الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

من المدينة الصناعية بالشيخ نجار إلى منطقة العرقوب الصناعية في يوم عمالي مع عمال القطاع الخاص

2018-10-15 16:25:51

استكمالاً للجولات التي بدأها المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال على مختلف المحافظات والمنشآت الاقتصادية والصناعية العامة والخاصة للوقوف عند المشاكل والصعوبات التي تواجه الأخوة العمال والأخوة الصناعيين وبهدف تنسيب عمال القطاع الخاص إلى المظلة النقابية وإطلاق حملة المسؤولية المجتمعية لمرحلة ما بعد الحرب لإعادة الإعمار، زار الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام المنطقة الصناعية في الشيخ نجار بحلب وعدد من المدن والمناطق الصناعية والتقى الأخوة العمال والصناعيين فيها واستمع منهم إلى مطالبهم والصعوبات التي تواجه العمل والعمال وآليات تجاوزها وحلها.
وشارك رئيس الاتحاد العام في جولته كل من الرفيق عماد الدين الغضبان رئيس مكتب العمال بفرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حلب والرفاق حمد القلعاني وبشير حلبوني عضوا المكتب التنفيذي في الاتحاد العام ومدير المنطقة الصناعية في الشيخ نجار ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد عمال حلب ورؤساء النقابات في الاتحاد.
وقد تركزت مداخلات الأخوة الصناعيين في المدينة الصناعية بالشيخ نجار على ضرورة حل مشكلة تأمين العمالة الفنية القادرة على إعادة عملية الإنتاج وتأمين سكن للعمال في المدينة الصناعية، والحصول على مساعدة من الحكومة في موضوع حوامل الطاقة بسبب ارتفاع تكاليفها، والحاجة الماسة للكثير من المواد الأولية وضرورة العمل على تأمينها، إضافة إلى مشكلة نقص السيارات والآليات في المدينة الصناعية، وارتفاع كلفة النقل ٣٠٠%، إضافة إلى قيام الكثير من التجار بالاستيراد على حساب المنتج الوطني.
ولفت مدير المدينة الصناعية بالشيخ نجار إلى أن مساحة المدينة تبلغ ٤٤١٢ هكتارا وتتضمن مناطق صناعية ومناطق سكنية و مناطق مكملة للصناعة، وهي توطن كل الصناعات بشكل جغرافي مدروس بأحدث الأفكار للمدن الصناعية، وقد استهدفها الإرهاب وخرجت عن الخدمة لمدة عامين ونحن الآن أعدنا عجلة الإنتاج إليها وننتج.. ويوجد حاليا ٤٦٠ مستثمرا جديدا، وأعيد توصيل الكهرباء والمياه لكافة المنشآت في المدينة.
من جهته قال القادري إن هذا الصرح الاقتصادي مفخرة من المفاخر التي نعتز بها في سورية ويسعدني أكثر أن نلتقي مع أخوتنا الصناعيين الذين هم شركاؤنا في العملية الإنتاجية، ونحن هنا اليوم لنبارك بإعادة دورة الحياة والعمل والإنتاج في هذه المدينة بعد أن عطلها الإرهاب لسنوات عدة ودمر ما دمر.
وأشار القادري إلى أن أخوتنا الصناعيين يتذكرون كيف كان الوضع في 2010 في سورية بكل المجالات، بفضل حكمة السيد الرئيس بشار الأسد الذي قاد مسيرة التطوير والتحديث بدءاً من العام 2000 ليكمل مسيرة القائد المؤسس حافظ الأسد.. كيف كانت سورية خلال العقد الأول من هذا القرن حيث انطلقت في كل أوجه الحياة فأصبح لدينا حركة مزدهرة جداً على مستوى الصناعة والزراعة وكل المستويات الاقتصادية.. فقد كان لدينا حركة ناهضة، لعل هذه الحركة والنشاط والنجاح الذي حققته سورية وخصوصاً في الجانب الصناعي والذي أهم مؤشراته المدن الصناعية التي انتشرت في حلب "الشيخ نجار" وفي حمص مدينة حسياء الصناعية وفي عدرا والتي حقيقة ساعدت في توطين صناعات نوعية في سورية شكلت رافدا وداعما كبيرا للاقتصاد الوطني، أولاً لجهة إحلال الصناعات الوطنية محل الواردات وبالتالي توفير قطع أجنبي كبير وثانياً إن كل صناعة تتوطن في سورية تمكن من استغلال أكبر للموارد وتخلق فرص عمل جديدة وتسهم في زيادة الناتج القومي الإجمالي.
وأكد القادري أنه هناك اليوم ثقافة جديدة يجب أن تسود سواء في القطاع العام أو الخاص لأن مخرجاتها تصب في مصلحة الوطن أولا وأخيرا، وقال: لا شك أن الصناعي الذي أسس المؤسسة يحقق أرباحه وهذا هدف وهو مشروع تماماً، لكن بالمحصلة الوطن يكسب على صعيد توفير القطع الأجنبي وفرص العمل لليد العاملة التي توفد لسوق العمل وعلى صعيد زيادة الناتج المحلي القومي.
وأوضح: نحن حقيقة كعمال وشركاء في العملية الإنتاجية في كل قطاعات الاقتصاد الوطني فخورين بهذه الصروح الاقتصادية الضخمة التي أنشئت ومنها مدينة الشيخ نجار، وفخورين أكثر برجال الأعمال والصناعيين الوطنيين الذين رغم كل الظروف القاسية التي واجهتهم على وقع الحرب العدوانية التي وقعت على سورية، أصروا على التشبث والتمسك بالوطن وأصروا على التمسك بمنشآتهم واستمرار عجلة الانتاج وهذا مرده الروح الوطنية العالية التي يتمتع فيها المواطن السوري سواء كان صناعياً أو تاجراً أو عاملاً وفي كل الفروع.
وقال القادري: نحن اليوم نقول إن الذي مكن سورية من الصمود في وجه هذه الحرب وهي حرب كونية حيث عندما تجتمع أكثر من مئة دولة على دولة بحجم سورية وتستخدم وتسخر كل أدواتها العسكرية والإعلامية والسياسية والاقتصادية كي تحارب بلداً مثل سورية وتصمد وتخرج من هذه الحرب.. هذا بكل تأكيد مرده تجذر السوريين وتمسكهم بوطنهم وإيمانهم به وبالقيادة الحكيمة التي يجسدها السيد الرئيس بشار الأسد الذي استطاع أن ينهض بسورية خطوات كبيرة جدا قبل الأزمة، واستطاع أيضاً أن يقود صمود السوريين وأن يقود نصرهم على كل من تدخل، ونحن عندما نقول أن ما تحقق نصر أسطوري فعلاً، قياساً بحجم الحملة التي كانت موجهة ضد سورية وكان هدفها تفتيتها وزوالها لأنها كانت دائما وأبداً عقبة في وجه مشاريعهم التي ترسم لها وللمنطقة عموماً، فاليوم كل هذا الصمود وكل هذا الإصرار على إعادة عجلة الإنتاج إلى المدينة الصناعية، وللمدن الصناعية كافة فنحن زرنا المدينة الصناعية بحسياء ورأينا ما رأيناه اليوم وهو يعبر عن الروح الوطنية العالية ويعبر عن تجذر السوريين بوطنهم وإيمانهم بهذا الوطن الذي لا يمكن مهما بلغت حجم المعاناة أن تفت من عضدهم وتؤثر على صلابتهم وإصرارهم في إنجاح خيارات الوطن . ولفت القادري: اليوم كما قال السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه أعضاء اللجنة المركزية أننا في 5% الأخيرة من هذه الأزمة ومسيرة إعادة الإعمار انطلقت والسوريون قادرون دائما على الانبعاث من جديد مهما كان حجم التحديات والمعاناة، لكن اليوم مطلوب التكاتف بين الجميع وتغليب الروح الوطنية على كل ما عداها، ومطلوب أن نتكاتف جميعاً لإعادة إعمار الوطن الذي كلنا نتمتع بخيراته، وبالتالي رأينا حين تصدع الأمن فيه كلنا كنا متضررين على الصعيد الشخصي والطبقي والوطني .
وشدد القادري بالقول: نحن قادرين من موقعنا كاتحاد عام لنقابات العمال أن نساهم ونساعد في تذليل الصعوبات والعقبات التي تواجه أخوتنا الصناعيين مع كل تقديرنا واحترامنا لرفاقنا في اتحاد غرف الصناعة والتجارة والدور الذي يلعبوه في رعاية مصالح الصناعيين.. ويهمنا تذليلها كي ترجع عجلة الإنتاج إلى كل منشآت ومفاصل العمل في هذا الصرح.. من هنا كان سبب لقائنا الأول .
وتابع: الهدف الثاني الذي نحن من أجله اليوم.. كما يدرك أخوتنا الصناعيين فإن العمال شركاء في العملية الانتاجية وبالتالي هذا الشريك كما لأرباب العمل الحق في تنظيم وتأطير ورعاية مصالحهم، كذلك للعمال أيضاً بموجب وحكم الواقع تنظيم يرعى حقوقهم ويقدم لهم الكثير من الخدمات وبالتالي حق هؤلاء العمال أن يكونوا موجودين ضمن إطار المنظمة النقابية التي ترعى حقوقهم وتقدم لهم الخدمات وخصوصاً في ظل هذا الواقع، ونحن هنا اليوم لنستمع للصعوبات حتى نستشرف أوجه التعاون التي يمكن أن تكون بيننا وبين أخوتنا الصناعيين، وما الذي يمكن أن نقدمه من دعم ومؤازرة لهم لتأمين متطلبات العمل، وأيضا لاستشراف آفاق تنظيم الأخوة العمال في كل منشآت المدينة الصناعية في التنظيم النقابي العمالي لأننا نقدم على وقع هذه الأزمة مروحة كبيرة من الخدمات والتقديمات في كل أرجاء الوطن ويهمنا أن يستفيد منها كل الأخوة العمال، وحتى يحققوا الاستفادة يجب أن يكونوا منتظمين في النقابات المقابلة للنشاط، واليوم التنظيم النقابي في أي مكان يتواجد فيه هو كزيت المحرك "إذا جاز التعبير" يحاول حل الاستعصاءات التي تنشأ في مواقع العمل وتقديم كل ما يمكن تقديمه لإراحة العاملين، لأنه اليوم إذا أردنا أن نعتبر كصناعيين أن العامل هو جزء من الاستثمار حتى يعمل يجب أن يكون مرتاحاً نفسياً ومادياً وفي كل الاتجاهات .
وقال القادري: اليوم هناك توجه وخطط حكومية لإعادة إطلاق العمل في كل مفاصل الحياة والأيام العجاف التي مرت لن تتكرر إن شاء الله وبتكاتفنا جميعا وتعاوننا وإخلاص النوايا سيتم تذليل كل المشاكل .
وختم رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بتوجيه التحية لشهدائنا الذين بفضل دمائهم الزكية وتضحياتهم نحن موجودين في هذا الصرح، والتحية لأبطال الجيش العربي السوري حماة الأرض والعرض والذين حققوا إنجازات هائلة تعجز عنها أكبر الجيوش في مواجهة هذه العصابات الإرهابية التي عاثت في الوطن، والتحية الأكبر والفخر والاعتزاز للسيد الرئيس بشار الأسد الذي استطاع بحكمته وشجاعته وصلابته أن يقود سورية في ظل هذه الحرب إلى بر الأمان واليوم نحن إنشاء الله على مشارف النصر الأكيد والكبير وهذا يرجع بشكل أساسي لحكمة السيد الرئيس وشجاعته وحسن استشرافه للمستقبل والتخطيط له.
وخاطب القادري الصناعيين بالقول: أشكر استماعكم وأؤكد فخري واعتزازي بتواجدي بينكم وجاهزين للمساعدة في حل أي قضية تواجهكم وأي وجهة نظر سنسمعها، فالحوار دائما يتمخض عنه شيء جديد ومفيد للجميع وأي هواجس بأذهان الأخوة الصناعيين مستعدين لسماعها.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك