وعقد الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية مؤتمره السنوي، بحضور المهندس محمد زهير خربوطلي وزير الكهرباء والرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال سورية وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام، ورؤساء الاتحادات المهنية والمديرين العامين في المؤسسات والشركات التابعة لوزارتي الكهرباء والصناعة.
رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية رفيق علوني، أكد في كلمة له ببداية المؤتمر على دور أبناء الطبقة العاملة في البناء ودفع العجلة الاقتصادية والعمل تحت شعار (سورية تستحق منا كل الجهد والعرق ونحن لن نبخل عليها بشيء كما لم يبخل أبطالنا بدمائهم وأرواحهم)، وقال: عملنا كاتحاد مهني على التواصل الدائم مع كل النقابات سواءً في الاتحاد أو في مواقع العمل للمساعدة على تذليل الصعوبات التي تواجه العمال، وكان نشاطنا التنظيمي مكثفاً خلال عام 2017، وحرصنا من خلال الاجتماعات والمجالس العامة التي حضرها رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على طرح أهم القضايا والشؤون المهنية والعمالية الملحة معتبرا أن نشاط الاتحاد كان مثمراً.
وأضاف علوني: لقد أعددنا خطة عمل لعام 2018 تنظيمية ومهنية تشمل جولات على جميع النقابات، والاجتماع مع الكوادر العمالية في أماكن عملها للوقوف على الصعوبات والمعوقات والمساعدة في تذليلها، مشيراً إلى أن الاتحاد المهني سيتابع مع الاتحاد العام خلال العام الجاري مجموعة من القضايا العمالية الملحة، التي تتعلق بإعادة النظر بقرار رئاسة مجلس الوزراء رقم 13199 المتعلق بالعهدة الشخصية وتبرئة ذمة العاملين الذين تعرضت عهدهم الشخصية للتلف والضياع بسبب الأوضاع الراهنة، وخاصة العهد التي تم السيطرة على أماكن وجودها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وتكليف الإدارات بمنح براءة الذمة، إضافة إلى منح العامل في القطاع الكهربائي الذي يستشهد على رأس عمله وأثناء تأدية واجبه لقب /شهيد الواجب/ ليتم منح أسرته كل التعويضات أسوة بباقي الشهداء تكريما لأرواحهم ودمائهم التي قدموها فداء للوطن، ومتابعة طلب الاتحاد المهني من الجهات ذات الصلة بضرورة منح طبيعة عمل للعاملين في شركة حديد حماة وفق ما نصت عليه الأنظمة والقوانين النافذة.
وفي مداخلاتهم طالب أعضاء المؤتمر بعودة التيار الكهربائي إلى محافظة دير الزور بأسرع وقت ممكن، والتوسط لدى الجهات المعنية للاهتمام الكامل بتقديم الدعم اللازم لإعمار وتأهيل منشأة توليد التيم المتضررة جراء جرائم العصابات الإرهابية المسلحة، وكذلك شركة كهرباء دير الزور وفرع السورية للشبكات ومعمل الأعمدة الخرسانية ودائرة نقل الطاقة الكهربائية وذلك من أجل إقلاع عملية إنتاج القدرة الكهربائية وعودة التيار الكهربائي للمحافظة، إلى جانب تأمين السيولة المالية لشركة كهرباء دير الزور لكي تتمكن من أداء واجبها تجاه العمال وتأمين رواتبهم وتعويضاتهم.
كما طالب المشاركون بإنشاء محطة توليد في الحسكة وصيانة المحطة الرئيسية التي دمرها الإرهاب، إضافة إلى تأمين الأمراس والكابلات المعزولة والمحولات والقواطع بمختلف الأنواع في المحافظة، داعين إلى استبدال التجهيزات الكهربائية في محطات التحويل في السويداء التي انتهت صلاحية عملها وأصبحت خطراً على العاملين عليها، وإحداث خلايا 20 ك.ف جديدة وإجراء الصيانة لبعض التجهيزات الأخرى في المحطات، وإحداث خط توتر جديد 230 ك.ف لتأمين التغذية البديلة لمحافظة السويداء، وتأمين محطة تعمل على الديزل باستطاعة 20 ميغا لتغطية الانقطاعات الطارئة.
وشدد المؤتمرون على ضرورة وجود إدارات كفوءة ناجحة تستطيع مواجهة التحديات بمزيد من العمل اليومي والاستثنائي والشعور العالي بالمسؤولية، وأن تزداد الملاكات العددية للجهات العامة وفقاً لازدياد حجم الأعمال وعدد المحطات ومراكز التحويل وأطوال الشبكات، واستثناء عمال الكهرباء من بلاغ رئاسة مجلس الوزراء القاضي بتحديد ساعات العمل بنسبة 18% من عدد العاملين وتكليف عمال الكهرباء بما يتناسب مع حجم الأعمال المطلوب إنجازها على مدار 24 ساعة.
وطالب أعضاء المؤتمر بتعديل تعويض طبيعة العمل لعمال معمل حديد حماة ليصبح 100% لاسيما وأن "رئيس مجلس الوزراء كان قد وعد في حال إدارة العملية الإنتاجية بأيادي العمال سيقوم بمنحهم جميع التعويضات وقد تم ذلك وتم إنهاء عقد التشغيل مع الخبراء الهنود والوصول إلى أرقام عالية من الإنتاج والأرباح".
ولفت المؤتمرون إلى تأخر تنفيذ العقود في الشركات والذي يؤدي إلى تأخر عملية الإنتاج لدرجة أصبحت بعض الشركات عاجزة عن العمل، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة تشميل العمال المؤقتين بتعويض الأعمال الخطرة أسوة بالعمال الدائمين نظراً لقيامهم بالعمل نفسه، ومنح التعويضات لمستحقيها وخاصة تعويض الاختصاص للمساعدين الفنيين وخريجي المعاهد المتوسطة والصناعية والهندسية والمراقبين الفنيين وحملة الثانوية الصناعية المعينين بعد عام 1985، وفتح فروع لسجل العاملين بالدولة في جميع المحافظات لتسهيل إنجاز معاملات نهاية الخدمة للعمال المتقاعدين، إلى جانب التفعيل الدائم لدور الصحة والسلامة المهنية ودور مفتشي الصحة المهنية لما لها من دور في حماية العامل من التعرض لإصابات العمل والأمراض المهنية وتحسين شروط وظروف بيئة العمل.
وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلي قال خلال حديثه أمام المؤتمر: "كان لدينا من الكهرباء في نهاية عام 2016 ما يقارب 46 مليون كيلو واط ساعي وارتفعت قيمة الإنتاج في عام 2017 إلى 80 مليون كليو واط ساعي، وهذا الارتفاع لما يقارب الضعف يعود لزيادة واردات الغاز وذلك بفضل انتصارات جيشنا الباسل واستعادته حقول الغاز والنفط، إضافة لدعم الحكومة ووضع مشاريع استراتيجية تؤمن 1800 ميغا واط".
وأشار وزير الكهرباء إلى أنه رغم العقوبات فإن الحكومة تنفذ مشاريع استراتيجية بقيمة 900 مليار ليرة وهي مشاريع تعجز دول كبرى عن تنفيذها في ظروف الحرب، لافتا إلى التحسن في الواقع الكهربائي وتأمين استمرارية التغذية الكهربائية إلى المنشآت الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية وهذا انعكس بشكل إيجابي على المواطن والمجتمع.
وتناول الجهود التي تبذل لتحسين واقع الكهرباء، كاشفاً عن بعض المشاريع الاستراتيجية ومنها مشروع توسع محطة دير علي باستطاعة 750 ميغاواط حيث سيتم وضع أول مجموعتين غازيتين في عام 2019 والمجموعة الثالثة سيتم وضعها في العام 2020، لافتا إلى مذكرة التفاهم التي أبرمت مع الأصدقاء الإيرانيين من أجل إعادة إصلاح المجموعة الأولى والخامسة في محطة توليد حلب الحرارية باستطاعة 400 ميغا واط ومذكرة التفاهم مع تكنوبروم الروسية من أجل تركيب مجموعتين غازيتين باستطاعة 700 ميغا واط تعملان على الغاز والفيول، وكذلك مذكرة التفاهم التي أبرمت مع الأصدقاء الروس من أجل تنفيذ محطة توليد باستطاعة 700 ميغا واط في محطة توليد دير الزور، إضافة لمذكرة التفاهم مع الجانب الروسي لتنفيذ مجموعتين بخاريتين باستطاعة 700 ميغاواط بمحطة توليد محردة، وتوسيع محطة الزارة بموجب اتفاقية مع شركة صينية لزيادة استطاعتها 600 ميغاواط، وتنفيذ مجموعتين بخاريتين باستطاعة 700 ميغاواط بمحطة توليد تشرين.
وكشف وزير الكهرباء عن تأمين أرض في الساحل لبناء محطة توليد كهربائية تؤمن تغذية للمنطقة الساحلية وبذلك تضمن الوزارة تأمين الكهرباء على امتداد الجغرافيا السورية.
وختم وزير الكهرباء كلامه بتوجيه التحية إلى كوادر وعمال الكهرباء في سورية الذين وفروا على الدولة في العام 2017 أكثر من 44 مليار ليرة سورية.
الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال توجه في بداية كلمته بالشكر للسيد وزير الكهرباء والمديرين العامين وجميع أعضاء المؤتمر على المداخلات التي أغنت التقرير المقدم لأعمال المؤتمر، وقال: إن ما تم تحقيقه من قضايا لصالح أخوتنا العمال ليس قليلاً، وما سمعناه من رفاقنا أعضاء المكتب التنفيذي خلال عرضهم يدلل على عمل متواصل ودؤوب في هذا القطاع ومن العاملين فيه، فهذا القطاع حيوي استراتيجي مهم، والبعض يعتقد أنه قطاع خدمي بينما هو اقتصادي، لما يؤمن من قوى محركة للصناعة السورية ولكل فروع الاقتصاد المرتبطة بهذا القطاع، لافتا إلى أن أهمية هذا القطاع وحيويته جعلته في دائرة الاستهداف من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأضاف القادري: لقد عشنا وعشتم الأعمال الإجرامية التي استهدفت كل القطاعات، لكن الانتشار الواسع لقطاع الكهرباء من محطات توليد ومحولات وشبكات نقل الكهرباء جعلت من هذا القطاع المهم دريئة واسعة للعصابات الإرهابية القادمة من عصور الظلام، لذلك هناك عداء تاريخي بينهم وبين النور وهذا كان سبب استهدافهم لقطاع الكهرباء والعاملين فيه، حيث ارتقى خلال هذه الحرب اللئيمة التي امتدت لنحو ثماني سنوات آلاف الأخوة العمال بينهم عدد كبير من عمال الكهرباء، ونحن في الاتحاد العام رصدنا حالات بطولية للعاملين في هذا القطاع، وتوقفنا عند حالات كثيرة لعمال الصيانة والطوارئ والتوليد وكنت شاهد عيان في إحدى المحطات على بعض هذه الحالات، فحقيقة هناك إصرار على مزاولة العمل وهذا يؤكد حقيقة أن عمالنا في كل قطاعاتهم كانوا خلال هذه الحرب أوفياء لتاريخهم ومتجذرين في تراب الوطن وكانوا جيشاً رديفاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لأبطال قواتنا المسلحة وكانوا جيشاً اقتصادياً.
وأوضح رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أنه من جملة التحديات التي واجهت سورية، إضافة إلى الجرائم الإرهابية التي استهدفت كل أنواع الحياة، كان هناك حرب من نوع آخر، حرب اقتصادية حيث حوصر الاقتصاد السوري قبل أن تبدأ الحرب الإرهابية عليه وفرضت عقوبات جائرة على هذا الاقتصاد ومع ذلك كان عمالنا على قدر الرهان والقطاع العام "الذي نتهم بأننا نحمل السلم بالعرض للدفاع عنه" كان صخرة الصمود الاقتصادي الأساسية لسورية في هذه الحرب وهذا شيء لا تخطئه عين ولا ينكره إلا جاحد، موجهاً التحية لعمال سورية وعمال قطاع الكهرباء، هذا القطاع الاستراتيجي الحيوي الذي كان على قدر الرهان وعلى قدر التحديات خاصة الاستهداف المبرمج والممنهج له من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.
وأكد القادري أن عمال الكهرباء استطاعوا تجاوز جميع التحديات وتأمين المصادر البديلة للطاقة وإيصال الكهرباء إلى حلب وكان هذا تحدياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وقال: "بعد إصلاح الأبراج والأمراس، سرقت الأمراس والكابلات وأعاد عمال الكهرباء العمل من جديد حيث لا يوجد يأس إنما يوجد إصرار وتصميم، فتحية لرفاقنا وأخوتنا العاملين في هذا القطاع وللسيد الوزير على الجهود المبذولة من قبلهم".
وتابع رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال: بالنسبة للقضايا المطلبية التي وردت لا يوجد فيها جديد.. قضايا عشناها ولمسناها وسمعناها في مؤتمرات اتحادات المحافظات وكل قضايا عمالنا محقة، فقضايا الوضع المعيشي والصعوبات التي تواجه الأسرة السورية جراء هذه الحرب التي تشن على وطننا وقضايا التعويضات والرواتب وكل ما يتصل بهذه المسألة هي حالة معاناة للجميع ويجب أن لا يفوتنا أننا في حالة صمود عظيمة أذهلت العالم.. سبع سنوات من الحرب بكل أشكالها وتجلياتها، حرب اقتصادية وإرهابية وإعلامية وسياسية "فعندما نقول إننا نواجه شراذم إرهابية ومجموعات إرهابية نكون نقلل من إنجازات جيشنا الذي يواجه أكثر من مئة دولة، لذلك يجب أن لا نبخس أنفسنا وحقيقة الانتصار الأسطوري الذي حققه الشعب السوري".
وقال القادري: نحن على مشارف النصر بفضل الصمود والصبر وبمناسبة عيد الأم أوجه تحية للأم العاملة والأم السورية التي صمدت وربت ودبرت بشح الموارد أمور الأسرة فبقي البلد صامدا بفضل تضحياتها، وهي تستحق كل التحية والاحترام فلا يجب أن يكون يوم واحد لعيد الأم بل كل أيام السنة هي عيد للأم السورية، مضيفا: "يجب أن نصبر، فمهما كانت معاناتنا المعيشية أو الخدماتية فهي لا ترقي إلى مستوى قطرة دم واحدة من شهيد سوري ولا ترتقي إلى ساعة رباط واحدة من جندي سوري مرابط في وجه برابرة العصر، لقد تحملنا كثيراً ويجب أن نتحمل فالمستقبل واعد".
وفيما يتعلق بتحسين الوضع المعيشي قال القادري: هناك سيناريوهات تدرس لتحسين الوضع المعيشي، فقضية زيادة الرواتب والأجور لا تغيب عن أي مجلس أو اجتماع نناقشه مع الوزراء أو في مجلس الشعب حيث تمثل زيادة الرواتب مطلباً يتصدر قائمة مطالب العمال، وهي منفذ من جملة منافذ يمكن أن تسهم في تحسين الوضع المعيشي، فإذا أمنا النقل لعمالنا وخففنا عنهم أجوره نكون بذلك قد ساهمنا بتحسين الوضع المعيشي، وإذا حسّنا الخدمات الصحية نكون بذلك قد خففنا عنهم أعباء الفاتورة الصحية، وإذا ضبطنا الأسواق وكسرنا الاحتكار وفعّلنا الهيئات التي شكلناها سنسهم في تحسين الوضع المعيشي، مضيفا: نحن اليوم لا نطالب بتحسين الوضع المعيشي من منظور فردي أو مصلحة شخصية وإنما نطالب بتحسين الوضع المعيشي لتعزيز مقومات الصمود لشعبنا الذي صمد كل هذه الفترة، مؤكدا أن هذه المعاناة وهذا الصمود سيثمر نصرا أسطوريا بفضل أبطال جيشنا ودماء شهدائنا وصمود قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد.
وأشار رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال إلى حجم الدمار جراء جرائم الإرهاب وداعميه وقال: إن قياس ما حصل وهو ليس بالقليل مع ما كان يخطط له أعداء سورية لتفتيتها وإزالتها من الوجود، يكشف عن إنجاز يتمثل بفشل مشروعهم وبقاء سورية واحدة موحدة، وكل ذلك بفضل صمود وبسالة الجيش وعقائديته وشجاعة السيد الرئيس وصلابته وحكمته وقوته والذي نتشرف جميعاً بالعمل خلف قيادته وهو من أكد على أن عمليات الجيش العربي السوري لن تتوقف حتى تطهير سورية من براثن الإرهاب.
وأكد القادري أن الجيش العربي السوري "سيكمل تطهير سورية من الاحتلال الأمريكي الذي بدأ يتمدد في الشمال والشرق والاحتلال التركي الذي ظن أنه في غمرة انشغال الدولة والجيش في بعض المناطق سيتاح له أن يتمدد في الأرض السورية"، مشددا على أن هذه حالة مؤقتة عارضة وبفضل قبضات بواسل القوات المسلحة سيتم تحرير كل شبر دنسه الإرهاب من الأرض السورية وستصبح هذه المعاناة التي نعيشها اليوم من الماضي وإن كانت ذكريات مؤلمة.
ولفت القادري إلى ضرورة عدم إغفال السلبيات في تقارير أمانات الاتحاد المهني حيث كان التركيز على جناح واحد وهو قطاع الكهرباء، مذكراً بأن الاتحاد اسمه الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية، كاشفاً أنه سيتم الفصل وإعادة هيكلة الاتحادات المهنية بالدورة القادمة.
وأشار إلى ضرورة حضور وزير الصناعة للمؤتمر نظراً لأهمية ما يطرح فيه من قبل أعضاء المؤتمر وهم المتواجدون على الأرض والاستئناس بآرائهم بشكل مجاني، وأن تبادل وجهات النظر ما بين الحكومة والإدارات من جهة والتنظيم النقابي من جهة أخرى يؤدي إلى تكامل الرؤى وأي قرار يتخذ بناء على هذا التكامل يكون أكثر نضجاً وواقعية وقابلية للتطبيق ويحقق الصالح العام والمصلحة الوطنية وهي المصلحة العليا، معتبراً في الوقت نفسه أن غياب وزير الصناعة وبعض المديرين العامين لا يفقد ولا ينقص المؤتمر شيئاً وكل ما ذكر سيكون على طاولة السيد رئيس مجلس الوزراء وهو سيقوم بكل تأكيد بتوجيه المفاصل المعنية للعمل فيه.
وأضاف القادري: "قطاع الصناعات الهندسية قطاع مهم جداً وشيء مؤسف ومستغرب أن معمل الحديد والصلب لا تصله كفايته من الخردة، وعلينا أن ندقق في هذه المسألة"، داعيا إلى موافاته بأي ملف بهذا الخصوص لمعالجته.
وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال: علينا أن نرتقي بتفكيرنا وتصرفاتنا وتخطيطنا إلى مستوى التحديات التي نعيشها وإلى مستوى دقة هذا الظرف واستثنائيته.. علينا أن نقتدي بالسيد الرئيس بشار الأسد فهو مثلنا الأعلى بكل أعمالنا وتصرفاتنا ويجب أن نتأثر بمآثر هذا الرجل العظيم الذي رأيناه بالأمس في الغوطة الشرقية بين المقاتلين، يتنقل في شوارع دمشق وهو يقود سيارته، دعونا نرتقي إلى مستوى استثنائية هذا القائد وإلى مستوى رجولته وصموده وبطولته، لذلك يجب أن نفكر بآلية مختلفة ومقاربة مختلفة لأمورنا ومشاكلنا بدلاً من تقاذف المسؤوليات وتجاذب التهم بدون طائل.
وأكد القادري أن القضايا التي طرحت في المؤتمر ستكون موضع متابعة من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد المهني ومن قبل الاتحاد العام أيضاً، لافتا إلى أن هذه القضايا تتبلور مع جملة القضايا التي ستطرح في باقي الاتحادات المهنية فهناك قضايا كثيرة مشتركة، وستتم مناقشتها مع رفاقنا في الحكومة خلال جلسة المجلس العام التي ستعقد بعد انتهاء هذه المؤتمرات في الشهر الرابع وإن شاء الله سنتوصل إلى حلول ترضي أخوتنا العمال ضمن الإمكانات المتاحة وتسهم في تخفيف المعاناة وتعزيز مقومات صمودهم.
وختم القادري بتوجيه تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار الذين خطوا بدمائهم الزكية العطرة معالم النصر الذي أصبح على الأبواب وتحية تقدير واعتزاز لأبطال قواتنا المسلحة والقوى الرديفة والحليفة التي تحقق الإنجاز تلو الإنجاز والانتصار تلو الانتصار، فعلى وقع إنجازاتهم وانتصاراتهم تخف معاناتنا، وكل التحية التقدير لكل جندي ومقاتل وضابط في هذا الجيش العظيم، وتحية الولاء والتقدير والاحترام لرمز صمودنا وكرامتنا وانتمائنا السيد الرئيس بشار الأسد.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي