الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » تحقيقات

الصفحة السابقة »

يهربون من واقعهم إلى عالم المهدئات.. والإدمان يزيد من انتكاساتهم النفسية والجسدية..

2017-06-05 13:00:56

فرضت وقائع الحرب التي يعيشها الناس منذ أكثر من ست سنوات واقعاً حياتياً صعباً متخماً بالمآسي والأزمات المختلفة فمن الجرائم والمجازر الدموية التي ترتكب بحقهم من قبل العصابات الإرهابية مروراً بتفاقم المشكلات والتحديات المعيشية والاقتصادية وخسارة كل شيء وصولاً إلى حالة عدم الاستقرار والنزوح من منطقة لأخرى بحثاً عن الأمان الذي مازال بعيد المنال مع إمعان الإرهاب ومموليه في الأجرام وتنفيذ العمليات الإرهابية وقصف الأحياء الآمنة بقذائف حقدهم وقتل الأبرياء  .. وطبعاً هذه الأجواء والظروف دفعت بالكثيرين  إلى تناول الأدوية المهدئة التي باتت مـن المشاكل التي يواجهها المواطن الذي يتعرض من خلالها للتلوث بالأدوية الكيماوية ذات المضاعفات والآثار الجانبية الخطيرة.. وللأسف أصبح لدينا في مجتمعنا نسبة كبيرة من المدمنين على مختلف أنواع الأدوية المهدئة.. فماهي مخاطر هذه المهدئات على الصحة ؟ وكيف يمكن الحد من مخاطرها؟

 

 

التلوث بالأدوية

خبراء الأدوية عرضوا بعض مخاطر التلوث بالأدوية والآثار الضارة للزمر الدوائية الناتجة عنها و المخاطر المحتملة التي يمكن أن تنجم عنها وكيفية التعامل معها وإلى العناصر الأساسية في الصناعة الدوائية.

وأضافوا أن الأشكال الصيدلانية التي تعطى بها الأدوية للمريض، هي أي مادة أو مجموعة مواد فعالة ومضافة مركبة إما من أصل حيواني أو نباتي أو كيميائي أو مضاد حيوي.. وغيره، لها صفات علاجية أو وقائية أو تشخيصية أو تصحيحية في الحالات المرضية للإنسان أو الحيوان وسبق تحضيرها وإعدادها للاستخدام المطلوب ومرت في جميع مراحل التصنيع،  وهي إما أن تكون دستورية أي ثبت فعاليتها لفترة طويلة وأدرجت في أحد دساتير الأدوية العالمية أو مستحضرات صيدلانية خاصة كمستحضرات التجميل، وبعض الأدوية النباتية، والمبيدات الحشرية  وغيرها.

 

 

مخاطر ومشاكل صحية

وبينوا أنه لا يوجد دواء عديم المخاطر وجميع الأدوية تتسبّب في حدوث آثار جانبية يمكن أن تؤدي بعضها إلى الوفاة، ويعاني الناس في جميع البلدان من التفاعلات الدوائية الضارة، وفي بعض البلدان تفوق التكاليف المرتبطة بالتفاعلات الدوائية الضارة تكاليف الأدوية، وتؤدي جميع الأدوية، إلى وقوع آثار جانبية.

وهناك الكثير من الأدوية المتداولة تسبب بشكل كبير في يومنا هذا العديد من المشاكل على صحة الإنسان، ومـن هذه الأدوية الملوّثة المهدّئات المنتشرة اليوم حيث بينت دراسة أخـرى للأطباء عـن سرطان الثدي عند النساء، أن غالبية النساء اللاتي أُصـبن بهـذا المرض كُـنّ يتعاطين  (الفاليوم) وغيره من المهدئات، وعند فحص حالتهن ظهر أن الإصابة بالسرطان كانت متقدمة، وقد ذكر العلماء أضراراً كبيرة ل‍ـ (الفاليوم)، حيث يستعمل منها الناس مليارات الأقـراص سنوياً، ويبعث على الكآبة الشديدة، والانطواء والرغبة الشديدة للانتحار، وربما أوجد العنه والبله وما شابه ذلك.

 

 

 

سلاح ذو حدين

ويشير الدكتور أسامة محمود أنه من بين الملوثات الدوائية (الأسبرين) فهو سلاح ذو حدّين له فوائد في علاج الصداع وآلام المفاصل وروماتيزم العضـلات وألـم الأسنان وما أشبه ذلك، بالإضافة إلى دوره في خفض الحرارة وتقليل الألم ولكن من جانب آخر فلهذا الدواء مضارّ قد تنال من جسم فتصيبه بأمراض مزمنة، فالأسبرين هو العقار الشائع استعماله بين الغالبية العظمى من البشر في شرق الأرض وغربها وهو يسبب آلاماً معويّة يصحبها عسر هضمي. وقد يؤدي تعاطيه إلى حدوث طفح جلدي وتورّم في الوجه والعينين ونزف من الأنف والفم ورغبة شديدة في حكّ الجلد، وإصابة الأطفال بمرض خاص تتجلى أعراضه فـي حدوث تضخم في الكبد واصفرار في لون المريض مع انتشار تجاويف مملوءة بالشحم في نسيجه، وكذلك حدوث نخر في أطرافه.

أمـا الإصابات خارج الكبـد فتتّصف بحدوث تغيّرات شحميّة داخل الأنابيب الكليوية واستحالات في الخلايا الدموية، وارتفاع حادّ في كثافة الدم، وكذلك حدوث تغيّرات فـي بعض خلايا الدماغ والعضلات. ولذا أخذ الأطباء يظهرون الاحتجاج على استعمال (الأسبرين) للرضّع والأطفال حتى عمر 15 سنة في حالة إصابتهم بأيّ مرض فيروسي كالأنفلونزا. فالأم الحامل إذا تناولت أقراصاً مـن (الأسبرين) قد يؤدي ذلك إلى خلل في جنينها عقلياً أو نفسياً أو جسمياً.

 

 

التعامل مع الأدوية

ويشير د.محمود إلى أن غالبية المواد الفعالة أو المساعدة التي تدخل في صناعة الأدوية تمتاز بصفات ضارة وخطيرة وسامة أثناء التعامل معها بدون أخذ الحيطة والحذر كما أنها حساسة وسريعة التخرب عند أي تغيرات حتى في العوامل الطبيعية العادية وأكثر المتعرضين لخطر الدواء هم العاملون ضمن مصانع الانتاج الدوائي  حيث لابد من ضرورة ادراج هذه الصناعة ضمن جداول الصناعات الخطرة في جداول الأعمال الخطرة ليتسنى للعاملين التقاعد المبكر حرصا على حياتهم وصحتهم، كما يمكن أن تحدث هذه الصناعة آثاراً بيئية سلبية وخاصة في حال تسرب المضادات إلى الوسط المحيط وظهور بكتريا تطور مناعتها ضد هذه المضادات ما يشكل تعقيدات في علاجها.

ويمكن الحد من مخاطر الضرر إلى أدنى مستوى ممكن بضمان جودة عمليات التصنيع للأدوية المصنعة ونجاعتها واستعمالها آليات وخطط تصنيع مضبوط وممارسات جيدة تمنع أي شكل من أشكال التلوث، كما يحتل التخزين في الصناعة الدوائية موقعاً حساساً ومهماً للغاية، لأن إنتاج أصناف دوائية وفق مواصفات محددة بدقة تتطلب بالضرورة التعامل مع مواد أولية متنوعة ومحددة المواصفات سواء أكانت فعالة أو مساعدة أو مواد تعبئة وتغليف، وإن أي تغير مهما كان بسيطاً على هذه المواد يمكن أن ينتج عنه تغيرات كبيرة وخطيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، إذ أن إنتاج أي صنف دوائي يمر بمراحل متعددة، ويخضع لظروف وعوامل خاصة تحكم إنتاجه، لهذا تحتاج هذه المواد شروطاً غاية في الدقة تخضع لها أثناء تخزينها في المستودعات المختلفة وذلك لضمان عدم حدوث أي تداخلات عليها أو تأثرها وتأثيرها من وإلى البيئة المحيطة.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك