الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

البوصلة في الاتجاه الصحيح

2018-06-24 07:22:19

مع اقتراب الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ نحو ثماني سنوات من نهايتها بهزيمة مدوية لمن دبّر ومّول ووقف خلف المؤامرة الكونية على وطننا، أخذت البوصلة تتجه نحو وجهتها الصحيحة بعد أن حاولوا قرصنة الاتجاهات بفعل كذبهم ونفاقهم ووسائل إعلامهم المضللة والمنتشرة في معظم بلدان العالم والتي حاولت جاهدة بكل ما امتلكت من أساليب التحريف والتشويه وقلب الوقائع تضليل الرأي العالم العالمي ونقل روايات وقصص إليه عما يجري في سورية لا تمت للحقيقة بأي صلة، حقيقة أن سورية تتعرض لعدوان وإرهاب تقوده دول استعمارية وأعوانها الإقليميون وأدواتها الوضيعة التي لا تملك من أمرها وأمر بلدانها شيئاً بعد أن تحولت إلى بيادق تحرك من الخارج مقابل الحماية واستمرار عروشها الواهية والتي هي أوهن من بيت العنكبوت.
اليوم وفي أي منبر إقليمي أو اجتماع دولي لمنظمات وهيئات شعبية تظهر بوضوح حقيقة أن ممثلي القوى الجماهيرية الفاعلة والمؤثرة في مجتمعاتها يدركون حقيقة الأوضاع في سورية وحجم المعاناة التي عاشها أبناء الشعب السوري جراء العدوان عليهم والإرهاب الأسود والإجرام الذي مورس ضدهم من سفك للدماء وتهجير وتدمير للبنى التحتية وغيرها من جرائم وأفعال دنيئة يندى لها جبين البشرية، ونجد خلال تلك اللقاءات الكثير من الشخصيات المرموقة والشرفاء القادمين من أربع جهات الأرض يرفعون الصوت عالياً دفاعاً عن سورية ونصرة لها في وجه الإرهاب وداعميه الإقليميين والدوليين غير آبهين بتهديد أو وعيد.
الخط البياني المؤيد والداعم لسورية ومحور المقاومة في المنطقة يتصاعد بشكل مستمر وبوتائر عالية في مختلف أرجاء العالم، ما يؤكد الوعي الشعبي العربي والعالمي الكبير لخطورة السياسات الأمريكية والغربية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وما يحاك للمنطقة من مؤامرات ومخططات مشبوهة تستهدف ماضيها وحاضرها ومستقبلها خدمة لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب للأرض والحقوق، والذي أشعلت من أجل "أمنه" الحروب والأزمات في المنطقة العربية ما تسبب بوقوع مئات آلاف الضحايا وتهجير الملايين من بيوتهم وأراضيهم، إلا أنهم ورغم كل ما ارتكبوه من فظائع في سورية خصوصاً والمنطقة عموماً لم يستطيعوا حرف الدولة السورية قيد أنملة عن خطها الوطني والقومي وحفاظها على سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها وقرارها الوطني المستقل الذي قدمت في سبيله الغالي والثمين من دماء الكثيرين من أبنائها الذي قدموا أرواحهم فداء للوطن وكرامته التي لا يعلو فوقها شيء.
في مؤتمر العمل الدولي الذي انعقد مؤخراً في جنيف كان صوت سورية عالياً وفضح أعداءها وعرّاهم أمام العالم أجمع، وأوضح أن سورية عندما تحارب الإرهاب تمارس حقاً مشروعاً كفلته شرعة الأمم المتحدة وهي تفعل ذلك ليس دفاعاً عن نفسها فقط وإنما عن الإنسانية جمعاء لأن هذا الإرهاب يشكل خطراً على الجميع.
سورية ومن خلال مشاركتها العمالية والحكومية في مؤتمر العمل الدولي الذي حضره ممثلون عن مئات ملايين العمال في أرجاء المعمورة استطاعت وبكل اقتدار شرح حقيقة ما جرى ويجري من إرهاب ممنهج مدعوم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل عبر أدواتهم الرخيصة في المنطقة تحت شعارات زائفة وواهية، والهدف الرئيسي من كل الإجرام الذي مورس ضدها هو استهداف أبناء شعبها وعمالها في أمنهم وأمانهم ومعيشتهم وحياتهم، وليحذف الإرهابيون والقتلة وشذاذ الآفاق بتوحشهم وإجرامهم وإرهابهم عقوداً طويلة من التنمية الشاملة التي أنجزت في بلادنا بعرق جبين عمالنا وصمود شعبنا.
في الوقت الذي تتكشف فيه حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سورية أمام الرأي العالم العربي والعالمي رغم التضليل الإعلامي الكبير، يستمر جيشنا البطل في تحقيق المزيد من الإنجازات في محاربة الإرهاب، وعلى وقع انتصاراته أصبحت التنظيمات الإرهابية محصورة في جزر متباعدة لن تكون بمنأى عن ضربات قواتنا المسلحة الباسلة حتى القضاء عليها نهائيا بفضل قيادتنا الحكيمة ودعم أبناء شعبنا واحتضانهم لجيشهم البطل ودعم حلفائنا المخلصين.
إن كان للباطل جولة فإن للحق جولات، وما يحدث الآن من تطورات ميدانية وسياسية إقليمية ودولية، يؤكد من جديد أن الحق منتصر مهما بلغت التحديات والتهديدات، ومهما اشتد الإرهاب، فشعب صامد كالشعب السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لن تستطيع قوة في العالم أن تهزمه أو تثنيه عن الدفاع عن وطنه وسيادته ووحدة ترابه واستقلاله.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك