استقبل الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال اليوم وفد اتحاد عمال البرتغال (سي جي تي بي) برئاسة اغوستو براسا مسؤول العلاقات الدولية في الاتحاد.
ورحب القادري بالوفد البرتغالي، وقال: يسعدني أن يكون وفدكم من أولى الوفود النقابية التي تزور سورية بعد تحقيق النصر على الإرهاب وتطهير أغلب المناطق من فلول المجموعات الإرهابية، معرباً عن اعتزاز الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالعلاقات المتميزة والقوية التي تربطه مع اتحاد عمال البرتغال صاحب المواقف المتقدمة والمشرفة الداعمة لشعب وعمال سورية التي تعرضت لحرب إرهابية ظالمة أضرت بقضايا التنمية وروعت الشعب السوري وكان لها تأثيرات سلبية على كل قطاعات الشعب السوري.
وأضاف القادري: واجهنا حرباً إعلامية شرسة جداً شاركت فيها أكثر من 100 محطة إعلامية عربية وأجنبية كانت تصور الواقع خلاف حقيقته، وصورت أن ما يجري هو "ثورة"، والحقيقة ما حدث هو حرب بين الشعب والحكومة من جهة وقطعان الإرهابيين الذين حاولوا القضاء على كافة أوجه الحياة في سورية، لافتا إلى أن الحرب على سورية تعود لسببين.. الأول: أن سورية بشعبها وقيادتها استطاعت أن تنجز تنمية اجتماعية واقتصادية بمواردها الذاتية دون رهن اقتصادها لبيوت المال العالمية.. والثاني: لأنها قالت لا ومانعت المشروعات والمخططات الأمريكية التي رسمت للمنطقة عبر العقود الماضية والتي لا تنسجم إطلاقا مع تطلعات أبنائها.
وأوضح رئيس الاتحاد العام أن سورية استطاعت أن تقف في وجه الامبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتي لا يستطيع أحد أن يقول لها لا.. وقال: "سأضرب مثلاً من قلب أوروبا.. الرئيس الفرنسي صرح أنه يريد إنشاء جيش أوروبي للتحرر من هيمنة أمريكا.. وبعد أيام الاضطرابات عمت فرنسا و لاتزال إلى اليوم".
وأكد القادري أن الشعب السوري شعب حيّ وقف وصمد خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي هو رمز لصمود السوريين في وجه جحافل الإرهابيين الذين استجلبوا من كل أطراف الأرض وتم تقديم كل الدعم المادي واللوجستي لهم لتدمير سورية، لافتاً إلى أن الصمود السوري كان أسطورياً حيث تمسك الشعب بغالبيته العظمى بوطنه ودافع عنه.
كما أكد أن ما يسمى "الربيع العربي" كان مؤامرة لتدمير كل الدول العربية لصالح صنّاع الحروب والشركات العابرة التي تصنع الأسلحة.
ولفت القادري إلى أن عمال سورية مثل كل أبنائها تعرضوا للمعاناة في ظل الحرب الإرهابية حيث تم استهدافهم في معاملهم وأماكن مبيتهم وصمدوا إلى جانب كل السوريين، وأفشلوا الحرب الاقتصادية من خلال إصرارهم على الذهاب إلى مواقع العمل لإنتاج أسباب الحياة للشعب السوري مدفوعين بروحهم الوطنية العالية وهم اليوم منهمكين بإصلاح المعامل والشركات وشبكات الكهرباء والمياه والطرق التي دمرها الإرهابيون، وأعادوا الحياة إلى كل المرافق الإنتاجية الخدمية التي تؤمّن فرص عمل إضافة إلى تقديم الخدمات للمواطنين.
وأعرب رئيس الاتحاد العام عن شكر الشعب السوري لكل الدول والمنظمات التي وقفت إلى جانب نضاله خلال سنوات الحرب وفي مقدمتها روسيا والصين والمقاومة الوطنية اللبنانية وكل المنظمات النقابية التي حضرت إلى دمشق تحت وابل قذائف الإرهابيين وعبّرت عن تضامنها مع الشعب السوري، مشيراً إلى أن هؤلاء جميعاً شركاء للشعب السوري في الانتصار الذي حققه على الإرهابيين.. وهذا النصر ليس للسوريين فقط بل هو نصر للإنسانية جمعاء التي عانت من الإرهاب.
وختم القادري كلامه بالقول: الشعب السوري بكل شرائحه كما كان مصراً على الصمود والانتصار هو اليوم وبالعزيمة نفسها مصّر على إعادة بناء و إعمار سورية.
من جهته أعرب رئيس الوفد العمالي البرتغالي عن سرور أعضاء الوفد لزيارتهم سورية واللقاء بأعضاء الاتحاد العام لنقابات العمال، وقال: إننا منذ اللحظة الأولى للحرب على سورية كان موقفنا واضحاً وصريحاً بالوقوف إلى جانب سورية وشعبها وعمالها وقلنا إذا أرادوا أن يحاربوا الشعب السوري عليهم أن يحاربوننا نحن كشعب لأن الإرهاب سيطالنا في أي لحظة، وكنا على ثقة تامة بأن هذه لم تكن حرباً سورية سورية، بل كانت حربا امبريالية همجية على سورية، ولدينا الكثير من المواقف والتصريحات تدعم وتقف إلى جانب الطبقة العاملة في سورية، ولم يكن لدينا أي شك حول من يقف خلف ما يسمى "الربيع العربي" ونحن نعرفه جيداً.
وأضاف براسا: عرفنا كيف نقف وأين نقف وإلى جانب من نقف، لأن انتصار سورية على الإرهاب هو انتصار للعالم بأسره، مؤكدا تضامن عمال البرتغال مع سورية وقيادتها وشعبها وعمالها.
وتم خلال اللقاء الاتفاق على تعزيز التعاون بين المنظمتين النقابيتين في البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين وتبادل زيارات الوفود العمالية وتنسيق المواقف في المحافل الدولية.
ويضم الوفد البرتغالي جوزيه كوريا عضو في المجلس التنفيذي رئيس اتحاد البلديات، وايزابيل كامارينها عضو في المجلس التنفيذي رئيس الاتحاد التجاري، وروجيرو سيلفا عضو في المجلس التنفيذي رئيس اتحاد النقابات العالمية(الصناعات) وجواو باريروس عضو في المجلس الوطني - المسؤول عن السلام والتضامن.
وتستمر زيارة الوفد ثلاثة أيام سيوقع في ختامها بيان مشترك بين الجانبين.
