الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » محليات

الصفحة السابقة »

العام الجديد عام الأمل للسوريين

2018-01-14 08:36:47

يأتي العام الجديد 2018 ، حاملاً معه الكثير من أمنيات السوريين بأن يكون عام الخلاص من حال لا يسر، امتد على امتداد السنوات السبع الماضية.

قد يكون لهذا التفاؤل ما يبرره، فانتصارات الجيش العربي السوري تتواصل على امتداد الأرض السورية، والعالم أصبح أكثر فهماً وإدراكاً لما يجري، والحقائق باتت أكثر جلاء ووضوحاً.

كان يمكن لسورية  أن تكون غير تلك التي يعرفها العالم عبر مر العصور، كان من الممكن اليوم أن نتحدث عن سورية الاســم فقط لا الجوهر لو أن مشاريع الصهيو-أمريكية والوهابية نجحت, ولكننا اليوم نتحدث عن سورية التي يعرفها كل العالم ، سورية الصابرة ، المقاومة المجاهدة  سورية المتميزة بأنها تجمع كل ألوان الطيف من أبناء الشعب الذين عاشوا عبر قرون على هذه الأرض.

 اليوم سورية هي آخر معاقل التنوع الإنساني والفكري وسورية هي خط الدفاع الأول عن المقاومة العربية والواقفة في وجه المشروع الصهيوني الذي يحاول قضم الأرض العربية وأخذ أكثر حكومات المنطقة تحت جناحيه لينفرد في القرار ويتحكم بمصير ملايين الناس. 

في سورية يستقبل الناس العام الميلادي الجديد، وفي سورية يحتفل الناس بالعام الجديد في ذكرى ميلاد خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام . هم السوريون إذن من رحم الألم ومن تحت أنقاض المدن المهدمة بفعل العدوان البربري للعصابات الصهيونية والوهابية التي دخلت إلى الأراضي السورية معتقدة أنها قادرة على تحطيم تاريخ بلد تجاوز عمرة الخمسة آلاف سنة!! وفي إطار اللعبة الدولية قد لا نستطيع تحديد القادم وما ينتظر السوريون في العام الجديد ولكننا يمكن أن نقرأ ما يريده السوريون من العام الجديد ، فعودة الحياة إلى المدن الكبرى وتحديد الجيش السوري لسير معاركة ضد الإرهاب هو ما يحدد ما لسورية على أبواب العام الجديد. فالتطورات على الأرض وما يقوم به الجيش العربي السوري يؤكد أن خيوط الفعل تعود إلى دمشق لتحدد الطريق إلى سورية الغد كما يراها الشعب السوري. فبعد أن استطاعت روسيا، وهي التي أكدت عدة حقائق بدعمها العسكري الذي جاء بناء على دعوة من الحكومة السورية، جمع ما أمكن من المعارضات وإجراء حوارات في أستانا ودون وضع شروط مسبقة للحوار وتحقيق تقدم للوصول إلى تفاهمات حول سورية الغد الموحدة أرضاً وشعباً,  سيكون هذا العام عام انفتاح على طاولة حوار في سوتشي الروسية تكون خالية من الذين ساهموا بقتل الشعب السوري. وهذا ما يؤكد أن العالم فهم أخيراً أن القرار السوري لا يمكن أن يكون مخالفاً لمصالح الشعب السوري ولا يمكن أن تكون سورية واحدة من مزارع أميركا في المنطقة، تخضع إرادتها لما تريده وما يخدم الكيان الصهيوني . الكيان الذي يقوم اليوم بدعم فصائل الإرهاب ويقدم خدمات عسكرية وطبية طبعاً مدفوعة الأجر من السعودية وبعض أنظمة الخليج العفنة بهدف القضاء أو إضعاف الجيش السوري، وتفتيت سورية بما يناسب مصالحه ومصالح طبقة سياسية تريد مصالحها الشخصية وبناء مجد لها على حساب دماء الشعب. الشعب الذي صمد لسبع سنوات عجاف متحملاً كل صنوف الحصار والقتل، رافضاً كل أشكال التضليل التي مارسها الإعلام المعادي وصانعو الاخبار الكاذبة.

 في العام الجديد سنكون مع متغيرات جديدة ورياح تسقط الأوراق الأخيرة لمؤامرة دفع فيها الشعب السوري الكثير من دماء أبنائه، وتعطلت مصالحه وتراجع اقتصاده وتهدمت بنية التحتية بفعل الإرهاب المدعوم من أعتى إمبراطوريات الشر في العالم. وكانت الخسارة الأكبر هي بالإنسان الذي تحول إلى لاجئ في شتات أوروبا ينتظر إذن الدخول. في العام الجديد سيعاد ترتيب الأوراق ويخرج داعمو المشروع الصهيوني الى خارج اللعبة وتعود دمشق لتستقبل من جديد ضيوفها على درج الياسمين.

  ويبقى على السوريين ترتيب بيتهم الداخلي وفق بيان الانتصار الذي كتب بدم أطفال وشباب ورجال ونساء سورية، حيث يرفع العلم السوري فوق كل الأراضي السورية دون استثناء. 

لقد رحل عام لملم حقائبه التي أثقلتها أمتعته الموجعة, فكم من ضحكة صارت دمعة ووجعاً, سيأخذها معه مع أمهات ثكلن أولادهن, وزوجات ترملن, وأبناء تيتموا, وكم صرخة من أناس شوهتهم الحروب واقتطع من أجسادهم الإرهاب, وكم غصة من أهالي مخطوفين لا يزالون على قائمة الغياب؟.

نأمل أن يرحل  كل الخراب الذي غافلنا فتسلل إلى وطننا وقبع بيننا زمناً, فطال البشر والشجر والحجر.. وأن تكفكف الدموع.. وترسم ابتسامة حيرى. سنة جديدة ولا أمنيات لدى أهل هذا الوطن السوري سوى هاجس أن يعود السلام والطمأنينة والعيش الكريم, ليعم هذا البلد.. ويقيناً أن جحافل المغول الجدد ستندحر بفعل الرجال الشجعان المقاتلين الصامدين, الأبطال, الواضعين دمائهم على أكفهم .. هؤلاء من يصنع مجد سورية .. هؤلاء من يعبدون الدرب إلى أماننا واطمئناننا ويعيدون البسمة لأطفالنا .. لهؤلاء نحني هاماتنا احتراماً لما يصنعون.. وعرفاناً بفضلهم في مواجهة جحافل النازيين الجدد الذين استباحوا طمأنينة عيشنا.. وما من خيار لنا سوى خيار المقاومة.. وشرف القتال من أجل وطن هو الكلمة الأولى والأخيرة في ضمائرنا.. 

ومع بداية العام الجديد سيبدأ فجر جديد, سيأتي ليعيد لأمنا سورية ثوبها الأبيض ..ثوب السلام والأمن والأمان.. ويد بيد نرفع رايات النصر, ونعيد بناء سورية التي لا مكان فيها للغرباء ولن يقهرها يوماً الأعداء. هو عام مضى ليكتب من رحم الوطن إن النصر لابد  آت.      

د. محمد قاجو

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك