فاجأنا أحد المسؤولين من الصف الأول بإجابته المثيرة للجدل على سؤال وجه له حول مواكب السيارات والمرافقات التي ترافق السادة المسؤولين بأعدادها اللافتة للانتباه والمشككة بسلامة تنفيذ القرارات الصادرة لضبط النفقات وتخفيف الفاتورة الاستعراضية بكل أرقامها المدانة من قبل القانون والمجتمع معاً .
وسواء كان اختصار الإجابة بعبارة (مكولكين) للهروب من إحراج الرد والعجز في توصيف الحالة ومعالجتها أو للإشارة إلى ضعف في الأداء الإداري وتمرده على المحاسبة والمساءلة دون الخوض في تفاصيل الفوضى السائدة على حلبة التصارع الدائر بين نفوذ السلطات غير المرئية وسلطة تطبيق القانون .. إلا أنها تضع العمل المؤسساتي والإداري في قفص الإدانة التامة فلا يمكن تجاوز معاني هذه الكلمة وإسقاطاتها السلبية على الواقع المؤسساتي أولاً والذي بات أكثر تراجعاً لجهة عدم الالتزام بالضوابط وتسلل الفكر التملقي والنشاط الاستعراضي البعيد كل البعد عن حقيقة العمل والأداء إلى جميع مفاصله ..وثانياً على ردة فعل أكثر من 200 شخص كانوا حاضرين في الاجتماع وتلقوا صدمة هذه الإجابة التي تغيب عنها الموضوعية وتنزلق في زواريب التقصير والاستخفاف بالمصلحة العامة الخاضعة للولاءات المشبوهة بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
ولاشك أن العديد من المشاهد الموثقة خلال الجولات بكل أصنافها "المسرحيات الاستعراضية" تعزز من إيجابية الإجماع على حالة التخلي عن الدور الفعلي والتمسك بالشكليات فما فائدة أن يكون حول هذا المسؤول أو ذاك أكثر من عشرة مرافقين وأداؤه وفاعلية حضوره لاتتعدى الصفر؟ وما جدوى أن تتجاوز قيمة السيارة التي يركبها مئة مليون إذا غابت مؤسسته ومديرياتها ووحداتها الإدارية عن ساحة العمل الفعلي ونخرها الفساد وتشابكت إنجازاتها في خطط ورقية غير قابلة للتنفيذ على المدى القريب أو البعيد هذا عدا عن إشارات الاستفهام التي تلاحق عشرات السيارات المواكبة والتي تنحصر مهامها في التواجد الشكلي المدرج في خانة "الكلولكي" لكسب الرضى.
وطبعاً السؤال عن مدى توفر الفكر مستقبلي + الأساليب إبداعية + الإدارة الخلاقة في جميع المؤسسات الحكومية على اختلاف مستوياتها مع بعض الاستثناءات سيكون بديهيا ومختصرا بكلمة (غائب) خاصة مع تكاثر المظاهر الهدامة التي وأدت هذه المعادلة الإدارية الإصلاحية تحت أنقاض مئات الملفات المنسية وبشكل أعاق المحاولات والجهود الهادفة لمواكبة المتغيرات وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وغير ذلك من مهام تدعم الصمود الشعبي وتعزز قاعدة العمل بكل مجالاته بالمزيد من الإيجابية في التعاطي مع قضايا الوطن والمواطن؟. والبقية عندكم يا (مكولكين)..!.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
بشير فرزان