الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » من العالم

الصفحة السابقة »

هكذا سقطت نظرية القوة العسكرية الأمريكية على نهر الفرات!

2018-01-02 11:10:14

عندما أعلن الشعب العربي السوري قراره التاريخي والوطني بمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا العربية، إنما يؤكد هذا الشعب العظيم للعرب والعالم أجمع، عظمة وجوده القومي والوطني، حيث وقف هذا الشعب بقيادة الرئيس بشار الأسد مدافعاً عن تخوم الوطن العربي من بغداد وحتى تطوان، لأنه حامل راية القومية العربية في أحلك الظروف التي تمر بها هذه الأمة، وخير مثال على ذلك تلك الوقفة البطولية التي استطاع بها هذا القائد أن يصد الهجمة الشرسة التي قادتها دول العدوان المتمثلة بأمريكا وإسرائيل وعملائهم مثل السعودية وقطر وأمراء السحت الحرام في الخليج العربي ومن خلفهم العثماني أردوغان، وكل قوى الإرهاب التي دخلت لتدنس حرمة سورية الحبيبة، فكان الرئيس الأسد رجل المهمات الصعبة بحق في مرحلة كانت سورية والأمة العربية بحاجة ماسة لمثل هذا الرجل المعجزة الذي التصق بجيشه وشعبه الباسل ليدحر كل فصول المشروع الصهيوني الأمريكي الذي استهدف سورية أرضاً وشعباً ومستهدفة البنى التحتية من مؤسسات خدمية وعلمية في واحدة من أكبر المؤامرات الدولية التي تديرها أكثر دوائر المال إجراماً ووحشية ضد سورية وعروبتها من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي.
هذا التحدي الكبير الذي أعلنه اليوم شعبنا العربي في سورية وعبرت عنه حناجر جماهير الشعب في كافة المدن السورية، بالانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري وأسقط نظرية التفوق العسكري الأمريكي على دير الزور والبوكمال فكانت الضربة التي دمرت كل مواقع داعش وعملاء أمريكا في المنطقة العربية.
وما هذا التحدي والوقفة الواحدة ضد المشروع الإمبريالي الصهيوني ومشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير ومصطلح «الربيع العربي» الذي مزق الرحم العربي، وقتل ملايين العرب في فلسطين والعراق وليبيا وقسم السودان إلى نصفين.. كل هذا وأكثر إنما يعبر عن اتفاقية «سايكس بيكو» جديدة.
إن المتتبع للأحداث الجارية في المنطقة العربية يرى بوضوح أن النظرية العسكرية الأمريكية قد سقطت مع العملاء والجواسيس أمثال آل سعود وتركيا وقطر وإسرائيل اللقيطة، على نهر الفرات وحقق الجيش العربي السوري في هذه الملحمة البطولية أكبر نصر سوري على الإسلامويين والتكفيريين.
فبعد الحرب الكونية على العراق عام 2003 وما تخللته تلك الحرب من نفاق دولي جيشته الولايات المتحدة وإسرائيل والحلفاء الأوروبيين، والغزو الأطلسي على ليبيا الدولة، تبين للداني والقاصي أن ما صاحب تلك الأحداث الدامية على الشعبين العربيين ما هو إلا مسرحية سياسية دبرتها أكبر دوائر المال إجراما ووحشية وظهرت نتائج هذه الحرب أنها حرب الإيديولوجيات الغربية لسلب هوية الشعب العربي من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي.
وما جرى في سورية اليوم من استهداف للدولة وتخريب لمنجزاتها الحضارية وتجييش للإرهاب الدولي إلا استكمال حقيقي لما جرى في العراق وليبيا، فالمؤامرة واحدة، نفاق سياسي وحشود عسكرية، الهدف منها حماية الكيان الصهيوني وعسكرته ضد المشروع القومي العربي الذي تقوده سورية العربية وقواها الوطنية والقومية التقدمية في القرن الواحد والعشرين، ولقيام دولة يهودية في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما صرح به الكاتب الإسرائيلي (عزرا واحييم) في كتابه (صراع الأجيال) عام 2011، «لا يمكن لإسرائيل أن تعيش بين جيرانها العرب وهي ليس لها هوية يهودية، فالعرب عرب، واليهود يهود».
وعلى هذا الأساس كانت الأزمة في سورية قد كشفت نفاق القوى الغربية، فقد نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية يوم 14/8/2016، مقالاً أشارت فيه إلى بشاعة الحرب في سورية، قالت: (كشفت الأزمة في سورية نفاق الدول الغربية التي لا تجرأ على قول الحقيقة خوفاً من إثارة غضب حلفائها في السعودية أو في قطر، فقد تحولت هذه الأزمة على حرب دموية بالوكالة تشنها جهات وقوى كثيرة لا تأبه بمحنة الشعب السوري)، ولذلك فإن هذه الأزمة تناولتها العديد من الصحف ومراكز الإعلام الأوروبية التي توصلت إلى نتائج أولهما: أن تصريحات الولايات المتحدة واستراليا الأخيرة بهذا الشأن، والتي كرر وزير خارجية استراليا (بوب كار)، الخطاب الأمريكي الرسمي كما كان متوقعاً حيث أدلى بتصريحات أثارت انتقادات كثيرة لأنه تجاهل حقيقة قاسية وهي أن الولايات المتحدة وحلفاءها في السعودية وقطر يدعمون المتطرفين في سورية، وثانياً: إذا كانت الحكومة الاسترالية تشعر بالقلق إزاء اقتراب الإرهاب منها فينبغي عليها أن تتوقف عن دعمه في سورية وهي التي ترسل مئات الاستراليين للقتال في سورية.
وهنا نجد أن صناع القرار في البنتاغون هم الذين خططوا للحرب على سورية وأسهموا في دفع الإرهابيين والمرتزقة من كل دول العالم إلى الأراضي السورية تطبيقاً لسياسة النفاق الدولي في صنع الإرهاب الذي هو جزء من أهداف مشروع الشرق الأوسط الذي ولد في دهاليز وكالة المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني، لإثارة الفوضى في الأقطار العربية، لأن أمريكا وحلفائها فشلوا في سياساتهم السابقة لإخماد المقاومة العربية التي أفشلت مشاريع الاستسلام، ولهذا فإن الكثير من الخبراء في العالم يتوقعون بعد انتهاء الحرب على سورية حدوث تغيير مهم في السياسة الغربية يتمثل في، أولاً: تعزيز لدور روسيا في المنطقة والعالم وسيبدع في عالم متعدد الأقطاب، عالم أكثر توازناً، ثانياً: ظهور محور العراق وسورية وإيران وحزب الله كقوة عربية رافضة للاحتلال والنفاق السياسي الأوروبي الغربي في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا العربية المجيدة.
ومن هنا فقط أسقط الشعب العربي السوري وجيشه الباسل النظرية العسكرية الأمريكية وحلفائها الأوروبيين، وكل ما اعتمدوه من نفاق سياسي لتغيير خارطة المنطقة العربية.
وأخيراً وبعد هذا الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري بتحرير أرض الوطن من فلول داعش الإرهابي فإن ما يراه المحللون العسكريون أن البعد التنازلي لسقوط الولايات المتحدة الأمريكية يأخذ مساره الحتمي في خضم التطورات التي تشهدها مناطق العالم المضطربة والمشتعلة بوقود الزيت التي تصبه هذه الدولة على نفسها وعلى العالم لهياجها الوحشي وعدم احترامها للقانون الدولي وأبسط حقوق الإنسان في العالم.
د.رحيم هادي الشمخي
أكاديمي وكاتب عراقي
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك