الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

افتتاح الدورة الـ 27 للصحة والسلامة المهنية

2018-11-18 18:39:16

افتتح الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال اليوم دورة الصحة والسلامة المهنية الـ 27 في معهد السادس عشر من تشرين الثاني للثقافة العمالية .
ورحب القادري في كلمته خلال الافتتاح بالرفاق المشاركين وقال: في رحاب الذكرى الـ 48 للحركة التصحيحية المجيدة نتوجه بتحية الإجلال والإكبار إلى روح القائد المؤسس الرئيس حافظ الأسد الذي صنع التصحيح وصنع ما تلا التصحيح من ثورة شملت كل مجالات الحياة في سورية.
وأضاف القادري: إن الصمود الأسطوري الذي حققه الشعب السوري في وجه العالم خلال الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية جاء نتيجة لمرتكزات التصحيح المجيد، لأن هذا الصمود الذي أذهل العالم في مواجهة أكثر من مئة دولة وفي مواجهة حرب شاملة (إعلامية، سياسية، اقتصادية، إرهابية).. يجد أساسه في البناء الشامل الذي تم إنجازه على امتداد سنوات التصحيح المجيد في عصر القائد المؤسس منذ عام 1970 حتى عام 2000 والتي استمرت من خلال مسيرة التطوير والتحديث التي أطلقها قائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد  .
وأكد رئيس الاتحاد العام أن الصمود فعل تراكمي وليس لحظياً، ومقومات الصمود في سورية تم بناؤها عبر عقود طويلة من التنمية في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها... مضيفاً أن هذه القاعدة الاقتصادية المتينة التي استندنا إليها فوتت على أعدائنا تحقيق أهدافهم من خلال الحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية.. وكان هدفها تجويع الشعب السوري وقتل إرادة الصمود لديه.
وقال: هذا كان الهدف من الحرب الاقتصادية، عندما حوصر الاقتصاد وفرضت العقوبات من قبل دول الغرب التي كانت تتشدق بحقوق الإنسان.. وهذه الحرب تناغمت مع الافعال الإجرامية للعصابات الإرهابية المسلحة.. عندما سرقت موارد الاقتصاد السوري وتم نقلها إلى الدول المجاورة لتباع بأرخص الأثمان.. وعندما سرق القمح السوري الذي كان ضمانتنا لتحقيق الأمن الغذائي وعندما سرق النفط السوري وعندما نهبت وسرقت المعامل السورية في مدينة الشيخ نجار في حلب، وعندما دمرت مواقع العمل... كانت هذه الأفعال الإجرامية التي قام بها الارهابيون بأوامر من مشغليهم تتناغم مع الحصار وكان الهدف تفشيل الاقتصاد السوري لإيصاله إلى العجز في تأدية مهامه في تقديم السلع والخدمات للمواطنين.. لكنهم فشلوا لأننا امتلكنا إرادة صلبة على الصمود.. ولأن في سورية قاعدة متينة من مقومات الصمود بنيت على امتداد عقود التصحيح وما تلاها من تطوير وتحديث في المجالات كافة.
وأوضح القادري بالقول: لا يمكن أن تمر ذكرى التصحيح مرور الكرام على كل أبناء سورية الشرفاء وخاصة أبناء الطبقة العاملة، لأن ما حصلنا عليه من مكاسب وإنجازات كعمال في هذا الوطن لا تعد ولا تحصى، بدأت في ظل التصحيح وما زالت تتالى فصولاً، ولهذه الذكرى (ذكرى التصحيح المجيد وذكرى القائد المؤسس) وقع كبير في وجداننا كعمال وطبقة عاملة وكشرائح فقيرة في المجتمع، لأنه في ظل التصحيح تم بناء الآلاف من المصانع في القطاع العام... هذه المصانع أمنت تشغيل مئات الآلاف من أبناء الفقراء.. وفي ظل التصحيح المجيد تم انتهاج سياسة زراعية أوصلتنا إلى حالة الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي، وتم بناء عشرات السدود وترع نقل المياه وتم تقديم دعم غير مسبوق للأخوة الفلاحين في كل محافظات القطر... وفي ظل التصحيح المجيد ربطت أوصال الاقتصاد السوري بشبكة واسعة من الطرق وتم تأمين نقل السلع والخدمات من أماكن إنتاجها إلى أماكن استهلاكها... وفي ظل التصحيح المجيد أصبح لدينا اقتصاد صامد مقاوم وهو الذي مكننا من الصمود في مواجهة هذه الحرب.
وعلى الصعيد السياسي، أكد القادري أن الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد الخالد استطاعت الانتقال بسورية من دولة ضعيفة تستجدي أسباب العيش من الدول المجاورة، إلى لاعب أساسي في المنطقة ودولة مركزية ومحورية تتحكم بقضايا المنطقة.. وإلى دولة تتمسك بالحقوق في الوقت الذي هرول الكثير من حولها وسقطوا في مستنقع الذل والهوان الذي عاشوه على امتداد السنوات الماضية.. ولهذه الأسباب كان التآمر على سورية لأنها استطاعت عبر أكثر من أربعة عقود أن تنجز تنمية اقتصادية اجتماعية طالت كل مجالات الحياة بمواردها الذاتية، ولم تمد يدها إلى بيوتات المال الاستعمارية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لأن هذه المؤسسات ظاهرها اقتصادي وباطنها سياسي، كانت تمد الدول بالقروض وعندما تعجز تلك الدول عن تسديد القروض تبدأ السياسات التدخلية لهذه المؤسسات التي هي أذرع للإمبريالية  وبالتالي تفقد هذه الدول استقلالها الاقتصادي، وأي دولة تفقد استقلالها الاقتصادي تفقد بالضرورة استقلالها السياسي لأن الاقتصاد هو الذي يحصن القرار السياسي، مؤكدا أن الحرب على سورية كانت إحدى أسبابها الجوهرية أن سورية استطاعت أن تنجز تنمية اقتصادية اجتماعية طموحة لمواردها الذاتية وبجهود أبنائها.
ولفت إلى أن هذا الصمود مكننا من القول اليوم إننا فعلاً على أبواب نصر أسطوري سطره قائد حكيم وعظيم نتشرف جميعاً بالعمل خلف قيادته، السيد الرئيس بشار الأسد، وهذا النصر حققه أيضاً صمود شعبنا بكل فئاته... هذا الصمود الأسطوري ساهم في النصر وتجنيب سورية كل ما خطط لها أعداؤها من مخططات خبيثة كانت تستهدفها في وجودها ووحدتها، وهذا النصر حققه جيش عظيم عقائدي كان أحد ثمار الحركة التصحيحية المجيدة، هذا الجيش العقائدي المؤمن بالوطن والساهر أبداً على صيانته ببطولته وتضحياته وبسالة أبنائه هو الذي مكننا من أن نصل إلى أبواب النصر، هذا النصر حققته دماء شهدائنا... هذه الدماء الطهورة التي روّت تراب الوطن في مقارعة الإرهاب والإرهابيين.. هذه الدماء الزكية كان لها عظيم الأثر في وصولنا إلى ما نحن عليه اليوم من حالة سنحتفل قريباً بتحقيق نصر ناجز.
وحول دورة الصحة والسلامة المهنية قال القادري: نحن اليوم في صرح تعليمي.. وأهم عنصر لتحقيق الفائدة المرجوة من وجودنا فيه هو فهم ما جئنا لأجله وما نريد تحقيقه من غايات محددة لاكتساب معارف مختلفة تمكننا من تأدية مهامنا في المستقبل.
وأشار إلى وجود الكثير من المهن، يستهلك القائمون عليها عند قيامهم بالعمل ما بين أيديهم من وسائل إنتاج (آلة – مادة- قطع تبديل) لكن هناك مهناً تستهلك إضافة إلى ذلك صحة القائمين عليها، وهناك مهن تحتوي ملوثات وعوامل تضر بصحة العامل وتستهلك صحته، ومهمتنا استكشاف هذه المخاطر والعمل على التخفيف من آثارها وصولاً إلى إلغاء هذه الآثار الجانبية بالمطلق، وقال: "حقيقةً إن ثقافة عمالنا ليست بالمستوى المطلوب في موضوع الصحة والسلامة المهنية، ونحن كمنظمة نقابية نضغط بكل ما أوتينا من إمكانيات على الإدارات لتأمين مستلزمات الصحة والسلامة المهنية لكن للأسف كان عمالنا لا يستخدمونها".
ولفت القادري إلى أن الصحة والسلامة المهنية نوعان.. في موضوع الصحة هنا مثلاُ مواد موجودة في المخابر تحتوي مواد مجرثمة ومسرطنة والعاملين في هذه المراكز معرضون لخطر هذه المواد، ويجب أن نحافظ على صحتهم ومنع تأثير هذه المواد من خلال الأدوات التي يجب عليهم استخدامها أو الوجبات الداعمة التي يحصلون عليها، أما في موضوع السلامة يوجد مهن خطرة ففي المصانع الإنتاجية يتعرض العمال لحمل أوزان ثقيلة جداً ولذلك يجب أن نؤمن لهم مستلزمات العمل.
وقال إن هذه الثقافة ضعيفة والسبب هو تقصير القيادات النقابية القاعدية التي يجب أن تساهم بخلق ثقافة الصحة والسلامة المهنية وفي خلق ثقافة استعمال الوسائل التي تحمي العامل ، لافتاَ إلى وجود أسباب موضوعية ناتجة عن الوضع المعيشي وضآلة الراتب تضطر العامل لبيع الوصل "وصل اللباس مثلاً" للاستفادة بمبلغ مالي.
وأضاف القادري: نحن اليوم في هذه الدورة نريد إنتاج كوادر متقدمة في هذا المجال لأننا مقبلون على عملية إعادة الإعمار وهذه العملية تشمل كافة الجوانب، لذا يجب خلق ثقافة عمل جديدة وآليات عمل جديدة والبدء بذهنية جديدة لأن ما هو قائم غير مرض،ٍ ويجب أن نغير في ثقافة عمالنا للأفضل وأنتم المعوّل عليكم قيادة هذه المسألة، ونتمنى الاستفادة من وقت الدورة الذي يمتد ستة أشهر والتحلي بالجدية المطلقة.
وقال: لقد توقفت الدورات لمدة ثلاث سنوت بالمعهد، والسبب أننا قيّمنا عملية التدريب والتأهيل في الفترات السابقة ووجدناها عقيمة لعدة أسباب، فالدراسين جزء منهم هارب من مدرائه وجزء جاء للسياحة والاصطياف، لذا قلنا لا يتم قبول أي دارس دون خضوعه لامتحان وفي حال نجح أحد غير كفوء فيوجد امتحان نصفي أول إن لم يتم اجتيازه بنجاح يتم إبعاده عن الدورة، أما المشكلة الثانية في تقييم الدورات السابقة أن المحاضرين لم يكونوا ذو كفاءة عالية لذا قلنا يجب اختيار أفضل المحاضرين لكل موضوع كي تتحقق الفائدة،واتجهنا نحو أصحاب الاختصاص القادرين على إضافة شيء لإمكانيات العامل، إضافة إلى المشكلة الثالثة وهي المناهج التي كانت تحوي حشوا زائدا، فقمنا بالتنسيق بين المرصد العمالي وإدارة المعهد ووضعنا مناهج جديدة للصحة والسلامة المهنية وللدورة المركزية بحيث تحقق الفائدة القصوى للأخوة العمال.
ودعا القادري الدارسين إلى التحلي بالجدية والجرأة وعدم إضاعة الوقت، وقال: بعد انتهاء هذه الدورة سنعمل مع الإدارات حتى تكونوا مفتشين في الصحة والسلامة المهنية، إضافة إلى أننا في الجانب العملي سنعمل على تقسيمكم لفرق تتوزع على الشركات والمؤسسات لكي تقدموا تقريراً علمياً عن مخاطر المهنة في الشركة أو المؤسسة التي كنتم بها، لذا نتمنى أن تحققوا الفائدة القصوى من هذه الدورات، متمنياً على الدارسين أن يعيشوا كأسرة واحدة خلال هذه الدورة وإعطاء صورة ناصعة البياض عن الجهد التعليمي في هذه المنشأة وأن يكون وجودهم إيجابياً ومثمراً.
وختم رئيس الاتحاد العام حديثه بتوجيه التحية إلى أرواح الشهداء وإلى روح القائد المؤسس وإلى أبطال جيشنا الصامد وإلى طبقتنا العاملة التي شكلت متراساً وعموداً من أعمدة الصمود، وإلى قائدنا الرمز السيد الرئيس بشار الأسد كل التحية والتقدير والاحترام.
من جهته أوضح مدير المعهد محمد عيد حمال أن المعهد يحتفل اليوم بإطلاق دورة الصحة والسلامة المهنية الـ /27/ بعد أن أنجز الدورة المركزية الـ /43/ مع نهاية شهر آذار بعد توقفٍ لسنوات، حيث أولى الرفيق رئيس الاتحاد رعايته وتوجيهه لإعادة تأهيل هذا الصرح الحضاري واضعاً خطة منهجية عملنا من خلالها في التأهيل والصيانة والتي شملت كافة فعاليات المعهد .
وقال: لم نكن لنستطيع أن ننجز ذلك لولا الدعم الكبير من الرفيق رئيس الاتحاد العام، كما عملنا بالتوازي على وضع خطة دراسة المناهج القديمة وتقييم مدى مواءمتها للمرحلة القادمة حيث تمت إعادة المناهج الجديدة وفق التوجه والرؤى والأهداف والأسس التي زودت بها إدارة المعهد، ووجه بإطلاق هذه الدورة لتكون لبنة مساهمة في عملية البناء للمرحلة القادمة نظراً لما يتمتع به موضوع الصحة والسلامة من أهمية قصوى في هذه العملية.
وأضاف حاولنا من خلال منهاج هذه الدورة الإحاطة بكل جوانب الصحة والسلامة المهنية ليكون منهاجاً متكاملاً، حيث يتضمن 29 مادة موزعة على خمسة محاور مقارنة مع المنهاج القديم والذي كان يتضمن 11 مادة فقط، متمنياً أن تضيف هذه الدورة لرصيد  الدارسين الثقافي والفكري والمعرفي ما يحققون به الآمال المنشودة عليهم ككوادر فاعلة تكون أساساً يعتمد عليه في عملية البناء والتطوير والتحديث من خلال إداراتهم وعملهم النقابي.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك