قالها مؤخراً المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء بكل شفافية «لا نريد أي مدير إداري مترهل أو غير ناجح، ومؤسساتنا الاقتصادية بحاجة إلى مديرين حقيقيين يؤمنون بأن من لا يفكر بالغد ليكون أفضل هو مدير فاشل ويسيء للقطاع العام من حيث لا يدري».
كلام واضح وصريح نتمنى من مديري المؤسسات الاقتصادية ومعاونيهم الذين حضروا الاجتماع وسمعوا جيداً كلام المهندس خميس أن لا يكتفوا بهزّ الرأس، بل أن يعوا أهمية هذا الكلام، فالوقت يدركنا ولا مصلحة في التأخير بإصلاح هيكلية مؤسساتنا وفق ما تقتضيه الظروف الراهنة، فاليوم نحن أحوج من أي وقت مضى إلى تطبيق مقولة "الرجل المناسب في المكان المناسب" وكلنا أمل برئاسة مجلس الوزراء أن تطبق ذلك عملياً على الأرض، بعيداً عن الشعارات، فقد مللنا من نغمة الوعود التي جعلت مؤسساتنا في أسوأ حال نتيجة الترهل الإداري بسبب نوعية "مغشوشة" من المديرين نزلوا بالمظلات على مؤسسات لا يعرفون عنها شيئاً ويجهلون الكثير من بديهيات الإدارة!.
هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، أو القفز من فوقها، والدليل عليها تفشي الفساد الإداري الذي ينخر في مفاصل العديد من المؤسسات التي تكلست وهي على وشك أن تصاب بالكساح في مرحلة ممنوع أو غير مقبول فيها السير على العكاكيز والتواكل!.
محاربة الفساد باتت أولوية اليوم ولكن في ظل الإجراءات الحالية قد نبقى نراوح في المكان، نظراً لافتقاد القوانين والأنظمة الرادعة، بمعنى أننا نحتاج لأخرى أكثر هيبة تطال حتى من يظن أن على رأسه ريشة!.
بالمختصر، "كلام الحكومة" يحتاج إلى تطبيق عملي فوري على الأرض، فجلد المواطن لم يعد يستجيب للتخدير، إذ يكفيه جلد حيتان السوق له بأسعارهم الكاوية التي لا ترحم!.
المواطن الصابر غير راضٍ ولم تعد تمشي عليه "شماعة الأزمة" لتبرير التقصير، ورغم ذلك ما زال لديه أمل بوعود الحكومة، والأهم أن لا تغض النظر عن الفاسدين في أي قطاع كانوا، وأن تكون هناك إرادة حقيقية للعمل الجاد، حتى لا نصحو على كلام من دون فعل!.
غسان فطوم
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي