في يوم نقابي عمالي حافل بالنشاطات زار الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال اليوم يرافقه الرفيق عماد الدين غضبان رئيس مكتب العمال بفرع الحزب والرفيقان حمد القلعاني وبشير حلبوني عضوا المكتب التنفيذي للاتحاد العام الشركة العربية للاسمنت ولمواد البناء بحلب، كما افتتح روضة للأطفال بالقصر البلدي بالمحافظة، واجتمع مع مجلس اتحاد عمال حلب، وكرّم 185 طالباً من أبناء العمال المتفوقين بالشهادتين الإعدادية والثانوية العامة ، كما شارك بحملة اليوم الأخضر من خلال زراعة الأشجار حول فندق شيراتون حلب إضافة إلى مشاركته حفل غداء مع عمال فندق الشيراتون ، وخلال تكريمه الطلاب المتفوقين أعرب القادري عن اعتزازه وفخره بتكريم هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا التعالي على الظروفٍ القاسية، وأنجزوا تفوقاً باهراً .
وقال القادري: إذا كان التفوق بحد ذاته قيمة، فهو يكتسب قيمة جديدة عندما يكون لأبناء أسر كادحة وعاملة، لافتاً إلى أن هذه الكوكبة من المتفوقين تشرفنا وتكرمنا جميعاً ، ونحن من نتكرم ونتشرف بهم. وأشار القادري الى قول السيد الرئيس بشار الأسد "إن البطولة في سورية أصبحت حالة عامة" ، فالجندي في موقعه بطل وهو يقارع الإرهاب والإرهابيين والعامل في مصنعه بطل أيضا عندما يتفوق على كل الظروف ويستمر في خلق الأدوات والوسائل التي تمكن من إنطلاق عملية الإنتاج ، والطالب المتفوق هو بطل أيضاً لأنه استطاع أن ينجز التفوق في ظروف استثنائية قاسية .
وأضاف: إن التفوق عندما يكون لأبناء الطبقة الكادحة العاملة فإنه يكتسب قيمة مضافة ، خصوصاً عندما ينجز في هذه الظروف القاسية التي مرت على وطننا وأمتنا وعلى حلب على وجه التحديد ، موجهاً التحية لكل الطلبة المتفوقين عنوان المستقبل الباهر لهذه الأمة التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد من انتصار إلى انتصار، وتحية للعمال الذين استطاعوا بعرقهم وصبرهم وجهودهم وتضحياتهم أن ينتجوا لأبناء هذا الوطن متطلبات حياتهم، و أن ينتجوا أيضاً هؤلاء الأبناء المتفوقين الذين نفتخر بهم جميعاً .
وتابع القادري: لطالما شهدت هذه القاعة كما قاعات المنظمة النقابية في كافة المحافظات تكريم أبطال الانتاج من عمالنا وعاملاتنا وهي اليوم تكسب تكريم أبطال العلم من أبنائنا وبناتنا ،معرباً عن استعداد المنظمة النقابية لرعاية أي طالب متفوق بحاجة إلى مساعدة للاستمرار بدراسته الجامعية . وختم القادري كلامه بتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى شهدائنا منارات الوطن الذين رووا بدمائهم المقدسة الطاهرة تراب هذا الوطن وهم يدافعون عنا في وجه أشرس وأقذر حرب عرفتها البشرية ، و التحية إلى أبطال الجيش العربي السوري الذين أوصلونا اليوم إلى بوابة النصر النهائي على كل من تربص بسورية وبالسوريين شراً ، وتحية الفخر والاعتزاز والمحبة والولاء إلى قائدنا الرمز القائد المفدى ، قائدنا على دورب النصر والإنجاز السيد الرئيس بشار الأسد .
وخلال لقائه أعضاء مجلس اتحاد عمال حلب تحدث الرفيق القادري عن دور حزب البعث العربي الاشتراكي في بناء سورية الحديثة و دوره الرئيسي في إرساء قواعد نهضة اجتماعية واقتصادية شملت كل المجالات لافتاً إلى أن حالة الصمود في وجه هذه الحرب العدوانية الشرسة لم تكن ممكنة لولا هذه البنى التحتية الهائلة التي تم بناؤها ...
وقال القادري : الحزب هو الذي بنى سورية وقادها ، و استطاع أن يبني جيشاً عقائدياً اتكأنا عليه في العام 1973 و في العام 1980 وفي هذه الأزمة وحرر سورية من الإرهابيين وأحبط مخططات مئة دولة شاركت وتدخلت في الحرب على سورية ، و اليوم نحن نقزم الانتصار إذا قلنا أننا انتصرنا على شرازم الإرهابيين ، فنحن انتصرنا على الدول الداعمة للإرهابيين التي كانت تخطط لهم و تقدم الدعم الاستخباراتي و اللوجستي والمادي والسياسي و الإعلامي ، ولم يكن ممكنا أن ننتصر لولا عقائدية جيشنا. وأضاف : يحق لنا أن نفخر بما حققه الحزب وبالديناميكية التي تعامل بها عبر مراحل تاريخه، حيث تكيف مع المتغيرات وهذا ما مكنه من الصمود, مشيراُ إلى أن الحزب أنجز وقفات مع الذات في كل مرحلة من المراحل و كيّف توجهاته وفق متطلبات أي مرحلة وهذا ما حصل في الاجتماع الأخير للجنة المركزية للحزب الذي عقد منذ عشرة أيام تقريباً.
وتابع القادري : طالما أن الحزب الذي هو رائدنا يخطو هذه الخطوات التطويرية فما هو المطلوب منا كنقابيين وعمال حتى نرتقي لمستوى المسؤوليات والأمانة المناطة بنا و الثقة التي نتشرف بحملها والدور المهم الذي تطلع به قيادات الطبقة العاملة .. وأردف : لقد وضعنا هدف في بداية الدورة هو تفعيل إعادة المنظمة النقابية لأصحابها الذين هم العمال والاقتراب من واقعهم ، بمعنى أن كل إيرادات المنظمة يجب أن تعود إلى العمال بمشاريع تنعكس عليهم وقد عملنا على هذا الجانب بشكل مكثف دون كلل أو ملل وقدمنا عشرات المبادرات ، مؤكداً أن العمل النقابي عمل ميداني وجداني لا رقابة فيه إلا رقابة الضمير والوجدان بالعمل والأداء والتصرف بالمال النقابي ، وفيه نكران للذات وتضحية وهو عمل نضالي... ولكي تنجح خطط وأهداف الاتحاد العام لا بد من النزول إلى مواقع العمل والاحتكاك بالعمال بشكل مباشر .
ودعا القادري الأخوة النقابيين إلى الخروج من حالة الجمود والرتابة في العمل لأن القائد النقابي غير خاضع لقوانين وتعليمات تنفيذية تحكم نشاطه ولديه هامش واسع للمناورة لتحقيق الأهداف والإبداع والابتكار، لافتاً إلى أن كل أنواع الأخطاء ممكن تجاوزها ولها حلول إلا الأخطاء المالية. كما دعا القادة النقابيين إلى تقديم تقرير عن النشاط في كل أسبوع إلى المكتب التنفيذي و إجراء وقفات لتقييم السلوك والأداء والفعالية والجديد الذي تم تقديمه للعمال مشدداً على التصدي لحالات الخلل في بعض مفاصل العمل النقابي وضرورة التقيد بالانضباط المسلكي ومراعاة الهيكل التنظيمي والتراتبية في كل مستويات المنظمة ، فعملنا مؤسساستي تكاملي جماعي نضالي و يجب أن نستفيد من طاقات الجميع ولا نهمش أحداً ويجب أن يكون مكتب النقابة فاعل و ناشط كلٌّ في أمانته، واللجان النقابية يجب أن تكون في حالة احترام متبادل وتواصل يومي بينها وبين مكاتب النقابات و كذلك مكاتب النقابات مع المكتب التنفيذي .
وأكد القادري أن معيار التقييم الأساسي لكل قائد نقابي في المنظمة هو قدرته على الانتشار بين صفوف القطاع الخاص ، وذلك بمحاورة أرباب العمل عبر ابتكار الأسلوب والأدوات التي تشجع رب العمل للتعاون معنا و مراعاة هواجسه ومخاوفه و خلق مصلحة مشتركة معه من أجل الوصول إلى عمال منشأته و تنسيبهم وتشميلهم بالمنظمة النقابية.
وختم القادري كلامه بالقول : نحن اليوم في آخر مرحلة من الحرب العداونية الشرسة ودخلنا في مرحلة إعادة الإعمار ومسح الأغبرة التي تراكمت على وجه بلدنا عبر سنوات الحرب الطويلة ، وتاريخياً كانت المنظمة النقابية ومازالت تحظى بالاحترام والتقدير والمكانة العالية لدى السيد الرئيس بشار الأسد ويجب أن نحافظ على هذه المكانة ونعززها بترسيخ الإيجابيات و الابتعاد عن السلبيات ، وكل مرحلة من المراحل لها طبيعة عمل مختلفة عن المراحل الأخرى لذلك يجب أن نكون واعين وأن نولي الجانب الثقافي الأهمية الكافية، فلا يجوز أن يصدر قانون أو تشريع لا نكون مسلحين بمعرفته ، خاصة في مجال عملنا أو قطاعنا أو في المجال العام كذلك الأمر بالنسبة للتثقيف الذاتي والدورات النقابية وهي مسألة غاية في الأهمية.