ركز اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال برئاسة الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام على جملة من الموضوعات والقضايا ذات الصلة بالطبقة العاملة ووضعها المعيشي والاجتماعي والثقافي، وواقع العمل والعمال بشكل عام والصعوبات التي تواجههم والإجراءات والخطوات العملية التي قام ويقوم بها التنظيم النقابي لتطوير مختلف جوانب العمل ودوره في إيصال صوت أبناء الطبقة العاملة إلى الجهات المعنية والعمل معها لتذليل المشكلات وحلها.
الاجتماع الذي ساده جو من الحوار والنقاش العميق حول جدول الأعمال المطروح على طاولة المكتب التنفيذي، بحث مسألة النظام الداخلي للعاملين في المؤسسة الاقتصادية الإنتاجية العمالية، بغية الوصول إلى نظام مثالي يلبي الآمال التي وجدت من أجلها المؤسسة، "باعتبار الغاية الأساسية منها إنتاج وتصنيع كل ما يلزم الطبقة العاملة والسوق بجودة وأسعار منافسة وتدريب الراغبين بتعلم الصناعات التي تقوم الوحدة بممارستها وتنمية الموارد البشرية وتأمين فرص عمل جديدة".
وقرر المجتمعون ولأهمية موضوع النظام الداخلي للمؤسسة المذكورة تأجيل إقراره ليأخذ حقه في الدراسة والنقاش والبحث، بهدف الوصول إلى صيغة نهائية تلبي الطموح، وتحفظ حقوق العمال فيها من كل الجوانب، حيث قال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال إن "المشروع يقوم على التشاركية، لذلك يجب أن يخضع العاملون بما يتعلق بحقوقهم وواجباتهم إلى قانون العمل رقم 17، وهذا الأمر يأتي انطلاقاً من مسؤولياتنا النقابية".
كما بحث المجتمعون الجولات التي سيقوم بها رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام بدءاً من مطلع الأسبوع الحالي إلى التجمعات العمالية والمؤسسات والشركات الإنتاجية في مختلف محافظات القطر، ولقاء العمال المنتسبين وغير المنتسبين إلى التنظيم النقابي، وضرورة التهيئة الصحيحة لتلك الجولات والعمل للقاء جميع العمال، وسماع همومهم ومشاكلهم، والابتعاد عن الجولات الفلكلورية التي لا جدوى منها.
ولفت الرفيق القادري إلى أن أهمية تلك الجولات تكمن في التأكيد على دور المجتمع الأهلي في مساعدة الدولة في إعادة البناء والإعمار، مبيناً أن هذا الأمر يأتي في سياق "المسؤولية المجتمعية لمرحلة ما بعد الحرب" التي تعرضت لها سورية وصمدت خلالها صموداً أسطورياً أثمر نصراً كبيراً أفشل المؤامرة التي رسمت لوطننا بهدف تفتيته وتقسيمه.
وشدد رئيس الاتحاد العام على ضرورة التركيز خلال اللقاءات الجماهيرية مع الأخوة العمال على تنمية الروح الوطنية وتصليب الوحدة الوطنية والتكاتف لتلافي الآثار النفسية التي خلفتها الأزمة والحرب العدوانية الإرهابية على وطننا وشعبنا، مشيراً إلى بطولات بواسل الجيش العربي السوري الذين قدموا دماءهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الوطن، والذين لولاهم لما تحقق صمود وانتصار سورية التي يقودها قائد حكيم مقدام أكد أن مستقبل سورية يرسمه أبناؤها.
كما شدد الرفيق القادري على ضرورة الخروج من الإطار النمطي للقاءات والحديث بشفافية ووضوح، وخلق حالة من التفاعل بين القيادات النقابية والعمال، من خلال الاستماع لهمومهم ومشاكلهم على جميع الصعد الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، وبذل كل الإمكانات لحلها، وإيصال تلك الهموم إلى أصحاب القرار، إضافة إلى تعزيز ثقافة الحوار وتملك أدواته، مشيراً إلى أن العمال هم شريك أساسي في الانتصار الذي حققته سورية.
وأشار القادري إلى الجهود النقابية المبذولة للحفاظ على حقوق الطبقة العاملة والتخفيف من وطأة الحرب على كاهل أبنائها، موضحاً أن الاتحاد العام قدّم خلال الأزمة إعانات لجميع العمال المحتاجين حسب توافر الإمكانية.
وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال: اليوم ومع اقتراب النصر النهائي والكبير على الإرهاب وداعميه وعودة الأمن والاستقرار إلى معظم الأراضي السورية، المطلوب منا جميعا العمل والتكاتف ومساعدة الدولة في إنجاز الاستحقاقات المقبلة، كل من موقعه وحسب إمكاناته، فالجميع يقع على عاتقه لعب دور في الخروج من الأزمة وتحقيق الانتصار وإعادة البناء والإعمار، لتعود سورية أقوى مما كانت، مشيراً إلى أن المشاركة في انتخابات الإدارة المحلية القادمة هي واجب وطني، من خلال اختيار الكفاءات القادرة على تنمية المجتمع المحلي وتأمين متطلبات المواطنين، وتعزيز المصالحات الوطنية.
وتحدث القادري عن ضرورة تغليب المصلحة العامة، وتغليب مصلحة أبنائنا والعمل على تأمين مستقبلهم ليعيشوا بأمن واستقرار، من خلال تهيئة البيئة للعودة إلى الحياة الطبيعية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية التثقيف الذاتي وتعزيز ثقافة العمل التطوعي وإعلاء قيمه ومعانيه، خصوصاً في هذه المرحلة المهمة التي نمر بها، مع التركيز على الإعلام النقابي وتطويره شكلاً ومضموناً ليكون بحق صوت العامل وصورة لقضاياه.
رئيس الاتحاد العام ختم حديثه خلال اجتماع المكتب التنفيذي بالتأكيد على أن نضال التنظيم النقابي مستمر بلا هوادة من أجل تحقيق مصالح العمال وحماية مكتسباتهم والعمل على تحسين وضعهم المعيشي والاقتصادي مؤكدا أن "كل ما يطرحه العمال محقون فيه".