في الوقت الذي كان ينتظر الموظف صرف "منحة" قبل العيد، خرج القرار الحكومي بصرف الراتب «حاف» قبل نهاية الشهر بثمانية أيام، على أساس أن هذا القرار فيه من الحكمة ما يكفي لبث الراحة لدى الموظفين بأنهم سوف يقبضون رواتبهم قبل العيد! إلا أن الموظفين تلقوا هذا القرار بإحباط كبير، لما يعنيه بأن راتب الشهر القادم سوف يصرف، لا محال قبل بدايته لتلبية بعض متطلبات العيد ولوازمه، ما يعني أن الشهر القادم سوف يكون من أصعب أشهر السنة على الموظف الحكومي، فالراتب منته تماماً مع أول يوم فيه ، ليبدأ مسلسل الدين وتصريف المدخرات إن وجدت، فكان الأجدر بالحكومة أن تشعر مواطنيها الصامدين حتى اليوم بأنها تقف إلى جانبهم وتشعر بحالهم وتقوم بصرف منحة لهم لن يكون ذلك شاقاً، بل من المؤكد أنه سوف يكون مجدياً من حيث منافعه التي تفوق كلفته.