الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » محليات

الصفحة السابقة »

هكذا فقط ينجحون!

2017-07-23 08:56:20

بالرغم من مرارة الحقيقة، لكن يجب أن نعترف أننا لم نستطع طوال العقود الماضية أن نستثمر بشكل صحيح العمر الشبابي لكوادرنا التي أثبتت كفاءة على أعلى مستوى، فشبابنا وخاصة الخريجون في الجامعة يمضون أكثر من نصف عمرهم بحثاً عن تحقيق أحلامهم التي تلاشت وطموحاتهم التي اضمحلت لحد خرم الأبرة!.
والغريب بالأمر أن الملف الشبابي دائما يحظى بالاهتمام "الكلامي" بكل المناسبات، لكن عند الجد لا حياة لمن تنادي، بداعي مئة حجة وعذر غير منطقي تبريراً لتعثرهم!.
لاشك حتى يؤدي الشباب على اختلاف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الثقافية دوره  المعول عليه على أكمل وجه، من المفروض أن تعمل الجهات المعنية وفق خطط وبرامج ذات جدوى على المستوى القريب والبعيد، تعطينا فكرة عن مدى جاهزيته واستعداده واقتناعه بما سيوكل إليه من مهام،  والأهم توفير معلومات كمية وكيفية موثوقة لتشخيص الواقع الشبابي بهدف حل المشكلات وتمكين الشباب في مجالات عدة، من هنا تأتي أهمية أن تكون لدينا استراتيجية وطنية للشباب كنّا على وشك أن نكحّل عيوننا بها منذ عام 2008 حيث كانت تعمل الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع جهات مختلفة لوضع هذه الاستراتيجية، ولكن منذ ذاك العام تعثر المشروع وتوقف بعد إجراء العديد من المسوحات المهمة والأبحاث على مستوى المحافظات وعلى كامل المدن والبلدات!.
بالمختصر، نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لبحوث ودراسات مكثفة لتشخيص الواقع الشبابي الذي تأثر وتأذى لدرجة كبيرة خلال سنوات الأزمة، فعندما نمتلك كل المعطيات عن شبابنا يمكن بالتأكيد التأسيس لانطلاقة جيدة تمكّنه من التشاركية المجتمعية وتسهل مهمتهم في إحداث التبدلات المنتظرة، وكلنا أمل تلقى الجهات العاملة والمهتمة بقضايا الشباب، وخاصة العاملة في مجال البحوث المزيد من الدعم والاهتمام لمساعدتها في رسم المشهد الشبابي ومعرفة كل ما يحتاجه ويريده ويعانيه من مشكلات كانت وما زالت عقدة تحول دون تمكينه من دوره وخاصة في صنع القرار الذي يتعلق بمستقبله!.
كفانا بحوث وهمية أرقامها بعيدة عن الموضوعية وتشخيص الواقع الحالي لشبابنا الذي بات يتطلع للهجرة بحثاً عن ملاذ يحقق فيه أحلامه وطموحاته!

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
•    غسان فطوم


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك