القادري: انتخابات الإدارة المحلية تثبت قدرة السوريين اللامحدودة في تنفيذ استحقاقاتهم الدستورية وفق دستور وضعوه بأنفسهم واختاروه بأنفسهم
التقى الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بالأخوة العاملين في مجموعة المتين بمدينة حسيا الصناعية إضافة إلى شركة إعمار لصهر الحديد مجموعة أمان القابضة ومعمل الزيوت "منشأة الشرق الأوسط" وشركة الماجد لصناعة تيوبات المراهم الطبية والشركة العامة لمصفاة حمص في محافظة حمص.
رافق القادري في زيارته التي تأتي في إطار الجولة نصف السنوية للمكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال إلى المحافظات، الرفيق عمر حورية أمين فرع حزب البعث بحمص وكل من الرفاق حمد قلعاني وحيدر حسن وعبد القادر النحاس أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام والرفيق رفيق علوني رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية والرفيق محمد الصاج رئيس مكتب العمال بفرع الحزب والرفيق سامي أمين رئيس اتحاد عمال حمص وأعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء مكاتب النقابات في اتحاد عمال حمص والدكتور بسام منصور مدير المنطقة الصناعية بحسياء.
وخلال اللقاءات طالب الأخوة العمال بإحداث سكن عمالي في المدينة الصناعية بحسياء، والحصول على الطبابة، إضافة إلى منحة عمالية وتقديم مساعدات في مجال تعليم أبناء العمال وإحداث منشأة للمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة، مشددين على ضرورة عودة الأهالي إلى المناطق المحررة، وإيجاد حل لمشكلة النقل للعمال.
وفي حديثه إلى الأخوة العمال أعرب الرفيق القادري عن سعادته بلقائهم مؤكداً أن وجوده بينهم للاستماع إلى هواجسهم وهمومهم من أجل العمل على حلها في ظل الظروف المتاحة.
وأشار القادري إلى أن إنجاز الصروح الصناعية الضخمة في المدن الصناعية في حسياء وعدرا والشيخ نجار وبعض المدن جاء نتيجة التخطيط السليم في إطار تحقيق نهضة صناعية تليق بما تزخر به بلدنا من موارد وامكانيات تساهم في رفع وتائر التنمية الاقتصادية ، وأن هذه المدن بقدر ما كان لها دور كبير في إحلال منتجاتها محل الواردات التي كانت تستورد من الخارج ، بقدر ما وفرت من العملات الأجنبية التي كانت تذهب لتمويل الواردات.
وأضاف القادري: كان لهذه الصروح الصناعية العملاقة وظيفة اجتماعية، وهي تأمين فرص عمل لأخوتنا العمال الوافدين إلى سوق العمل، بعد أن ازدهرت "بفضل السياسات التعليمية الصحيحة" الجامعات والمعاهد والمدارس الفنية، وأصبحت ترفد سوق العمل وفق إحصائيات ما قبل الأزمة بحوالي 200 ألف عامل سنويا وتابع القادري: نحن كعمال "وأنا واحد منكم ورفاقي أيضا" نشعر بالفخر بهذه المنشآت ونؤمن بأننا معنيون كشركاء في العملية الانتاجية ، ومعنيون ببذل المزيد من الجهد في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به بلدنا لنحافظ على ما بين أيدينا من طاقة انتاجية ولنخفف الهدر ولنعمل أقصى ما نستطيع لنصل إلى وضع اقتصادي مريح.
وأردف القادري: نحن دائما كعمال نتصرف من موقع الشريك لأرباب العمل ونرى أن مصلحتنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنفصل عن مصلحتهم ، فعندما تكون المنشأة رابحة و نصل بالهدر إلى حدوده الدنيا ونفعل الطاقة الانتاجية إلى الطاقة القصوى تكون المنشأة بخير و نكون نحن أيضا بخير، وأضاف: بقدر ما علينا مسؤولية بالحفاظ على المنشأة "وهي مورد رزقنا ورزق أولادنا" ، بقدر ما على أرباب العمل من مسؤولية، في اعتبار أن ما يدفع للعامل سواء الراتب والتعويضات وكل ما يتصل بحياته المعيشية ليس خسارة وإنما استثمار.
وأشاد القادري بدور رجال الأعمال الذين صمدوا إلى جانب العمال وأبقوا منشآتهم مفتوحة ، مستشهداً ببعض منهم ممن كان يدفع رواتب للعمال حتى وإن لم يستطيعوا الوصول إلى أماكن عملهم ، مشيراُ إلى أن هؤلاء بروحهم الوطنية العالية وفهمهم الطبقي الدقيق، هم نموذج رجل الأعمال الوطني الذي بقي في الوطن يعمل وينتج ليفوت على أعداء الوطن أن يحققوا أهدافهم في الحصار الاقتصادي الذي فرض على أبناء شعبنا .
وقال القادري : لا يمكن أن نساوي إطلاقا بين رجال أعمال بقوا في الوطن رغم كل الظروف القاسية وتحملوا ما تحملوه من خسائر، وبين رجال أعمال استفادوا وبنوا منشآتهم بأموالنا جميعاً، وعندما بدأت الحرب على سورية أقفلوا منشآتهم وغادروا، واعتبروا أن البلد فندقاً عندما ساءت الخدمة فيه غادروه إلى الخارج، فالأولوية يجب أن تكون لرجال الأعمال الوطنيين الذين بقوا على أرض الوطن .
ولفت القادري إلى ضرورة لملمة الجراح وتنفيذ رؤية السيد الرئيس وإطلاق حملة المسؤولية الاجتماعية لما بعد الحرب ، لافتاً إلى أن مسؤوليتنا أن نعمل على تفعيل المصالحات الوطنية ونحكّم لغة العقل وأن نبتعد عن الاستفزاز ، ليعود السوريون كما كانوا عبر تاريخهم، أسرة واحدة، هدفهم وتوجههم واحد، وليثبتوا للعالم أنهم كما استطاعوا الصمود في وجه أعتى أشكال الإجرام الذي مورس ضدهم، هم أيضا قادرون على إعادة لملمة الصفوف لنكون جنود حقيقين في مسيرة إعادة الإعمار.
وقال القادري: نحن مقبلون على استحقاق دستوري هو انتخابات الإدارة المحلية، ونحن معنيون جميعاً بإنجاح هذا الاستحقاق، لأن هذه الانتخابات بقدر ما تعنيه من كونها استحقاق دستوري، تعني أيضاً أول مؤشر من مؤشرات النصر الناجز الذي حققناه من خلال عودة معظم المحافظات إلى حضن الوطن، وتعني أيضاً قدرة سورية والسوريين اللامحدودة في تنفيذ استحقاقاتهم الدستورية وفق دستور وضعوه بأنفسهم واختاروه بأنفسهم ، فمعنيون جميعا بالمشاركة في الانتخابات واختيار من يمثلنا إلى مجالس الإدارة المحلية، ولنشارك باختيار الأفضل والأكفأ و والأجدر والأقدر على قيادة المجتمع المحلي في انتخابات مجالس البلديات، وعلى مستوى مجالس المدن والمحافظات فأكد القادري أن ما يميز الطبقة العاملة منذ نشأتها وحتى اليوم التزامها المطلق بمسيرة الحزب ، داعياً إلى تبني قوائم حزب البعث العربي الاشتراكي وقوائم الجبهة الوطنية التقدمية في انتخابات مجالس المدن والمحافظات .
وحثّ القادري خلال حديثه إلى الأخوة العمال على خلق وتبنى ثقافة جديدة هي ثقافة العمل التطوعي، داعياً إلى أن نكون عوناً للدولة لا عبئاً عليها ونحن ندرك تماماً ماهي حقوقنا كعمال، و أن نعلي ثقافة العمل التطوعي وأن نعمل فيه وندرب أبناءنا على هذا العمل ، فخير هذا العمل ونتائجه هو في صالحنا جميعاً .
وقال القادري: نحن قريباً إنشاء الله على موعد مع نصر اسطوري نحتفل من خلاله بتحرير كل شبر من هذه الأرض الطيبة المقدسة من براثن الإرهاب وإعادته إلى حضن الوطن ... نصرٌ أسطوري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ... نصرٌ حاربنا فيه أكثر من مئة دولة بكل إمكانياتها .. نصرٌ حققه الجيش العربي السوري بصلابته وبسالته و حققه "جيشنا الخدمي" عمالنا وعاملتنا الذين أصروا منذ الأيام الأولى مدفوعين بروحهم الوطنية العالية، أصروا على التوجه إلى أعمالهم وشركاتهم ومواقع عملهم الخدمية والانتاجية ليفوتوا على أعداء سورية إمكانية تحقيق أهدافهم في تجويع هذا الشعب وقتل إرادة الصمود لديه ، فما زادنا حصارهم إلا إصراراً على الصمود ،و ما زادنا عدوانهم إلا إصرار على النصر وهذا هو حال الشعب السوري بكل شرائحه، و يحق لنا أن نفخر ونحتفل كعمال بهذا النصر لأن لنا نصيب كبير منه ، فنحن خلف خطوط الانتاج وخلف آلاتنا و أبنائنا على الجبهات في صفوف الجيش العربي السوري والقوات الرديفة .
وختم القادري : يسعدني أن أبارك لكم جميعا في حمص عمالاً وأرباب عمل وكل شرائح المجتمع بتحرير حمص من براثن الإرهاب ، ويسعدني أن أبارك لكم إنجازات الجيش العربي السوري البطل بتحرير الجنوب السوري ، ومن هنا من هذا الموقع كما من كل موقع نرفع تحية التقدير والاحترام والامتنان لبواسل جيشنا العربي السوري البطل ، ونقف بخشوع وإيمان أمام أرواح شهدائنا الزكية الذين رووا بدمائهم تراب الوطن ، وتحية التقدير إلى شعبنا العظيم الذي أثبت أنه عصي على الإركاع وعصي على الخنوع وعصي على الإملاء، هذا الشعب الذي أثبت أنه لا يمكن لقوة في العالم أن تقهره وتثنيه عن تحقيق أهدافه،، كما نرفع تحية الفخر والاعتزاز إلى قائد نتشرف جميعاً بالانتماء إلى عصره والعمل خلف قيادته ، مدينين له جميعاً بثاقب بصيرته وبصموده وبشموخه ،بصمود هذا القائد العظيم صمد الوطن وبشموخه شمخ الوطن وبشجاعته انتصر الوطن فتحية إلى السيد الرئيس بشار الأسد.
يذكر أنه تم تنسيب 1800 عامل وعاملة في المواقع التي تم زيارتها في المدينة الصناعية بحسياء إلى التنظيم النقابي، حيث كلف الرفيق القادري الرفاق في المكتب التنفيذي باتحاد عمال حمص بالمتابعة مع أرباب العمل المعنيين لإحداث لجان نقابية في هذه المواقع.