أسدل الجيش العربي السوري الستار على آخر فصول مسلسل الإرهاب الذي ارتكبه على مدى أكثر من سبع سنوات مرتزقة ومجرمون مدفوعون بالمال والسلاح المقدم لهم من أنظمة ودول استباحت دماء أبناء الشعب السوري وحياتهم الآمنة، وسط تغطية إعلامية وحماية سياسية للإرهابيين أصحاب الفكر الوهابي القذر الذي لم يقف عند حد في إيغاله بالقتل والتدمير على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، ومنظماته المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين، والمختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان كما تدّعي، والتي تباكت مراراً على التنظيمات الإرهابية في كل مرة كانت تتلقى فيها ضربات قاصمة على أيدي قواتنا المسلحة التي قدمت التضحيات الجسام في سبيل تطهير تراب الوطن من رجس المارقين وحثالة البشر.
لقد شاهد العالم أجمع على شاشات التلفزة، عشرات الآلاف من المواطنين الذين اتخذتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة دروعاً بشرية، وهم يخرجون من قرى وبلدات الغوطة الشرقية عبر ممرات آمنة بحماية ورعاية من رجال الجيش الذين أمنوا لهم كل متطلباتهم وحاجياتهم، لتنكشف من جديد حقيقة الأفعال الإجرامية التي ارتكبها شذاذ الآفاق ورواها أهالي الغوطة المحررين من نير الإرهاب، من تجويع وإهانة وغيرها من الجرائم التي يندى لها جبين البشرية وستبقى وصمة عار في سجل صانعي الإرهاب وداعميه، خصوصاً أن تلك الجرائم المروعة والمجازر البشعة وقعت تحت حماية كاملة من قبل دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي تدّعي الدفاع عن الشعوب وحقها في الحياة بأمن وسلام واستقرار.
تحرير الغوطة الشرقية وعودتها آمنة مستقرة خالية من دنس الإرهاب الأسود، يؤكد من جديد أن إصرار الدولة السورية، شعبا وجيشا وقيادة، كان أقوى من المخططات والمؤامرات التي أعدت لوطننا لتقسيمه وحرفه عن خطه الوطني ونهجه القومي المقاوم والممانع للمشاريع المشبوهة التي تهدف لإعادتنا إلى عصور الظلام والفوضى ونسف كل ما بناه أبناء شعبنا وعمالنا على مدى عقود طويلة لتحقيق التنمية والازدهار في كل مناحي الحياة.
لقد قضى الانتصار الكبير في الغوطة على أحلام مشغلي الإرهاب، وأسقط ورقة التوت عن المتاجرين بمعاناة الشعب السوري ودمائه، وأظهر مدى النفاق الذي حاولوا إخفاءه منذ بدء عدوانهم الهمجي على سورية، من خلال استخدام شعارات زائفة وعناوين براقة لا تمت للإنسانية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها ومستقبل بلدانها بصلة.
اليوم نحن على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة الانتصار النهائي الذي سيغير موازين القوى ويرسم خارطة سياسية جديدة للعالم، تقوم على احترام إرادة الشعوب ومساندة قضاياها الوطنية العادلة، والشعب السوري بتضحياته وصموده الأسطوري سيكون أنموذجاً يحتذى، فهو من جابه جبروت الاستعمار وأدواته الإرهابية، وهو من ألحق الذل والهزيمة بقوى عظمى كانت تظن إلى فترة قريبة أنها لا تهزم وأن إرادتها فوق إرادة العالم أجمع، إلا أن ما حصل في سورية أثبت العكس وأكد أن أصحاب الحقوق هم المنتصرون طال الزمن أم قصر.
صمود شعبنا وبسالة جيشنا العقائدي وشجاعة قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد وصلابته وحكمته ودعم حلفائنا أفشلت كل ما يحاك ضد سورية، ونحن ماضون بثبات لاستكمال تطهير أرضنا من الإرهاب ومن الاحتلالين الأمريكي والتركي، وتحرير الغوطة الشرقية هو بداية النهاية الأكيدة للإرهاب وداعميه على أرضنا.
تحية إلى دماء الشهداء الذكية التي حققت النصر وإلى أبطال جيشنا الذين أثبتوا عقائدية في الدفاع عن الوطن وقدموا مآثر ستذكرها الأجيال القادمة طويلاً.