«تاريخ حافل بالمحطات النضالية المشرقة»
افتتاحية جريدة كفاح العمال الاشتراكي بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال
18 آذار عام 1938 كان يوماً استثنائياً، عندما تداعى ممثلو العمال من مختلف المحافظات إلى اجتماع معلنين فيه اتحاد عمال سورية في تنظيم نقابي واحد هو « الاتحاد العام لنقابات العمال»، ما شكل منعطفاً تاريخياً مهماً في مسيرة الطبقة العاملة نقلها إلى وحدة الصف والهدف على أسس صلبة وثابتة تمثلت في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله والحفاظ على حقوق العمال وتحقيق المزيد من المكتسبات لهم، وقد شكل الاتحاد العام منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا الركيزة الأساسية لوحدة الطبقة العاملة والمدافع الحقيقي عنها، وكرس دوره الوطني الرائد في شتى المجالات.
في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا، نستذكر المحطات المضيئة والمشرفة في تاريخ الحركة العمالية في سورية التي لم يقتصر دورها على القضايا العمالية، بل قارعت الاستعمار الفرنسي حتى إجلائه ووقفت في وجه كل المؤامرات والمشاريع التقسيمية للمنطقة وصولاً إلى أروع ملاحم الفداء التي سطرها آلاف العمال الشهداء في وجه الإرهاب دفاعاً عن وطنهم ومؤسساته التي بنوها بكد السواعد وعرق الجبين.
فمنذ تأسيسه انخرط الاتحاد العام لنقابات العمال في العمل السياسي والوطني وكان العمال في الصفوف الأمامية في معارك الدفاع عن سورية، وكان لهم مواقف مهمة ضد المشاريع والمؤامرات التي حيكت لوطنهم، وتبقى نضالاتهم وتضحياتهم ماثلة في أذهاننا وحاضرة بقوة في وجداننا، بهدف تدعيم الاستقلال الوطني ومواجهة الحرب الإرهابية التي تشن علينا منذ أكثر من سبع سنوات وإنتاج ما يحتاجه شعبنا لتصليب الصمود في وجه الحصار الاقتصادي الظالم ومحاولات التجويع والتركيع التي سقطت تحت أقدام رجالنا البواسل وأبناء شعبنا الأوفياء.
مسيرة الطبقة العاملة منذ ثمانين عاماً حتى اليوم مليئة بالعطاءات والإنجازات الوطنية والطبقية المهمة، فكانت منظمتنا النقابية ومؤسسيها بحق خير من مثل العمال وأوصل صوتهم ومعاناتهم وساهم في تحقيق الكثير لهم اقتصاديا واجتماعيا، ونحن اليوم نؤكد عزمنا على رفد هذه المسيرة المشرفة بالجديد المشرق وفاء لمن سبقنا من أجيال عمالية نقابية، وإغناء لمسيرة اتحادنا النضالية التي لم تفرط يوماً بحق من حقوق الوطن والعمال ومكتسباتهم.
«وطن بنيناه بعرقنا سنحميه بدمائنا وسنعيد بناءه» هذا هو شعار عمال سورية، فهم مصرون على إعادة بناء ما هدمته وخربته التنظيمات الإرهابية المسلحة الحاقدة من منشآت حيوية وصروح تعليمية لتعود سورية أفضل وأقوى مما كانت.
نحيي اليوم الذكرى الثمانين لتأسيس اتحادنا العام في وقت يخوض فيه جيشنا العربي السوري معركة جديدة مكللة بالنصر حتماً في الغوطة الشرقية من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل ربوع وطننا الغالي.
في هذه الذكرى، نجدد العهد لشعبنا وقائدنا أن نبقى رديف قواتنا المسلحة نعمل وننتج كل ما يدعم الصمود الوطني ويعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا وصولاً إلى إعادة إعمار سورية بالشكل الذي ننشده ونتطلع إليه، ونجدد التزامنا بالعمل لما فيه الصالح العام ونؤكد لعمالنا مجدداً تبنينا لكل مطالبهم المحقة ودفاعنا الثابت عن حقوقهم وإنجازاتهم.
اليوم نحن أكثر تصميما على المضي قدماً في العمل لنستحق شرف رفد حركتنا النقابية بمآثر جديدة تضاف إلى سجلها الناصع على مدار العقود الثمانية الفائتة، لذلك سيبقى عمال سورية ومنظمتهم النقابية في طليعة الصفوف دفاعاً عن الوطن واستقلاله ووحدته.