الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » من العالم

الصفحة السابقة »

الجيشان العراقي والسوري بمكان الحدود المشتركة والدواعش في هروب جماعي

2017-11-26 07:49:54

يوماً بعد يوم يحقق الجيشان العربيان السوري والعراقي تقدماً ملموساً باتجاه تحرير الأراضي التي احتلها داعش واخواتها، ومن خلال هذا التقدم السريع انهار هذا التنظيم الإرهابي المدعوم من قبل السعودية وقطر وتركيا والدول الداعمة للإرهاب العالمي بفضل الضربات الموجعة للقوات العراقية والسورية والقوات المتحالفة معها.
إن المتتبع للأحداث الجارية على الحدود السورية العراقية يرى بوضوح أن انهيار التنظيمات الإرهابية في هذه المواقع ما بين القائم العراقية والبوكمال السورية بدأ يرهب الأعداء الداعمين لداعش ويهز عروشهم وذلك لهروب وانهيار أكبر مواقع التنظيم، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأردني يوم 8/10/2017 بالحرف الواحد (إننا لن نقبل وجود ميليشيات على حدودنا مع العراق تحاول السيطرة على نقاط لها بعد استراتيجي) كما ورد نفس القول في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي (هدفنا هو الحفاظ على أراضي أصدقائنا في السعودية والأردن) وهذا ما يؤكد عمق المؤامرة التي تدبر ضد سورية والعراق في هذه الحقبة الزمنية ولعاملين.. العامل الأول: الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيشان العربيان السوري والعراقي ضد التنظيمات الإرهابية التي عبثت بالأرض والعباد فساداً وقتلت الرجال والنساء والأطفال وأحرقت المنازل في سورية والعراق.
أما العامل الثاني هو الخوف الذي أصاب الجوقة السعودية الأردنية الخليجية من تلاحم الشعبين العربيين العراقي والسوري في بودقة النضال القومي العربي مع القوى الوطنية والقومية التقدمية لإسقاط هذه المؤامرة التي تديرها أكبر دوائر الحال إجراماً وحشية.
إن القوات العراقية السورية التي هبت باتجاه الحدود المشتركة لتنظف الأرض من جيوب داعش الإرهابي والمنظمات التكفيرية الأخرى ضمن استراتيجية عسكرية معروفة لازالت تلاحق فلول الجريمة بكل أسلحتها وعنفوان عقيدتها العسكرية العربية وهذا ما ظهر للقاصي والداني أن عمليات تطهير الحدود العراقية السورية نتج عنه هروب جماعي وانسحاب لعناصر تنظيم داعش الإرهابي من آخر معاقلهم باتجاه الرقة السورية كما أن أكثر الدواعش هربوا من ناحية القيروان التابعة لقضاء سنجار غربي الموصل وأفاد مركز نينوى الإعلامي أن أوضاع تنظيم داعش متدهور كما هو الحال في قضاء الحضر التاريخي الذي يعود تاريخه إلى بداية القرن الثاني قبل الميلاد.
وتظهر الأحداث الجارية على الساحة العراقية السورية أن التلاحم الوطني والقومي بين الشعب العربي الواحد العراقي السوري يقف سداً منيعاً بوجه أعتى مؤامرة عرفها التاريخ العربي منذ أن جاء الملك البابلي (نبوخذ نصر) باليهود من أورشليم القدس عبر الأراضي السورية إلى مملكة بابل في العراق فأذل الصهاينة في ملحمته الخالدة عبر التاريخ هكذا عملنا التاريخ أن من يحتل أرض وادي الرافدين مصيره سيكون مثل مصير داعش ومن تحالف معها.
لقد كانت معركة تحرير الأراضي العراقية السورية من دنس الحركات التكفيرية التي دربتها الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في المنطقة هي معركة الدفاع عن الهوية الوطنية والقومية والحفاظ على الترابط والنسيج العربي ما بين العراق وسورية وطرد ما تبقى من عناصر داعش من الحدود المشتركة ما بين البلدين الشقيقين لكي تمنع العدو من الدعم اللوجستي الخارجي والامدادات التي يحصل عليها وبدخول الإرهابيين من دول الجوار عبر الحدود العراقية والسورية ومحاصرة عناصر داعش وعدم المساح لها بالهروب لتصفيتها وإلقاء القبض على قادتها الميدانيين رغم ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية من أعمال عدوانية باستخدام طائراتها بنقل أكثر قادة المنظمات الإرهابية من المدن العراقية والسورية إلى جهات أكثر أمان لهم.
المعركة على الحدود السورية العراقية هي معركة واحدة (سورية عراقية) وسينتصر فيها الحق على باطل (المتأسلمين) والمتدثرين بعبارة الدين ليستروا عوراتهم والصارخين في البرية لإخفاء صوت الحق والفضيلة كما أن لا يفوتنا في هذا السياق القول إن معركتي القائم ودير الزور قد سببتا جرحاً لأولئك المتكئين على داعش وأفعالها لإيذاء العراق وسورية وباتوا في خندق ضيق وحرج أمام العالم وأمام المجتمع العربي ويخيل إلينا أنهم الآن يشعرون كأنهم عرات في الصحراء فالسعودية ومعها تركيا العثمانية من أكثر الدول التي باتت محرجة مما يجري فاللقطاء الذين تربوا بحضن هذه الدول وأرادوا من خلالها تسويق مشروعهم التدميري في المنطقة يبدون الآن مترنحين ولا مجال للدفاع عنهم إزاء الموقفين العربي والعالمي المساند للعراق وسورية، ومن خلال متابعة الإعلام مجموعة الصد الداعشي (الإعلام السعودي تحديداً) نجد أن التخبط واضح في سياق الأخبار فهو يحاول إزاحة العين عن الانتصارات العراقية السورية في الموصل وحلب والقائم ودير الزور والبوكمال والسرعة المذهلة في تقهقر القوة التكفيرية التي صورت لنا بأنها مرعبة.
إننا إزاء معركة محسومة عسكرياً وبعيداً عن التوقيتات ولكن الاهم أن تبقى سورية قلعة العروبة وخيمتها الكبرى ويبقى العراق القلب النابض وصمام الأمان للنضال العربي القومي.
د.رحيم هادي الشمخي
أكاديمي وكاتب عراقي
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك