كثف ما يسمى بالتحالف الدولي خلال الأسابيع القليلة الماضية من عدوانه على ريف دير الزور الجنوبي الشرقي حيث شن مئات الغارات على القرى والبلدات هناك ما تسبب بوقوع العديد من المجازر ناهيك عن استخدام القنابل العنقودية والفوسفور الأبيض المحرمة دوليا.
فيما نفى هذا التحالف الدولي المزعوم استخدامه قذائف الفوسفور الأبيض المحظورة دوليا ضمن قصفه لمواقع شرق سورية تحت زعم محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي إلا أن كل الوقائع والدلائل تشير إلى هذا الاستخدام وإلى دعم الولايات المتحدة الامريكية لـ (داعش) على مدى عمر الحرب الإرهابية على سورية.
وتدحض الصور والأفلام التي توثق تلك الأحداث وخصوصا مع ما ينتج عن ذلك من إصابات تشير إلى استخدام الفوسفور الأبيض إضافة إلى ما تظهره وتؤكده وسائل المراقبة سواء السورية أو الروسية بطلان ادعاءات واشنطن ومن لف لفيفها في تحالفها المزعوم بأنه لم تستخدم هذا السلاح المحرم دوليا والذي أدى لوقوع مئات الضحايا المدنيين وخصوصا في دير الزور جراء ذلك على وقع صمت دولي مطبق ازاءه.
الوجود الأمريكي غير الشرعي شرق سورية يخالف كل المبادئ والقوانين الدولية وليس هدفه محاربة (داعش) بالمطلق إذ إن الأفعال تؤكد عكس ذلك بدليل هبوط الطائرات الأمريكية في مناطق سيطرة (داعش) في الكثير من المراحل وما يعني ذلك من نقل عناصر التنظيم المتطرف إلى أماكن أخرى وبالتالي يعكس حالة الاستثمار الأمريكي بالإرهاب في سورية لحساب مصالح واشنطن.
إذاً واشنطن تقوم برعاية وإدارة عمل التنظيم الإرهابي التكفيري بصورة معلنة من خلال التحكم به بشكل لا يتمدد ويتوسع من جهة ولا ينكسر أو ينهزم بالكامل من جهة أخرى تنفيذاً لأجندة أصبحت واضحة وإن قصف مناطق مثل الهجين بريف دير الزور بالفوسفور الابيض لا يعني منها محاربة (داعش) بل إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية بين المدنيين بالإضافة إلى دعم التنظيم عسكريا لمنعه من الانهيار شرق الفرات وبالتالي الاستمرار في انعاشه بعد الهزائم الكبرى التي مني بها على يد أبطال الجيش العربي السوري ومحاولة من واشنطن لإطاله أمد الأزمة والحرب على سورية.
أديب رضوان
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي