الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » من العالم

الصفحة السابقة »

الغرب لا يتراجع بل يتلون

2017-11-21 12:28:11

يستهدف الغرب الاستعماري منطقتنا ويحيك لها المؤامرة تلو الأخرى، ويحاول السيطرة
سياسياً واقتصادياً على مقدرات شعوب المنطقة، وليس خافياً على أحد ما حدث في العراق وليبيا وسورية واليمن .. لماذا لم تحصل تلك الثورات المزعومة في البلدان الأكثر فساداً على وجه الأرض مثل السعودية والإمارات والأردن وقطر والكويت والمغرب أليس لأنها كيانات خاضعة خانعة وتدور في الفلك الأمريكي الإسرائيلي.
عندما يفشل مخطط للغرب يحاول الاستفادة حتى من فشله وإن لم يستطع فإنه يكمل بخطة جديدة بحركة التفافية يتلون وفق الأوضاع لكن لا يتراجع ولا يستكين إلا بتحقيق مصالحه وأهدافه فهناك في دوائر القرار أو ما يسمى الدولة العميقة يضعون الخطة ألف ثم الخطة باء أي أن هناك دائما بدائل.
ما جرى بين السعودية وقطر ليس انقلاباً على الديمقراطية أو تعدياً على حسن الجوار إنه جزء مما رسم وخطط له والولايات المتحدة دائما تستبدل أدواتها لكن لا تستبدل أهدافها .. أين هو العميل الصغير بندر بن سلطان رجل واشنطن في الرياض الآن يتم تلميع محمد بن سلمان وما يقوم به داخل المملكة ليس مكافحة للفساد في بلد الفساد لأنه فاسد أكثر من الفساد نفسه حتى كلمة فساد ليس لها وجود في قاموس بني سعود ولا يعيرون أهمية لذلك ولو كان شعب الحجاز مهتم بمكافحة الفساد لما بقي أحد من بني سعود في السلطة .
اختطاف رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وعائلته وإعلان استقالته من الرياض محاولة يائسة لخلط الأوراق بعد نجاح محور المقاومة بالقضاء شبه النهائي على داعش الإرهابي أو على الأقل لم يبق لتنظيم  داعش أي قوام يمكنه من تنفيذ أي عمل مهم على الأرض السورية فقد شلت يده بضربات مباركة من الجيش العربي السوري والحلفاء .
حاولوا أن يفعلوا مع روسيا ما يمكنهم فعله من حصار اقتصادي وعقوبات .. الخ..
لكن لم ينجحوا بثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيد أنملة عن الحق وعن مبادئه
الإنسانية.
سورية تم تدمير بناها التحتية وتقطيعها لكن لم يستطيعوا تدمير كرامتها وعزتها وإيمان شعبها بوطنه وعروبته وجراء دعم الدول الحليفة للشعب السوري ووقوف إيران في خندق واحد مع سورية وشعبها المقاوم يتم استهدافها ومحاولة شيطنتها .. يطالبونها مع حزب الله للخروج من سورية ومؤخرا دعوها للابتعاد عن الحدود الجنوبية لسورية أي الحدود الشمالية لفلسطيني المحتلة بزعم أنها تشكل خطرا على (اسرائيل ) ومن المعلوم أن الخوف الإسرائيلي وجودي وليس أمني بالدرجة الأولى .. أي أنهم يخشون فعلاً من توحد محور المقاومة بعد خروجه منتصراً من الحرب الإرهابية الظالمة التي شنت على سورية وبالتالي سيكون هدفه الأول إعادة الأرض المحتلة وإخراج الاحتلال من كل الأراضي العربية المحتلة وعودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه .
 لماذا قال الحريري في بيان استقالته الذي أذيع من على قناة العربية السعودية
 وقال ما قال حول إيران ألم يلتق على أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران
ولم يكن لديه مشكلة مع إيران لكن فجأة صارت إيران خطراً على كل المنطقة ..هناك اتهامات جاهزة لإيران وحزب الله ويحاولون تهديد الحزب في عقر داره وقد أعلنوها حرباً على لبنان في الوقت الذي تنفي اسرائيل نيتها شن أي عدوان على لبنان حالياً .. إذاً كيف للسعودية وهي لا تجاور لبنان أن تحارب وتقصف اللبنانيين كما تفعل في اليمن ..من المؤكد أنها ستحارب في لبنان بأدواتها ومجرميها فكما كونت جبهة النصرة ودعمتها ومولتها وأوجدت داعش أيضاً ومولته ودعمته  وجرت إليه أدوات رخيصة تسعى للمال حينا وللحوريات أحيانا بواسطة دعاية رخيصة .
حتى السعودية تجد نفسها في المحور المعادي لسيرورة المنطقة ليس لأنها تريد ذلك فقط بل لأن دورها الطبيعي هو أن تكون أداة لخلق وتمويل الفتن وذلك منذ نشأت مملكة الرمال..
والآن يتجدد الدور السعودي كرأس حربة لتنفيذ المشروع الإسرائيلي في محاربة إيران.
جمال ظريفة
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك