في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، شهدت ساحة التحرير في دمشق اليوم وقفة عمالية تضامناً مع القضية الفلسطينية، بدعوة من الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وبالتنسيق مع منظمات نقابية وعربية والاتحادات النقابية الإقليمية لتشمل الوقفات التضامنية جميع العواصم، دعما لنضال الشعب الفلسطيني وانتفاضته ضد ما يسمى صفقة القرن التي تسعى إليها الإدارة الأمريكية وفرض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في كلمة له إن هذه الوقفة تأتي نصرة لفلسطين والجولان ورفضاً لصفقة القرن المشبوهة، في وقت بدأ فيه المشروع الصهيوعربي بالذبول على وقع انتصار سورية على المؤامرة والإرهاب وداعميه.
ولفت القادري إلى أن الحرب الكونية على سورية كان هدفها إسقاط قضية فلسطين ولتسهل على الراكعين والمهرولين والمستسلمين الارتماء في أحضان الصهاينة، مؤكدا أنه طالما انتصرت سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد فإنه لا خوف على قضية فلسطين، وأنه كما حمت سورية -القضية الفلسطينية من الذبول عقب اتفاق أوسلو الذي أريد منه تصفية هذه القضية- تحميها اليوم بانتصارها.
وأضاف رئيس الاتحاد العام: هم أرادوا أن يزيحوا سورية من الوجود لأنها العقبة والصخرة الصماء في وجه مشروعاتهم، لافتا إلى أنه ما كان لهذه الحرب الإرهابية على سورية أن تكون لو أنها وافقت على أن تكون جزءاً من مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولو أنها وافقت على التطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية.. وقال: أما وقد انتصرت سورية اليوم بشعبها الصامد وجيشها الباسل وقائدها الشامخ السيد الرئيس بشار الأسد فلا خوف على القضايا العربية والثوابت ولا خوف على فلسطين والجولان، فسورية ستبقى شوكةً ومخرزاً في أعين أعداء العروبة.
وأوضح القادري أن هؤلاء الذين يتسارعون اليوم إلى الارتماء في أحضان الصهاينة ليطبّعوا معهم لن يصيبهم إلا الخزي والعار، وستبقى فلسطين عربية وقضيتنا المركزية الأولى، مؤكداً أن سورية لن تتراجع عن التزاماتها بكل القضايا العربية رغم ما أصابها من خذلان عندما تدافع القادة العرب على الانخراط في مسلسل التآمر على سورية، وعندما اسُتخدمت بعض الدول العربية معبراً لمرور الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى سورية، فكانوا يريدون تكفير السوريين بالعروبة، لكن القائد الشامخ الصامد بشار الأسد علّمنا أن العروبة انتماء وليس خيارا وأن بعض الساقطين من الأمة العربية لن يكفرونا بالعروبة، بل هم لا يزودننا إلا إصراراً على انتمائنا العربي، مشيراً إلى أن هؤلاء المارقين الذين انخرطوا في هذا المخطط مصيرهم إلى زوال... والبقاء سيكون للأمة والعروبة في رسالتها الحضارية.
ووجه القادري التحية للشعب الفلسطيني هذا الشعب العظيم الذي يواجه باللحم الحيّ وبصدور عارية نذالة وخسة الحكام العرب المرتمين في أحضان الصهاينة.. والتحية إلى أطفال وشباب فلسطين ورجالها ونسائها، والتحية إلى الأبطال في الجولان العربي السوري المحتل الذين كما أسقطوا مشروع الهوية الإسرائيلية وأثبتوا أنهم عرب سوريون، أسقطوا أيضاً بصمودهم وعروبتهم وانتماءهم مشروع مايسمى "بالانتخابات المحلية"... وهؤلاء السوريون طالما في الأمة قائد اسمه بشار الأسد لا خوف عليهم فالجولان المحتل سيعود.. وستعود فلسطين وستعود الحقوق.. وستبقى سورية قلعة للمقاومة ومخرزاً يفقأ أعين الأعداء.
من جهته قال غسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب: في هذا اليوم يلتقي العمال العرب من مغربه إلى مشرقه.. يلتقون ليس للوقوف فقط صفاً واحدا لمواجهة هذه الصفقة التي سميت صفقة القرن في سوق نخاسة العبيد، يقفون في وجهة مؤامرة التطبيع والرضوخ والإذلال والاستسلام أمام العدو الصهيوني، أولئك المطبعون الذين يجب أن تمرغ رؤوسهم برمال الصحاري.
وأضاف غصن: في هذا اليوم والذي خصصته الأمم المتحدة لكي يكون يوما عالمياً للتضامن مع فلسطين.. وأنتم أردتوه أن يكون يوماً للعمال.. يوما للشعب.. وشعبنا العربي ينهض ليقف في وجه المؤامرة التي تستهدفنا والتي سقطت على بوابة دمشق بوابة العز والانتصار بوابة الرئيس بشار الأسد الذي قاد المقاومة وجبهة الصمود والعنفوان لمواجهة صفقة القرن وأبى إلا أن ينزل الساحة مع أبطال الجيش العربي السوري وشعبه الصنديد لكي يواجه أخطر رعاع الأرض من المرتزقة الإرهابيين الذين دفعوا إلى بلادنا من أجل أن يعيثوا خراباً فيها، وكانت سورية مقبرة لأولئك المرتزقة الكافرون.
وأكد غصن أن انتفاضة الحجارة جعلت من الإسرائيلي يهرب من حجارة طفل فلسطيني، وهاهم أبناء الشعب الفلسطيني اليوم يقودون مسيرات العودة والتحرير.. العودة التي كرستها لنا حقوقنا المشروعة وقرارات الأمم المتحدة التي لن نتخلى عنها يوماً بل سنعود إلى فلسطين منتصرين ومحققين حلمنا العربي بأن فلسطين عربية وقدسها هي قدس الأقداس عاصمة فلسطين.
ووجه غصن نداءً إلى الفلسطينيين وإلى العمال العرب لاستنهاض الساحات العربية لمواجهة هذه المؤامرة الدنيئة، واستنهاض شعوبنا التي لا زالت تنبض بنبض الحق وترفع هاماتها انتصارا للقضايا العادلة... أن نستنهض الانتفاضة ونسير مسيرات العودة وأن نقاطع كل التعامل مع العدو الصهيوني وأن تعلن فلسطين اليوم يوم العصيان المدني في مواجهة هذا العدو، مطالبا الأمم المتحدة في ذكرى هذه المناسبة أن تحقق ما أقرته من قرارات وأن تعمل على تنفيذها ليعود الحق إلى أصحابه وأن تقوم دولة فلسطين على كامل أرض فلسطين.
بدوره الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان الحسن، قال إن هذه الوقفة التي دعت إليها الأمانة العامة بالتنسيق مع المنظمات النقابية العربية والاتحادات النقابية الإقليمية والدولية تأتي في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لدعم وإسناد قضيته في التصدي للإجراءات الإسرائيلية التعسفية وللرد على التصرفات والعدوان الأمريكي على مدينة القدس وللرد على التطبيع.
ولفت الحسن إلى أن هذه الوقفة تتزامن مع انتصارات الجيش العربي السوري التي تكتب بأحرف من ذهب في تاريخٍ صنع من دماء شهداء شعبنا العربي السوري وجيشه والذي التف حول قائده المنتصر القائد بشار حافظ الأسد.
من جهته محمود الخالدي سفير دولة فلسطين في دمشق، أكد أن الجولان وفلسطين لن يعودا إلا بالروح والدم، لافتا إلى أن الجولان لنا أرض عربية سجل شعبها أروع البطولات وفلسطين لنا ولن نتخلى عن حفنة تراب منها.
وقال إن وقفة اليوم لنعلن للعالم أجمع أننا ملتزمون بالحقوق العربية في أرض فلسطين إلى الأبد وإننا ملتزمون بكل حفنة تراب من الجولان، لافتا إلى أن هذه الوقفة تأتي في ظل مرحلة معيبة تمر بها بعض الأنظمة العربية التي بدأت بالتآمر على سورية قلعة العروبة الحافظة للحقوق العربية عبر التاريخ.. سورية حافظ الأسد.. سورية بشار الأسد.. وأن هذه الوقفة جاءت رداً على المطبعين مع إسرائيل والتزاماً بالحق العربي.
وأضاف: سورية ستبقى صامدة وقلعة للحقوق العربية... سورية انتصرت وستنتصر في كل معاركها، والجولان العربي سيعود طال الزمن أم قصر وحقوقنا في فلسطين راسخة.
علي مصطفى، المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سورية، قال: تأتي هذه الوقفة المجيدة تضامناً مع الجولان العربي السوري الذي سيبقى عربياً يحتمي بسورية وطنه وقائده الدكتور بشار الأسد، وهذه الوقفة للتضامن مع صمود شعبنا الذي لم ولن يقف في يوم من الأيام مخذولاً بالرغم من كل المؤامرات والصفقات التي مرت عليه، وسيبقى رافعاً لراية النضال والمقاومة حتى تحقيق النصر وعودة فلسطين حرة عربية واستعادة الحقوق المسلوبة.
ووجه التحية لأبناء فلسطين الذين يقاتلون لاستعادة حقوقهم وفي مقدمتها حق العودة، والتحية للأخوة في الجولان الذين وقفوا وقفة عظيمة ضد التهديد الصهيوني وسحقوه، مؤكداً أن الفلسطينيين والسوريين في خندق واحد خندق العروبة والمقاومة مهما تكالب المطبعون الصهاينة المارقون.
وأكد أنور عبد الهادي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطيني أن هذه الوقفة رسالة تذكير لكل العالم بأن شعب فلسطين لاتزال أرضه محتلة ومن حقه أن يقاوم بكافة الوسائل.
وأشار إلى أن سورية وقفت مع الشعب الفلسطيني ودافعت وناضلت وتحدت وتعرضت لكل أنواع الإرهاب وبقيت متمسكة بحقوق شعبنا الفلسطيني.