لا يخفى على أحد أن منطقة الشرق الأوسط كانت دائماً بوابة المشاريع الاستعمارية الغربية منذ عشرات السنين وكلما فشل مشروع في هذه المنطقة تطل الامبريالية العالمية بمشروع آخر يلبس لبوسا جديدا وتحت مسميات شتى وبرداء إنساني بحت .
واحتدم الصراع بين القوى الغربية على هذه المنطقة وعلى مناطق نفوذ فيها لكونها منطقة استراتيجية بكل المعايير فعلى مر التاريخ كانت طريقاً للمواصلات وبلاد زراعة وخيرات ..احتلها العثمانيون وتصارعت قبلهم أمم على السيطرة عليها وفي العصر الحديث قامت الدول الاستعمارية من فرنسا وبريطانيا بتقسيم هذه المنطقة إلى دويلات صغيرة لسهولة السيطرة عليها وتقاسم النفوذ السياسي وبالتالي الاقتصادي وزرعت فيها كيانا غاصبا صهيونيا استعماريا استيطانيا يقوم على القتل وسلب الحقوق للشعوب.
ما سمي الربيع العربي ما هو إلا شكل من أشكال تلك المشاريع الاستعمارية ومن المخططات المرسومة للمنطقة سواء أعجب ذلك معارضي نظرية المؤامرة أم لم يعجبهم فالحقيقة واضحة وضوح الشمس .. هل الولايات المتحدة تريد للأمة العربية الازدهار والديمقراطية وهل بريطانيا الدولة الاستعمارية التي عاشت على القتل والإرهاب مع بقية الدول الاستعمارية  الأخرى تسعى إلى تطوير العرب فهي التي قسمتهم وهي التي خانت شريفهم الحسين وهي من زرع  إسرائيل خنجرا وسط عروبتهم .. أم تركيا وريثة الرجل المريض الذي جثم على قوميتنا العربية أكثر من 400 عام وحاول طمس الهوية العربية والثقافة العربية وإبعاد المنطقة العربية عن كل تقدم وتطور.
ومن نتائج ما سمي الربيع العربي المدمر للقدرات العربية وفي خضم التنازعات الإقليمية وضياع الثقل العربي المؤثر بعدما تم زج آلة الارهاب في سورية لمحاربتها
وتشتيت قدراتها وما تم في العراق من مشهد مشابه في هذه الزحمة يطرح استفتاء على انفصال اقليم كردستان العراق بدعم مباشر وعلني من اسرائيل صاحبة المصلحة الأولى في ذلك الانفصال.
انفصال كردستان العراق هو بالدرجة الأولى انتهاك للدستور العراقي  ولسيادة العراق ووحدة أرضه وتمزيق للوحدة الوطنية للشعب العراقي الشقيق.
انفصال كردستان العراق امتهان للإرادة العراقية ولدول المنطقة بشكل كامل
ما عدا الدول المرتبطة بأجندات خارجية تعمل على تسويقها فقياد دولة شمال العراق
على أساس عرقي يضر بمصالح الدول المجاورة في الإقليم ويجعل قيام دولة يهودية في فلسطين المحتلة أمرا اعتياديا ما يعني تهجير الفلسطينيين الباقين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وانتهاك حقوقهم لقيادة تلك الدولة الإسرائيلية الصهيونية اليهودية .
والانفصال عن العراق هو خطوة أولى لما يحاك للمنطقة من إقامة كيان كردي آخر على الأراضي السورية بدعم مباشر من قوات أمريكية تدعي محاربة الإرهاب .
ماذا يعني انضواء قوات ما يسمى قوات ( قسد)  إلى تنظيم داعش الإرهابي
... يعني شيئا واحدا أن النبع المغذي لهما واحد وهو الذي ينسق عملياتهما
أي المخابرات الأمريكية فهي من تدعم تلك القوات كما تدعم إرهابيي تنظيم داعش
إذاً .. وضحت الأمور وخرجت للعلن دون حياء .. الولايات المتحدة ومن ورائها
( اسرائيل ) هي وراء ما يجري في المنطقة .. تبني المخابرات الأمريكية لما يسمى
( قوات سورية الديمقراطية ) ليس حباً بالكرد بل تعميقاً للخلافات مع إخوانهم العرب في المنطقة لاسيما القبائل الموجودة في الشمال السوري بغية تحقيق مآرب جيو سياسية مفترضة في أذهان أولئك لكن  الدعم الروسي والإيراني اللا محدود للجيش العربي السوري أفشل كل ما يحاك لسورية وسيتحطم على صخرة صمود الشعب العربي السوري .
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي

جمال ظريفة