الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » تحقيقات

الصفحة السابقة »

آلاف الطلبات ووعود بتأمين الجميع.. توزيع مادة المازوت عن طريق القطاع العام حصراً

2015-11-01 10:22:51

مع قدوم كل شتاء تبدأ الأفكار نفسها تراود أذهان الجميع, ويصبح الحديث عن تأمين مستلزمات هذا الفصل حديثاً يومياً بين الجميع, وتبقى مادة المازوت هي المحور الأساسي الذي يشغل بال المواطن السوري ساعياً للحصول عليها قبل أن يعلن الشتاء قدومه, حتى أن البعض يحاول شراء المازوت في فصل الصيف نظراً لقلة الضغط عليه, فالهم الأول والأخير أن تكون هذه المادة متوافرة في المنزل حتى لو كلف ذلك الوقوف لساعات طويلة على طابور التسجيل, أو شراء المازوت بسعرٍ أغلى من تسعيرة الدولة من قبل تجارٍ أصبحت أهدافهم معروفة في ظل الأزمة التي نمر بها, أو بكل بساطة يستسلم المواطن الذي لا قدرة له على شراء المازوت ويبحث عن وسائل تدفئة أخرى قد لا تكون بنفس الدفء ولكنها تفي بالغرض نوعاً ما.


فما هي الآلية التي يتم توزيع المازوت بناءً عليها؟ وهل تكفي الكميات المخصصة لكل مواطن, هذا في حال حصوله عليها كلها؟


آلاف الطلبات
أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والتجارة الداخلية بمحافظة دمشق عدنان الحكيم لـ (الاشتراكي) أن عدد طلبات التسجيل على مادة المازوت في دمشق بلغت 95447 طلباً نفذ منها 33223 طلباً في المراكز الموزعة على جميع أنحاء المدينة في كل من برزة والمزة ودمر وباب توما وكفرسوسة والميدان، وكانت أكثر الطلبات في مركز برزة إذ بلغ عدد الطلبات 30189 طلباً, أما عدد الطلبات التي هي قيد التنفيذ بلغت 6003 طلبات، وهناك 4572 طلباً متوقفاً، بينما بلغ عدد الطلبات غير المنفذة 51649 طلباً.


وأشار الحكيم إلى أن مادة المازوت متوافرة والكميات التي يتم توزيعها جيدة, وعملية التعبئة سريعة جداً وبشكل مباشر مع التسجيل وحسب رقم تسجيل الطلب، وفي حال استمرت الأمور على هذه الوتيرة فسيتم تأمين كل طلبات المسجلين على المادة خلال الشتاء.


وذكر الحكيم أن بعض المواطنين يقومون ببيع الوصل لعدم قدرتهم على تعبئة الكمية كاملة وهي 200 لتر أو يقومون بتعبئة نصف الكمية وبيع النصف الآخر، لذلك تم إصدار بطاقات خاصة مجزأة إلى عشرة أقسام إذ تجزأ الكمية المخصصة لكل مواطن والبالغة 200 لتر إلى عشرة أجزاء يستطيع المواطن من خلالها الحصول على حاجته وجاء ذلك في إطار تسهيل حصول المواطن على مادة المازوت نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن في ظل الأزمة الحالية للبلاد، مطالباً المواطنين بضرورة الإسراع في إصدار هذه البطاقة.


وأوضح الحكيم أن التوزيع عن طريق الخزانات الثابتة الموجودة في الأحياء وبواسطة شركة سادكوب حصراً نظراً لحالات الغش التي ظهرت من بعض ضعاف النفوس الذين ينتحلون صفة عمال سادكوب ليحتالوا على الناس، داعياً المواطنين التأكد من صفة العامل وأنه فعلاً مندوب لشركة سادكوب.


من جهته أوضح مدير شركة محروقات في دمشق سيباي عزير أن الشركة مستمرة بتوزيع المازوت والكمية الموزعة9079800 لتر للتدفئة، مؤكداً أن التوزيع حصراً للقطاع العام، مشيراً إلى أن الشركة تقوم بجولات مفاجئة من قبل لجان مختصة إضافة لوجود مندوب من الشركة بكل مركز, كما بين عزير أن عدد الطلبات المسجلة 105300طلب وتم تنفيذ 45399طلباً.


400ألف لتر للتدفئة توزع يومياً في دمشق
أوضح رئيس نقابة عمال النفط في محافظة دمشق علي مرعي أن النقابة تتابع موضوع توزيع المازوت بشكل مباشر, وفي حال وجود أي مخالفة يتم التواصل مع شركة محروقات لمعالجتها فوراً, مؤكداً أن المادة متوافرة ويتم توزيعها بشكل يومي, إذ يتم توزيع 400 ألف لتر يومياً للتدفئة فقط, عدا التوزيع إلى المشافي والمصانع والمخابز.


كما أشار مرعي إلى أن التوزيع يتم بشكل آلي حسب تسجيل كل فردٍ, وأن شركة محروقات تبذل قصارى جهدها لتوزيع المادة وتأمينها لجميع المواطنين, وخصصنا 550 ألف لتر يومياً لمحافظة دمشق.
وعن الصعوبات التي تواجه آلية التوزيع يقول مرعي:" إن أبرز الصعوبات التي تعترض طريقنا تتمثل في عدم وجود سيارات كافية لتوزيع مادة المازوت الأمر الذي يؤخر عملية التوزيع, ورغم ذلك يستمر عمالنا في أداء عملهم لإيصال هذه المادة إلى الجميع".


وطالب رئيس نقابة عمال النفط أن يكون هناك مشاركة من قبل القطاع الخاص في عملية التوزيع لتخفيف الضغط قليلاً على القطاع العام الذي يواجه صعوبةً بسبب عدم كفاية سيارات التوزيع, مع ضرورة وجود محضر تنفيذ لكل طلب مازوت تتسلمه المحطة وتوضيح أسماء الأشخاص الذين استلموا الكميات, كإجراء احتياطي ومنعاً لتسرب المادة إلى السوق السوداء.


المواطن والمازوت
أبو زياد موظف: سجلت على مادة المازوت وحصلت على رقم ولكنني حتى هذه اللحظة لم أحصل على مخصصاتي, وهذه ليست حالتي وحدي بل هي حالة الكثير من المواطنين الذين لم يفقدوا الأمل بعد ولا زالوا متأملين بأن يأتيهم الدور ويأخذوا حصتهم, ولكن السؤال الأهم هل من المعقول أن يمرّ الشتاء ونحن بانتظار دورنا؟.


وفي المقابل التقينا بعض الأفراد الذين استطاعوا الحصول على كمية اعتبروها جيدة من مادة المازوت في انتظار أن يحصلوا على بقية مخصصاتهم. أما البعض الآخر فأخذ يبحث عن وسائل تدفئة أخرى تكون بديلة في حال عدم توافر المازوت, كصوبيات الحطب التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة, ولاسيما في المناطق الجبلية حيث بدأ الناس يخزنون الحطب في منازلهم منذ فصل الصيف ليجدوه جاهزاً مع حلول الشتاء, ولن ننكر أن هذا النوع من التدفئة لقي قبولاً لدى الأفراد رغم أن التعامل معه أصعب بكثير ويحتاج مهارة في الاستخدام.


ختاماً
لن ننكر أن البعض استطاع الحصول على مخصصاته من مادة المازوت, وفي الوقت نفسه لا يمكننا أن ننسى عائلات كثيرة مازالت بانتظار دورها, وبين كل الوعود بتأمين المازوت للجميع لا يسع المواطن سوى الترقب على أمل أن يحمل هذا الشتاء تفاؤلاً يغطي على البرد المتوقع.


وكانت وزراة النفط قد أشارت سابقاً إلى أن السوق المحلية تشهد حالة من الاستقرار النسبي في توزيع المشتقات النفطية, وبحسب الوزارة فإن خسائر النفط والثروة المعدنية نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة تجاوزت 50 مليار دولار, ورغم ذلك تسعى الوزارة لتأمين مادة المازوت للمواطنين قبل بدء فصل الشتاء, إضافة لتأمينها كافة القطاعات الصناعية, علماً أن إنتاج المؤسسة العامة للنفط والمسلم للمصافي يبلغ 2،644مليون برميل بمعدل إنتاج وسطي 9688 برميلاً يومياً.

جريدة كفاح العمال الاشتراكي
 


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك