هل يعقل أن يحدث هذا خلال حملات لقاح شلل الأطفال
في صحة طرطوس ..؟!
المرحلة التي مرّت على سورية خلال سنوات الأزمة الثلاث المنصرمة قد ترافقت بغياب تام للبقية الباقية من الضمير والأخلاق عند البعض ممّن ارتضوا الارتهان للمال الحرام وهذا بطبيعة الحال جاء نتيجة انشغال الدولة بمعالجة الإرهاب الذي مازلنا نحاول الخلاص منه والذي طال وتمدّد وتشعّب بشكل لم يكن يتوقعه احد.
إن ما وصَل إلينا من وثائق وملفات هي كافية لقيام تحقيق شفاف وفوري وسريع من قبل لجان مختصة تقوم وزارة الصحة بإرسالها لا أن يتم الاكتفاء بالتحقيق المزيّف والمفبرك من قبل الرقابة الداخلية في مديرية صحة طرطوس أو حتى فرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بطرطوس التي لنا عشرات علامات الاستفهام على الطريقة التي تتم فيها معالجة ما يصل إليهم من شكاوى ففي أدراجهم عشرات القضايا التي تنتظر البت فيها!
ما تم سرقته من مال عام خلال حملات لقاح شلل الأطفال في نهاية العام 2013 وحتى الشهر السادس من العام 2014 كافية لاستنفار حقيقي تتم من خلاله إزاحة كل من تثبت التحقيقات السريعة والدقيقة تورّطه من قبل لجنة خاصة من الوزارة كما ذكرنا سابقاً منعاً لتكرار عمليات الاختلاس والسرقة .
إنّ ما حدث في عمليات اللقاح التي تخص شلل الأطفال في الفترة بين الشهر 12 من العام 2013 وحتى الشهر السادس من العام 2014 لجهة وجود أسماء وهميّة مضافة تدعو لطرح العديد من علامات الاستفهام حول وجود شبكة من الفاسدين الذين يتم التغطية على عملهم منذ سنوات على ما يبدو ولولا ذلك لما كان حدث ما حدث فهل من المعقول أن يوجد عدد كبير من الأسماء من خارج العناصر التي لها علاقة باللقاح تتقاضى التعويض الذي لا تستحقه. الأسماء المذكورة لم تشارك في حملة اللقاح أبداً وجداول التعويض المالي لدى المحاسب ( ش . م ) في دائرة الرعاية تثبت ذلك ..
إن فتح سجلات اللقاح خلال الشهر 12 / 2013 تبين كيف تم توزيع التعويض المالي المبتور للمشاركين في حملات اللقاح دون وجود محاسب ودون وجود جداول اسمية بحيث لا يعرف العامل قيمة التعويض المالي الذي يستحقه فكيف تم ذلك ولمن اقتطع جزء من هذا التعويض ؟!
بتاريخ 3/7/2014 قدّم مدير المنطقة الصحية بطرطوس د . ( م . ا ) كتابه برقم 1679 ويطلب فيه التحقيق في الأسماء الوهمية المضافة وعددها حوالي 36 اسماً والغريب في الأمر أن هناك حوالي 18 اسماً غير موجودة على قيود مديرية صحة طرطوس بالكامل والكتاب تم إعداده من قبل رئيسة شعبة شؤون العاملين في مديرية الصحة وقد أودع لدى دائرة الرقابة دون أن يتم أي إجراء فإذا كان هذا العدد من الأسماء الوهمية في دائرة واحدة فكم هي الأسماء الوهمية على مستوى المديرية؟!
لم يقف الأمر عند اختلاس مبالغ مالية بإضافة أسماء وهمية بل تعدّاه بوجود خلل في توزيع عناصر اللقاح الإضافية على المناطق دون مراعاة الواقع والحاجة الفعلية لهذه العناصر وعدد المراكز الصحية وبالتالي عدد الأطفال لضمان تغطية كافية لجميع الأطفال فهل من المعقول أن يقوم رئيس دائرة الرعاية في مديرية الصحة بطرطوس بإعطاء منطقة طرطوس والصفصافة مثلاً اللذين يضمان حوالي 60 مركزاً صحياً ومركز إيواء / 70 / عنصراً إضافياً وهم يغطون حوالي 50% من مجموع أطفال المحافظة بينما يعطي منطقة أخرى كالشيخ بدر مثلاً التي لا يتجاوز عدد مراكزها 12 وتقوم بتلقيح 5% من أطفال المحافظة / 60/ عنصراً إضافياً؟!. من المسؤول عن التوزيع وما الغاية من ذلك؟!
بالعودة للأسماء الوهمية فإن مقارنة بسيطة بين الأسماء المرسلة من المناطق الصحيّة الموقّعة والممهورة بخاتم المنطقة إلى مديرية الصحة مع جداول التعويض المالي في دائرة الرعاية ومقارنة هذه الأسماء مع تلك التي تم رفعها للوزارة تثبت أن الخلل والتلاعب وإضافة الأسماء تمت في مديرية الصحة بطرطوس فمن هم المسؤولون عن هذا ولماذا لم تقم الرقابة الداخلية بمساءلة المعنيين عن هذا والاكتفاء بحرف التحقيق باتجاه واحد وهو اتهام من طالبهم بإجراء تحقيق في الأسماء الوهمية ؟!!
لماذا لم تقم الرقابة الداخلية بالتحقيق مع رئيس دائرة الرعاية كونه المسؤول المباشر عن استلام كافة الأسماء المرشحة لفرق اللقاح من المناطق الصحية وتجميعها وبالتالي فهو المسؤول عن الأسماء الوهمية المضافة لترشيحات المناطق ومن الجدير ذكره أن هناك أسماء لا علاقة لها بدائرة الرعاية مثل د ( غ . س) الذي يعمل بدائرة البيئة إضافة إلى ( ل . ر ) التي تعمل في دائرة البيئة أيضاً وغيرهم وغيرهم فمن المسؤول عن إضافة الأسماء من دوائر أخرى ومن مشافي في المحافظة؟!. الأمر بسيط ولا يحتاج إلى حواسب وكمبيوترات ومعادلات .. الأمر لا يحتاج إلاّ إلى مقارنة بسيطة بين اللوائح الموقعة من مديري المناطق الصحية وبين تلك التي تم رفعها من المديرية.
هناك موضوع آخر يتعلق بالـ د.(ع . ك) حول حملة شهر شباط وعدم مشاركته في تلك الحملة ولكنه قبض التعويض المالي ...وهنا يجب الإشارة إلى وجود أسماء كثيرة أيضاً أضيفت للمقيّمين لحملات اللقاح وهي وهمية ...إضافة إلى الترهل الكبير في دائرة الرعاية وعدم قيام رئيسها بمتابعتها على ارض الواقع من خلال الزيارات والجولات ( يجب ان يوجد توقيع على سجل الزيارات في المراكز التي قام بزيارتها) علماً انه قبض عن عدد غير قليل من الجولات الوهمية التي لم يقم بها وهناك عشرات الكتب الإشرافية تشير إلى التقصير في المراكز الصحية ولكنه لم يتخذ أي إجراء !!
كيف يمكن أن يتم بتاريخ 17/7/2014 تجاوز القوانين من قبل رئيس دائرة الرقابة وإرسال كتاب إلى مدير الصحة المعفى د ( ي . ا ) يقترح فيها إعفاء أحد الأطباء (م . ا ) الذي قام بإجراء عشرات الأبحاث والدراسات والاستبيانات من مهامه كمدير للمنطقة الصحية بطرطوس دون إجراء أي تحقيق مع الطبيب المذكور – كما أكد لنا الطبيب المذكور-في حين سمح رئيس دائرة الرقابة لزوجة الطبيب المذكور د ( ر . د ) بالاطلاع على نتائج التحقيق مع بعض العناصر مقابل توقف زوجها عن الكتابة على الانترنيت أو التحدّث إلى الجهات العليا !!
إضافة إلى ما سبق هناك طبيب قام بانجاز ملف الترصّد التغذوي بالكامل ولكن بدلا من ان يندرج اسمه في استحقاق التعويض المناسب عن ذلك العمل فإن التعويض ذهب لطبيب آخر لم يقم بأي عمل إشرافي ميداني حول ذلك وجدول التعويض المالي يؤكد صرف التعويض لمن لم يقم بانجاز الملف المذكور فكيف تم ذلك؟!
سؤال نضعه برسم الرقابة الداخلية في مديرية الصحة بطرطوس : كيف يمكن أن يمر موضوع يتعلق بنقل الممرض ( ع . م . ر) القادم من صحة الرقة من منطقة طرطوس الصحية إلى مركز الشيخ سعد الصحي بتاريخ 31/7/2013 ويتم إعادة نقله من مركز الشيخ سعد الصحي إلى منطقة طرطوس الصحية بتاريخ 1/8/2013 أي بعد يوم واحد فقط ؟!. كيف يتم ذلك وفي أدراج المدير السابق المعفى عشرات الطلبات التي تحتاج إلى قرار ؟!. هل حقّقتم مع العامل المذكور لتبيان السبب ؟!
إذا كان قرار إعفاء مدير الصحة السابق د ( ي . ا ) قد تم بتاريخ 28/9/2014 فكيف لرئيسة شؤون العاملين ( غ . ب ) ولرئيس الشؤون الإدارية ( ع . ك ) أن يوقعا على كتاب يتعلق بنقل عناصر من الطبابة الى مراكز صحية بشكل تعسفي بعد ذلك بيوم واحد اي بتاريخ 29/9/2014 ؟!
رمضان إبراهيم