منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ودنالد ترامب يواصل تكريس السياسة الأمريكية على حقيقتها بعيدا عن "المكياج" الذي كان الساسة الامريكيون يتلطون خلفه تحت شعارات زائفة من قبيل تحقيق الديمقراطية للشعوب وادعاء مكافحة الارهاب والدفاع عن حقوق الإنسان والمضطهدين وغيرها من الشعارات الواهية التي أدركها الرأي العام العالمي على حقيقتها رغم تعامي الكثيرين من هذا العالم عن هذه الحقيقة انسياقا وراء المصالح المشتركة مع واشنطن أولاً وثانياً انسياقاً مع أحادية القطب العالمي التي تهيمن عليه الولايات المتحدة بشكل شبه مطلق حتى وقت قريب.
ترامب الرئيس الاستثماري رجل الأعمال الأمريكي كان أكثر جرأة من أسلافه في الإدارات الامريكية المتعاقبة وأفصح منذ بداية عهده عن حقيقة سياساته المنسجمة أصلاً مع معظم السياسات الأمريكية السابقة وهو لم يحد عنها أبداً خلال ممارسته لها خلال الفترة المنصرمة إنما كان الفارق الوحيد هو الإعلان عنها صراحة وجهاراً وعلى المنابر وحتى الدولية منها.
ترامب الذي يأتي من خلفية اقتصادية استثمارية امريكية رأسمالية أوضح أنه على "عربان الخليج" أن يدفعوا المال من أجل حمايتهم أعلنها جهاراً وحتى في عقر دار مملكة آل سعود " عليكم دفع المال مقابل حماية العروش الخليجية " بهذه التعابير قال ترامب على الدولة الخليجية أن تدفع وهي تملك النفط والأموال وعليها أن تكون سخية بالدفع مقابل حماية واشنطن للعروش والاستثمارات في الخليج وإلا رفعت الغطاء عنها وكشفتها على حقيقتها أمام شعوبها ما يعني الإطاحة بحكم العائلة في دول الخليج الأمر الذي جعل ممالك الخليج تسارع الخطى لدفع " جزية" لترامب بسخاء.
ترامب يعادي الدول المستقلة في العالم ولا يحترم المواثيق والأعراف حتى التي وقعها أسلافه مع بعض الدول وهو لم يخجل من أن يعلن ذلك من على منبر الأمم المتحدة بالأمس وخلال افتتاح أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث ترامب بكلام مشوه غير واقعي وغير متزن عن الدول المستقلة وأعلن عداءه صراحة من على منبر الأمم المتحدة لتلك الدول وعلى رأسها سورية وإيران وكوريا الديمقراطية وكل الدول التي تنتهج نهج الاستقلالية بعيداً عن سياسة الهيمنة الأمريكية.
إذاً الرئيس الامريكي رجل الأعمال هو يفاخر بسياساته المعادية للدول المستقلة ولا يلبث أن يهدد إيران بالنكث بالاتفاق النووي الموقع مع إيران إذا هو يثبت بالدليل القاطع مجافاته للوقائع ومحاباته للإرهاب وللدول التي لا تتمتع بأي شرعية شعبية ديمقراطية بينما يعادي الدول المستقلة ذات الحكم الشرعي الديمقراطي الشعبي.
ترامب اعتلى منبر الأمم المتحدة مؤخراً ليطلق سيل الاتهامات جزافاً ضد الدول الحرة سواء في الشرق الأوسط أو غيرها متناسياً دعم بلاده المفضوح حتى لأعتى أنواع الإرهاب ظلماً وفجوراً تنظيم داعش الإرهابي إنها محاولة من الرئيس الأمريكي لإغفال عقل الشعوب إنها حرب الإرادات التي تريد الإدارة الأمريكية السيطرة عليها من خلال تكرار توجيه التهم للدول المستقلة التي لم ولن ترضخ لسياسات واشنطن وستبقى شوكة في حلق أمريكا والصهيونية العالمية والرجعية العربية وعلى رأسها سورية وإيران وحزب الله وقوى المقاومة بدعم من روسيا الاتحادية التي تنادي بالعدالة وتدافع عن الحق بوجه الظلم.

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
أديب رضوان