسؤولية وتابعوا عملهم على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تعترض عملهم والمطالب التي يوجهها العمال بشكل مستمر بسبب الظروف المعيشية الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار مقابل الأجور المتدانية التي يتقاضونها ، فطالب العمال بزيادة الاعتمادات المالية المخصصة للطبابة والجراحة السنية  في ظل ارتفاع أسعار الأدوية وأجور المشافي والعمليات الجراحية حيث إن العمال يتعرضون لكثير من الأمراض المزمنة والخبيثة كالجمرة الخبيثة الناجمة عن أعمال غسيل الصوف والعمل على الآلات لساعات طويلة الذي يسبب الأضرار الجسمية المؤذية للعمال وصحتهم ،إضافة إلى ذلك طالب العمال بزيادة الحوافز الإنتاجية في ظل عملهم المستمر والطويل بعد تسرب كثير من العمال من الشركة وعملهم بأعمال أخرى غير عملهم الأساسي.
ولتخفيف الضغط على العمال الذين يبذلون جهوداً كبيرة لعمل الشركة طالب عمال الشركة بتخفيض الدرجة العلمية للمتقدمين من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من العمال لتشمل الشهادات الابتدائية فالعمل في الشركة يحتاج إلى المجهود العضلي ولا يحتاج إلى الشهادات أو الخبرة العلمية هذا ما أشار إليه الحلو حيث أكد أن مطالبة الاتحاد المهني للغزل والنسيج مستمرة لتخفيض الدرجة العلمية للمتقدمين للعمل بالشركة مما يسهم بتجديد أعمار العمال من الفئات الشابة التي تتمتع بمجهود عضلي قوي فالعمل في الشركة لا يحتاج إلى خبرة أو شهادات علمية وإنما إلى مجهود عضلي .

آليات جديدة لتحسين وضع العمال
على الرغم من الظروف التي تعرضت لها الشركة وتوقفها في بعض الفترات إلا أن الشركة لم تتوقف عن دفع رواتب العمال والحوافز المخصصة لهم وإن كانت قليلة في ظل الظروف المعيشية الراهنة والظروف التي يعلمون بها فحاولت الشركة تحسين وضع العمال ومنحهم مكافآت جديدة لتحفيزهم على زيادة الإنتاج فوقعت عقد مع إحدى الشركات التجارية الخاصة الذي سيستمر لمدة خمس سنوات  لبيعها كمية من الصوف المفرز والمغسول والغزول الصوفية فنوه الصباع إلى أهمية هذا العقد الذي سيحقق ريعية اقتصادية  متميزة وتشغيل جميع أقسام الشركة وخطوطها الإنتاجية لافتاً إلى الحوافز التي ستقدم للعمال من خلال هذا العقد.
تساؤلات كثيرة تدور حول التقصير في تأمين المواد الأولية من الجهات المعنية إضافة إلى زيادة الحوافز التشجيعية للعمال ورفد الشركة بكوادر عمالية جديدة لتعويض النقص بسبب تسرب العمال.

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي

محمود العيسى


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك