الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » محليات

الصفحة السابقة »

الجيش العربي السوري في ذكرى تأسيسه.. النشأة والتطور النوعي

2017-07-30 08:15:33

الذكرى محطة في تاريخ الزمن، وكل ذكرى تأتي أهميتها من خلال ما يرتبط بها من آثار إيجابية ومن قيم نبيلة ومعان سامية، وهذا ما ينطبق على ذكرى تأسيس قواتنا المسلحة الباسلة التي يصادف حلولها في الأول من شهر آب من كل عام.

البدايات الأولى
إن النواة الأولى لتأسيس قواتنا المسلحة كانت التشكيلات الأولى التي خاضت أعمالاً قتالية ضد الاستعمار الفرنسي وفي مقدمتها معركة ميسلون في 24 تموز 1920 تلك المعركة غير المتكافئة التي استشهد فيها وزير الحربية السوري البطل يوسف العظمة مع 400 من رفاقه دفاعاً عن تراب الوطن ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
وبعد دخول الفرنسيين دمشق قاموا بحل وتسريح التشكيلات العسكرية الوطنية وإحداث تشكيلات بديلة بقيادة ضباط فرنسيين الأمر الذي أدى إلى تذمر شديد في صفوف هذه التشكيلات الجديدة والتحاق الكثير من عناصرها بالتشكيلات العسكرية الوطنية التي تقاتل الجيش الفرنسي، وهذا ما اضطر الاحتلال الفرنسي إلى الموافقة على وضع هذه القطعات والتشكيلات تحت تصرف السلطات السورية عام 1945 ومنذ ذلك التاريخ أصبح يوم الأول من آب عيداً للجيش العربي السوري يُحتفل به في كل عام.
وفي مرحلة ما بعد الاستقلال تأثر الجيش العربي السوري بالأحداث والظروف السياسية التي كانت سائدة آنذاك شأنه في ذلك شأن معظم جيوش دول العالم الثالث، فلعب دوراً في الحياة السياسية وكان لذلك التأثير جوانب إيجابية تمثلت في وقوف طلائعه التقدمية في وجه التيارات المناهضة للخط الوطني والقومي، والضغط على السلطة بشأن عدم انجرارها وراء الانضمام إلى حلف بغداد وغيره من المشاريع الاستعمارية، ثم دوره في إنجاز وحدة عام 1958 بين سورية ومصر بعد تردد السلطة القائمة آنذاك. كما ساهم جيشنا في معركة الدفاع عن عروبة فلسطين رغم أنه كان حديث النشأة آنذاك وساند الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث استشهد البطل جول جمال على أرض مصر وكان له الدور الأساسي في تفجير ثورة الثامن من آذار عام 1963 في سورية.
أما الجوانب السلبية الناجمة عن التأثر والتأثير في الأحداث السياسية فتمثلت في تكون بعض الاتجاهات السياسية غير الناضجة وظهور بعض النزعات السلطوية ما أدى إلى ظاهرة الانقلابات السياسية التي عرفتها سورية منذ عام 1949 والتي انعكست سلباً على القطر وعلى الجيش نفسه.
ومع قيام ثورة آذار عام 1963 بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كانت مهمة إعادة بناء القوات المسلحة من جديد إحدى المهام الرئيسة والملحة حيث جرت عمليات تطويع واسعة النطاق في صفوفها واتخذت إجراءات أخرى تسمح للجيش بممارسة حقوقه السياسية انطلاقاً من ضرورة تحويله من جيش محترف إلى جيش شعبي ثوري ملتزم بأهداف الثورة والحزب ومصالح الجماهير.

التطور النوعي
ولكن عملية إعادة بناء الجيش وتطويره أخذت أبعادها الكاملة في ظل الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني عام 1970.
في ظل هذه الحركة أعيد بناء الجيش وفق منهج علمي مدروس، فعلى الصعيد السياسي والمعنوي تم التركيز على بناء المقاتل الواعي والمستعد للتضحية انطلاقاً من مقولة إن الإنسان هو العامل الحاسم في إحراز النصر، وذلك عن طريق توعية وتثقيف العسكريين وتحصينهم ضد دعاية العدو ورفع الروح المعنوية لديهم، كما أصبح من حق العسكريين التصويت على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية، كما وضع شعار الجيش للحرب والإعمار موضع التنفيذ، وتحققت على أرض الواقع وحدة الجيش والشعب. وعلى الصعيد العسكري أعيد تنظيم هيكلية الجيش وزوّد بأحدث أنواع الأسلحة وتم تحديث وتطوير قاعدته التدريبية بشكل كبير وملموس.
إن هذا الاهتمام بالقوات المسلحة مكنها من أن تخوض حرب تشرين المجيدة عام 1973 التي حطمت أسطورة تفوق الجيش الصهيوني ومن بعدها حرب الاستنزاف التي حررت القنيطرة وجزءاً من الجولان السوري المحتل. وبعدها نفذت قواتنا المسلحة مهام قومية نبيلة فحافظت على عروبة لبنان ووحدته واستقلاله وتصدت للغزو الإسرائيلي له عام 1982 ومدت يد المساعدة للعديد من جيوش الدول العربية في مجالات التدريب والتسليح مثل: لبنان وليبيا والسودان وغيرها هذا فضلاً عن الدعم غير المحدود للمقاومة الفلسطينية واللبنانية.

زيادة الاهتمام
وفي ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد ازداد الاهتمام بالقوات المسلحة من جميع الجوانب تدريباً وتسليحاً ورفعاً للروح المعنوية لعناصرها من خلال تقديم مكاسب لهم ومكرمات في مجالات السكن وتحسين الرواتب ورفع قيمة الاختصاصات وعائدات التقاعد وتأمين سيارات للضباط بالتقسيط إلى جانب مشاركته الشخصية في البيانات والمشاريع التعبوية ثم اعتزازه الدائم بالانتماء لهذه القوات الأمر الذي أوصل قواتنا المسلحة إلى هذا المستوى المتميز.

التصدي للإرهاب
 وتأتي ذكرى تأسيس الجيش لهذا العام وسط استمرار الحرب الإرهابية الظالمة ضد سورية عبر تنظيمات إرهابية سلحتها ودربتها أمريكا ودول أوروبية وإقليمية مثل تركيا ومولتها السعودية وقطر لترتكب أبشع جرائم القتل والتدمير في سورية تحت راية "ثورة مزيفة" إلا أن جيشنا الباسل تصدى لهذه الحرب وصمد في وجهها صموداً أسطورياً استرعى انتباه العالم أجمع وحقق ولا يزال انتصارات كبيرة على هذه المجموعات ودفع من دماء مقاتليه ثمناً بالغاً مؤكداً إخلاصه للوطن والشعب والتفافه حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، هذه القيادة الحكيمة والشجاعة التي كانت عاملاً أساسياً في صمود سورية.

حقائق ناصعة
في ذكرى تأسيس جيشنا الباسل ماذا يمكن أن نقول؟
- إن الجيش السوري أكد قبل وأثناء هذه الحرب الظالمة انه جيش متماسك وعقائدي حيث لم تنجح كل محاولات تفكيكه من الداخل وشق صفوفه.
- أكد جيشنا أنه جيش الامة العربية بأسرها والدرع الذي يحمي الوطن ولبى نداء الواجب القومي وأنه يتمتع بمستوى عال من الالتزام والاستعداد للتضحية والوعي.
- أثبت الجيش السوري أنه القوة الأولى في العالم التي تحارب الإرهاب وتتصدى لشروره وجرائمه البشعة.
- برهن جيشنا بالقول والعمل والتضحيات أنه قوة أساسية يحسب لها حساباً في المنطقة بأسرها ومن هنا جاءت محاولات استهدافه بالدرجة الأولى من قبل الإرهابيين ورعاتهم.
- إن قواتنا المسلحة مصممة أكثر من أي وقت مضى على استمرار تصديها للإرهاب حتى يتحرر كل شبر من أرض سورية من دنس الإرهاب وعلى أن تبقى سورية –كما كانت دائماً- أبية شامخة وصامدة كالطود الراسخ في وجه اعداء الوطن والأمة.
أخيراً.. إن ذكرى تأسيس جيشنا ستبقى موضع تقدير واحترام من قبل جماهير شعبنا وأمتنا العربية لما قدمه ويقدمه من تضحيات لأنه أكد أنه قدوة لكل جيوش العالم ومثال يحتذى به في الدفاع عن تراب الوطن والالتزام والانضباط والتضحية والفداء.
أخيراً.. لا يسع كل مواطن سوري وعربي إلا أن يقدم في هذه المناسبة تحية من الأعماق لكل مقاتل من مقاتليه متمنياً لهذا الجيش تحقيق مزيد من الانتصارات على الإرهاب وداعميه ورعاته بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
د.صياح عزام


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك