لم يكن مفاجئاً ما تم التوصل إليه من نتائج هامشية في جولة محادثات أستنة - 5 حيث لاتزال هناك أطراف دولية ومنها نظام أردوغان الأخواني الضامن للجماعات الإرهابية يعرقلون التوصل إلى اتفاقات ونتائج تلبي مصالح وطموحات الشعب السوري وتشكل قاعدة مشتركة يمكن البناء عليها لإنجاح محادثات جنيف والتوصل إلى حل سياسي عبر حوار سوري - سوري بعيداً عن التدخلات الخارجية.
جدول الأعمال الذي كان مقرراً أن يناقش تفاصيل الاتفاق على مناطق خفض التوتر بكل حيثياته من آليات مراقبة ومراكز تنسيق وأمور تفصيلية من شأنها وقف الأعمال القتالية لتكون كمقدمة للتوصل إلى حل سياسي تكون في أولوياته مكافحة الإرهاب لكن ذلك لم يتم، وعن عمد تم تعطيل هذا المسار وتأجيله إلى الجولة القادمة التي ستعقد في طهران وذلك في إطار المماطلة التركية لمضيعة الوقت وإطالة أمد الأزمة المفتعلة على سورية وبالتالي التنصل من أي التزامات يمكن أن تسهم في حقن الدم السوري وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النيات العدوانية المبيتة لدى نظام أردوغان الذي ساهم بشكل كبير في سفك المزيد من الدم السوري عبر دعم العصابات الإرهابية التكفيرية بكل أدوات القتل والتدمير بل إن المجرم أردوغان جعل من الأراضي التركية مركزاً ومنطلقاً لهجمات إرهابية ومراكز تدريب واستقبال المجرمين الذين تم استقدامهم من شتى أصقاع العالم ليرتكبوا الجرائم والمجازر بحق الشعب السوري ولذلك فإن نظام أردوغان يعتبر عدو الشعب السوري وجزءاً من الحرب الكونية التي تشن على سورية بهدف تدميرها وبالتالي فإن ثقة السوريين بهذا النظام المجرم هي معدومة وهم على قناعة بأن سياسته تعطيلية أكثر مما هي ضامنة أو تسعى لحلول سياسية.
الموقف التركي المعطل والمعرقل للجهود الدولية الصادقة التي يبذلها الجانبان الروسي والإيراني من أجل التوصل إلى اتفاق يحقن الدم السوري ويؤسس لحل سياسي عبر حوار سوري - سوري هذا الموقف التركي يأتي منسجماً مع الموقف الأميركي والقوى المتآمرة على الشعب السوري ومنها الكيان الصهيوني فالإدارة الأميركية بدأت بالتصعيد ضد الجيش العربي السوري والحلفاء الذين يحاربون الإرهاب بالقول والفعل وقصفت القوات المتقدمة التي تلاحق فلول الإرهابيين في البادية السورية أكثر من مرة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاستثمار الأميركي في الإرهاب عبر خلق تنظيمات إرهابية تعمل كذراع عسكرية لتحقيق الأجندة الأميركية ولذلك فإن جرائم ومجازر هذه التنظيمات المصنعة أميركياً أمثال داعش والنصرة هي مبررة بالمنظور الأميركي مادامت تحقق الأجندة الأميركية العدوانية ويمكن أن تأخذ تسميات تضليلية من أجل أن تتستر الإدارة الأميركية على هذه الجرائم التي تشكل جرائم حرب بحق الإنسانية وعندما ينتهي دور هذه التنظيمات التكفيرية أو تفشل في تحقيق ماهو مرسوم لها فإنها تصبح منظمات إرهابية بنظر الإدارة الأميركية يجب محاربتها لتكون بذلك ذريعة لشن العدوان على الدول المستهدفة والتدخل في شؤونها الداخلية وهذا ماتقوم به الإدارة الأميركية من عدوان على الشعب السوري ومحاولة عرقلة الجهود الدولية التي من شأنها مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
الموقفان التركي والأميركي المعاديان للشعب السوري ينسجمان أيضاً مع مايقوم به الكيان الصهيوني من عدوان لمؤازرة التنظيمات الإرهابية التي تتلقى ضربات موجعة من قبل الجيش العربي السوري في ريف القنيطرة حيث تم قصف بعض مراكز للجيش السوري بذرائع واهية من أجل رفع معنويات أذرعها العسكرية التي فشلت في هجماتها على نقاط الجيش السوري ولم تستطع تحقيق أي نصر ولو كان وهمياً، الأمر الذي دفع الأصيل للتدخل وشن العدوان بدلاً من الوكيل مايعني أن النتائج الهامشية التي وصلت إليه محادثات أستنة -5 كانت بسبب وجود عراقيل تركية ظاهرة وأميركية وإسرائيليةتقف وراءها وهو أيضاً ماتجلى برفض بعض التنظيمات الإرهابية في عدم حضور محادثات أستنة حيث أوامر الأسياد بعدم الحضور وهذا يدل أيضاً على أن هؤلاء مرتزقة ومأجورون أو بعض ضعاف النفوس الذين باعوا أوطانهم وأهلهم بثمن بخس وباتوا عبيداً للأجنبي.
في كل الأحوال القيادة السورية وعبر وفدها المشارك برئاسة الدكتور بشار الجعفري قدمت كل التسهيلات وحاولت سحب الذرائع من أجل إنجاح هذه المحادثات انطلاقاً من إيمانها بضرورة حقن الدم السوري والتوصل إلى نتائج تخدم مصلحة الشعب السوري لكن أعداء سورية وفي مقدمتهم نظام أردوغان الإخواني تعمد تعطيل محادثات أستنة لإطالة أمد الأزمة المفتعلة في سورية متوهما أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى قبول القيادة السورية بالشروط التركية والأميركية ونحن نقول له إن ذلك حلم إبليس بالجنة وماعجز عن تحقيقه نظام أردوغان والولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي عبر الإرهاب لن يستطيعوا أن يحققوه عبر السياسة، وفي هذه الحالة ستكون كلمة الفصل للميدان حيث يحققالجيش العربي السوري الإنجازات والانتصارات على كامل الجغرافيا السورية وتأتي عمليات المصالحة والتسويات لتضيف على هذه الإنجازات إنجازات أخرى تسهم جميعها في إفشال مخططات الأعداء وتشكل علامات هامة من علامات النصر على الإرهاب والإرهابيين وقطع اليد التي تمتد لتزعزع أمن واستقرار سورية وفي ذلك رسالة للعالم أجمع أن سورية بشعبها وقيادتها وجيشها البطل ستظل عصية على المتآمرين والقلعة التي يتحطم على أسوارها أحلام وأوهام الغزاة والمراهنين والمأجورين مهما بلغت التضحيات.
محرز العلي