عندما يتكرر الاستهداف لخطوط النفط والغاز والثروة المعدنية في بلدنا أعلم أن هناك فعلياً خطة ممنهجة لضرب عصب الاقتصاد كأحد المحاولات الفاشلة للسيطرة و إخضاع بلد أبى على مدى عقود من الزمن إعلان الهزيمة أو الانصياع. ولا يخفى على أحد أهمية وحيوية قطاع النفط و الثروة المعدنية الذي يقوم عليه اقتصاد البلد إذ ترجمت هذه الأهمية من خلال دعم الحكومة المستمر لهذا القطاع وحرص نقابة العاملين في قطاع النفط والثروة المعدنية و العمال التابعين لها الاستمرار بعملهم رغم ظروف الأزمة الحالية و تقديم واجبهم الوطني، هذا وفي المقابل تعمل النقابة على تقديم واجبها لمنتسبيها من العمال وبالشكل الأمثل ، زارت جريدة كفاح العمال نقابة عمال النفط و الثروة المعدنية والتقت برئيس النقابة علي مرعي الذي أكد ان النقابة قدمت أكثر من 100 شهيد خلال الأزمة اضافة إلى 71 عاملاً مخطوفاً من قبل الإرهابيين.
وفيما يلي نص الحديث:
ما واقع العمل بشكل عام في قطاع النفط والثروة المعدنية ؟
يوجد عدة شركات تتبع لقطاع النفط و الثروة المعدنية منها الشركة السورية للنفط و المؤسسة العامة للنفط وشركة محروقات وشركات تعاقدية منها حيان للنفط و الفرات ودير الزور وايبلا والمؤسسة العامة للجيولوجيا، وحال قطاع النفط لم يكن أفضل من باقي القطاعات إذ تراجع العمل نتيجة ضرب أغلب حقول النفط باستثناء حقل الشاعر وحقل التيم مما انعكس سلباً على استخراج النفط الخام وتراجع الإنتاج الذي كان يصل قبل الأزمة إلى نحو 350 ألف برميل أما حالياً يتم إنتاج 12 ألف برميل يومياً وهذا أدى لاستيراد مادة المازوت لعدم توافر المكررمنها بمصفاة بانياس علماً أن الاستيراد كان قبل الأزمة 4 مليارات لتر إضافة لتكرير 5 مليارات ليتر أما حالياً فيتم استيراد كميات كبيرة ما يؤدي إلى استنزاف خزينة الدولة إذ يتم الاستيراد عن طريق التمويل من خزينة الدولة بينما سابقاً كان يتم تصدير النفط الخام و استيراد النفط المكرر مقابل ذلك إضافة لرفد خزينة الدولة بفوائد باقي المشتقات النفطية التي كان يتم تصديرها.
وطالبت النقابة بأن يكون الاستيراد مقننا ومدروسا خاصة في الفترة الحالية إضافة لوجود رقابة شديدة على توزيع مادة المازوت من قبل القطاع الخاص، علماً أن القطاع العام هو الأجدر للقيام بهذا الدور حرصاً على التوزيع العادل ووصول المادة لمستحقيها وقطع الطريق أمام تجار الأزمة لاحتكار مادة المازوت وبيعها في السوق السوداء ، مع العلم أن القطاع العام حصل على 35 مليون ليتر فقط بينما حصل القطاع الخاص على 74 مليون ليتر.
ما عدد العمال المنتسبين للنقابة والخدمات التي تقدمها النقابة لهم؟
عدد المنتسبين للنقابة /6500/ عامل وتقوم النقابة بتقديم العديد من الخدمات لعمالها منها خدمات اجتماعية من خلال الزيارات الميدانية المستمرة مع العمال ضمن أماكن عملهم والإطلاع على ابرز المشاكل التي يعانون منها ومحاولة تقديم الحلول السريعة لها إضافة لتكريم العمال في مواقع عملهم وتكريم لأسر الشهداء والجرحى و تقديم إعانات مالية للعمال الذين إصابتهم كوارث نتيجة الأوضاع الراهنة وتقديم خدمات صحية سواء أدوية أومعاينة ،و تعويض نهاية الخدمة 200 ألف وتعويض الوفاة 100ألف إضافة لتقديم القروض للعاملين المنتسبين للنقابة وبدون فوائد حسب خدمتهم في النقابة.
ما الخسائر في قطاع النفط والشركات التابعة خلال الأزمة؟
كما هو معروف قطاع النفط هو عصب الاقتصاد السوري وبالتالي كان هناك استهداف ممنهج لقطاع النفط وضرب شركاته حيث تصل نسبة الأضرار و التدمير في المؤسسة و الشركات التابعة لها حوالي 80%، إذ بلغت الخسائر التي تعرضت لها المؤسسة سواء الناتجة عن أعمال التخريب و التدمير و سرقة آليات المؤسسة و تعويضات العمال بلغت 1،812،698 ليرة سورية و عدد الآليات المسروقة هي 2،386 آلة و 93 آلة متضررة إضافة لاسترجاع 31 آلة إضافة لتقدم أكثر من 100 شهيد خلال الأزمة الراهنة و 25 عاملا مصابا مع وجود 71 عاملا مخطوفا و 69 عاملا تم تحريرهم.
وفيما يتعلق بالخسائر والأضرار في شركة المحروقات فقد بلغت 11,279,446,000 إضافة لتقديم 34 شهيدا ووجود 24 عاملا مصابا و 25 عاملا مخطوفا.
ما واقع العمل في المؤسسة العامة للجيولوجيا خلال الأزمة الراهنة ؟
خسرت المؤسسة كميات هائلة في إنتاجها وكادرها العمالي و خاصة بعد أحداث تدمر ففي المناجم الشرقية وخنيفيس انقطع عدد من العمال و لا يوجد أي معلومات عنهم و قد كان الإنتاج الشهري من الفوسفات يتراوح ما بين 125 -150 ألف طن بما يعادل 10 ملايين دولار وحالياً فُقد كل هذا الإنتاج إضافة لمقالع تدمر وأبو الفوارس ومقالع الخام السكري ومقالع الرمل كذلك ملاحة تدمر وهناك 152 رخصة للقطاع الخاص إنتاجها 100ألف طن سنوياً، وفي محافظة دير الزور والرقة والحسكة وحلب وادلب ودرعا كل المنشآت خارج الخدمة أما في محافظة حماة يقتصر الإنتاج على مقالع مصياف وكفر بو أما مقالع السويداء والساحل تتابع عملها بشكل طبيعي أما ريف دمشق البترا والرحيبة متوقفون لأسباب أمنية ومقالع الجص في جيرود تعمل بشكل متقطع و تعتمد اعتماداً كبيراً على الإنتاج من مقالع القريتين ويوجد2300 عامل بالفوسفات يتم العمل لتأمين تعويضاتهم من قبل المؤسسة لحين عودتهم لعملهم، ويمكن القول إن عمل المؤسسة يعادل 60% مما سبق ويتم العمل حالياً على إعادة بناء الهيكل الفني للمؤسسة استعداداً للمرحلة القادمة من إعادة الإعمار ، مع التأكيد على ضرورة رفد المؤسسة العامة للجيولوجيا بخبرات جديدة بعد أن تم استنزاف وتسرب الخبرات التي كانت في المؤسسة إما بالهجرة أو الاستقالة أو إنهاء الخدمة للبعض منهم.
والقيمة الإجمالية للأضرار المادية 30004707 ليرة سورية أما الأضرار البشرية هي أربعة شهداء وثماني إصابات ومخطوف واحد.
هل انتم مستعدون للمرحلة القادمة من إعادة الإعمار؟
تمتلك النقابة فنيين وطنيين على مستوى عال من الجودة والخبرة جاهزين لتأمين وإعادة وإصلاح جميع ماتم تخريبه من قبل المجموعات الإرهابية وإعادة عجلة الإنتاج من جديد وبالتالي ليس هناك حاجة لكوادر وخبرات من الخارج كما كان يتم سابقاً فالجهود المبذولة من قبل عمال النقابة في ظل الأزمة الراهنة وإصرارهم على متابعة عملهم رغم خطورة بعض المناطق التي كانوا يعملون بها خير دليل على ذلك فعمال سورية كانوا جنودا مجهولين إلى جانب الجيش العربي السوري للتصدي وإصلاح ما تقوم بتدميره المجموعات الإرهابية المسلحة، والتعويل حالياً على دورهم في المرحلة القادمة لبناء حاضر الوطن ومستقبله.